وسم #تحت_الوصاية يسلط الضوء على ظلم المرأة والأطفال في مصر
العربي الجديد
انتهى رمضان 2023 ومعه مسلسل "تحت الوصاية" الذي ناقش حق وصاية الأم على أبنائها بعد رحيل والدهم وفق القانون المصري، لكن قصصَ ظلمٍ مؤثرة أحياها المسلسل لا تزال تنتشر على مواقع التواصل.
وفي إطار درامي محزن، تتناول أحداث المسلسل قصة امرأة تكافح لإعالة ابنيها بعد سرقة مركب صيد، لتواجه المطاردة والمشاكل مع الأسرة والعمل والمجتمع وقوانين الوصاية.
والمسلسل من ﺇﺧﺮاﺝ محمد شاكر خضير، وﺗﺄﻟﻴﻒ خالد وشيرين دياب، وبطولة منى زكي وعمر شريف ورشدي الشامي ومها نصار وخالد كمال ومحمد عبد العظيم، وآخرين.
قصص ظلم أحياها "تحت الوصاية"
بحسب هبة درويش، فإن "المسلسل قلب علينا كلنا مواجع". وحكت عبر حسابها في "فيسبوك": "لما ماما ماتت اللي خد الوصاية خالي الكبير. وطبعاً مكنش بينا عمار، فكان بيقبض معاش ماما ويسممنا قبل ما ناخده أنا وأخويا، دا لو نصه مضاعش في شراء حاجات هو بس اللي شايفها مفيده في البيت". وتتابع: "زي 5 كيلو باميه مثلاً مزروعه في أرضه ومحدش بيشتريها فيوزنها ويسعرها بسعر السوق ويبعهالنا قوة واقتدار. زي مثلاً عدد 3 كرنبات للمحشي اللي برده جايبه من أرضه ويسعره ويخصم تمنه من المعاش اللي مبيكملش 300 جنيه، وزي مثلاً مفيش دروس مع أني كنت في ثانويه عامة وسنة مهمة. زي النادي اللي اتلغى واترزعوا في البيت".
وأضافت: "الفلوس اللي في البنك المجلس الحسبي حاطط إيده عليها ولو قدمنا إننا عايزين أي مصاريف خالي ميوديش الورق ولو وداه مبيتوفقش عليه، لا مصاريف مدارس ولا مصاريف جامعة ولا مصاريف لبس، ولا أكل ولا شرب ولا غاز ولا نور ولا ماية، وأي حاجة من دي لازم ندفعها الأول بمعرفتنا وبعدين نوديها بفواتير رسمية، ويا المجلس يرضي يرجعها يا لا. وطبعاً المصدر الوحيد للدخل كان معاش والدتي اللي خالي بيقبضه بالنيابة عننا وعمره ما كان بيرضى يدينا أي مصاريف، رغم إننا وارثين وعندنا عربية وبيت ملك بس كله تحت إيد المجلس الحسبي بوصاية خالي اللي كان بالنسبه له كل اللي فوق ده كمليات"، تحكي هبة، و"من رأيه إن أخويا ينزل أي ورشة يشتغل ويجيب مصاريفه وأنا كفايه عليا كده تعليم وألبس النقاب لأني بالنسبة له مصيبة أو قنبلة موقوتة وأقعد في البيت".
وكتبت هبة الحنفي عبر "فيسبوك": "واحنا صغيرين لما بابا مات، طبعاً المجلس الحسبي بقى بيتصرف في أي شيء سابه بابا. مرة كنا عايزين كمبيوتر، وكنا بنزن على ماما جداً، فقدمت طلب للمجلس علشان يدوها فلوس من فلوسنا تشتري بيها الكمبيوتر". وتابعت: "الطلب اترفض وقتها، وكان السبب إن دي رفاهيات مش مفروض يتصرف فيها الفلوس. وقتها أنا زعلت أوي لأن ماما كانت وعدتني لو طلعت من الأوائل هتجيبه، وأنا من جهتي وفيت بالجزء بتاعي".
وأضافت: "طبعاً زنيت أكثر، فماما قدمت طلب تاني، وقتها طلبوا إني أنا وحد من اخواتي يروحوا بنفسهم المجلس علشان عايزين يسألونا كام سؤال. رحنا طبعاً وكانت الأسئلة من نوعية هو انتوا اللي طالبين كمبيوتر فعلاً؟ طيب هي ماما اللي قالتلكم تقولوا كده؟ متأكدين أنها هتاخد الفلوس تجيب كمبيوتر؟"، و"في الآخر أخدنا الفلوس، بس من بعد اللحظة دي قررت مطلبتش شيء من حقي طالما هيعرض أمي لموقف زي ده".
وتعليقاً على قصة الحنفي دوّنت منة الخطاب: "نفس الموقف زمان. لما أخويا الكبير طلب من ماما كمبيوتر".
