حذّرت دراسة عربية شاركت فيها منظمات أممية من مخاطر ظاهرة عمل الأطفال، وتداعياتها على المجتمعات في ظل تزايد عمليات تجنيدهم، أو استخدامهم كدروع بشرية، بل وإشراكهم في أعمال مرتبطة بالإرهاب.
وأعدت الدراسة التي تم الكشف عن نتائجها اليوم جامعة الدول العربية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، ومنظمة العمل العربية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وكشفت الدراسة أن "المنطقة العربية تشهد خلال العقد الحالي انتكاسة واضحة في حقوق الأطفال بسبب ما مرت به من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية أحدثت تدهورا في الأوضاع الإنسانية".
وحددت الأمم المتحدة يوم 12 يونيو/ حزيران من كل عام يوماً عالمياً لمكافحة عمل الأطفال ليكون فرصة لإلقاء الضوء على مدى انتشار هذه الظاهرة، والجهود اللازمة لمكافحتها.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال من أكثر الفئات تضررا؛ إذ يعانون اليوم من تزايد نسب العنف المباشر وغير المباشر، واللجوء، والنزوح القسري، وارتفاع معدلات سوء التغذية، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن ارتفاع نسب الفقر والبطالة وأسعار السلع الغذائية والوقود وندرة المياه.
وتمثّل قضية عمل الأطفال في المنطقة العربية إحدى أبرز قضايا انتهاك حقوقهم والإساءة إليهم، وتشير الإحصاءات إلى زيادة الاستخدام المباشر وغير المباشر للأطفال في قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة، وفي أنشطة غير مشروعة، إضافة إلى تجنيدهم، واستخدامهم كدروع بشرية.
ودعت المنظمات المشاركة في الدراسة إلى العمل من أجل تنفيذ توصياتها عبْر خطط وبرامج واستراتيجيات وطنية، والعمل على زيادة عدد البلدان التي تقيس عمل الأطفال وتبلغ عنه بانتظام من خلال استطلاعات القوى العاملة والدراسات الاستقصائية المتعددة المؤشرات للوصول إلى تقدير دقيق لهذه الظاهرة عربيا.