ولفتت قصة أميرة وحيد إلى التلاعبات التي تطاول تنفيذ قوانين الوصاية، فكتبت عبر "فيسبوك": "كنا مرة زمان في المجلس الحسبي لإجراءات تانية ولاقينا ولد ومعاه واحدة ست، والموظفة بتسأله هي دي أمك قالها أيوه كذا مرة ويقولها أيوه، والولد باين إنه كان مغلوب على أمره وخايف وموطى راسه في الأرض".
وتابعت: "للصدفة روحنا مرة بعدها بننهى إجراءتنا، لاقينا نفس الولد مع أمه الحقيقية، والولد مطمن خالص وبيعيط وفي حضنها والأم بتقول اللي خوفته دي مرات أبوه وعايزة تاخد ورثه وأجبرته يقول كده. طبعاً بغض النظر عن التفاصيل والورق والبطاقات اللي بتضرب عادي اللي ما اعرفهاش، بس الموظفه قالت إحنا بنشوف بلاوي والناس وحشة كتير زي عم العيال في المسلسل".
من جانبه، سرد أحمد صقر قصة إيجابية حاولت تصحيح القانون بمبادرة من الذكور: "عمر ما حد من عمامي التلاتة وجدي اللي كانو عايشين بعد أبويا ما وقف إلا موقف خير ودعم وحفاظ على حقنا في كل اللي كان ليها علاقه بالمجلس الحسبي".
وتابع مادحاً جده: "جاب أمي الأرملة الصغيرة وراح كاتبلها ميراث ابنه لزوجته الأرمله بيع وشرا وهبة لا رجعة فيها من ماله وممتلكاته وهو عايش، وهو بيقولها علشان محدش يضايقك (...) بعد ما أموت أو لما يكبرو... وأنا عارف إنك أصيلة وهاتحافظي على ميراثهم وحقهم ليهم لما يكبرو".
وأضاف: "من سنتين توفت بنت عمنا ومالهاش أخوات ذكور يعني ولاد العم يورثو فيها شرعاً... اتجمعنا مع بعض ولاد العم الذكور وعملنا توكيلات وتنازلات لاخواتها من بنات نفس العم رحمة الله عليه علشان اللي زرعه الجد بضرب المثل من 40 سنة بقى ميثاق شرف عيله بفتخر بالانتماء لها".
ظلم القوانين في مصر
عبّر المتضررون عن ألمهم من القوانين التي ظلمتهم، وطالبوا بتغييرها. كتبت هبة درويش: "المجلس الحسبي ده أكبر ظلم أكبر مصيبة بتقابل القُصّر لازم تتعالج". وأوضحت أن "اللي أبوهم وأمهم بيموتوا بيشحتوا بمعنى الكلمة مهما كان مليونير، لأن ممنوع ياخدو فلوسهم إلا لما يتموا 21 سنة" وتساءلت: "طيب قبل السن ده هياكلوا منين؟ هيشربو منين؟ هيعيشوا فين؟ عدلوا القانون وارحموا القُصّر".
ورأت هبة الحنفي أن "القانون والمجتمع في مصر ظالمين للست. اللي عرضه المسلسل قليل أوي على الحقيقة".
وكتبت منة الخطاب: "قانون متخلف ربنا ينتقم منهم. هو في حد هيخاف على ولاده ومالهم قد أمهم؟". وقالت أميرة وحيد: "القوانين والإجراءات بتبقى متخلفة مش صارمة. قال يعني كده بنحافظ على حق العيال، لكن في الحقيقه هما خايبين مش عارفين يعملو قوانين عدلة تحكم الدنيا كلها من دون ظلم للقُصّر".
ودوّن أحمد صقر: "أتمنى المسلسل يبقى سبب في تعديل وتحديث القوانين، لكن من غير وعي جمعي يعرف الناس معاني الشرف والاستقامة والمسؤولية هايفضل جوة كل قانون ألف ثغرة ينفذ منها الظلم".
قوانين الوصاية في مصر... أمل تغيير
تلا بث حلقات "تحت الوصاية" تحركات تشريعية لمحاولة إصلاح القوانين. وقدم النائبان المصريان، محمد إسماعيل وأميرة العادلي، طلبين منفصلين إلى رئيس مجلس النواب ووزير العدل لمراجعة هذه القوانين.
وأشادت رئيسة المجلس القومي للمرأة، مايا مرسي، بالمسلسل، قائلةً في منشور لها في "فيسبوك" إنه "عمل فني صادق نقل الواقع بحرفية عالية"، مؤكدةً أن المجلس يستقبل "المشاكل كل يوم من أمهات أصبحن بين ليلة وضحاها أرامل ومعهن أطفال قصر".
من جانبه، صرّح وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب المصري، إيهاب الطماوي، للصحافة بأن وزارة العدل تعمل على إجراء تعديلات وصفها بـ"الكبيرة" في ملف الأحوال الشخصية. وأوضح في تصريحاته أن التعديلات المحتملة تشمل "حق الولاية على أموال القُصّر والحقوق والمكتسبات الأخرى التي تضمن للأطفال حقوقهم".