دراما الخليج في رمضان: إرهاب وكوميديا

بعيداً عن القاهرة وبيروت ودمشق، ما هي أخبار الدراما الخليجية لهذا الموسم؟ وهل بالإمكان أن تنافس في السباق الرمضاني المُنتظر؟ أسئلة عدة تُطرح اليوم، ذلك أمام تزايد الإنتاج الخليجي، وارتفاع الاصوات المُنتقدة والباحثة عن هوية وهدف الأعمال الدرامية الخليجية، ليس فقط من قبل النقاد أنفسهم بل من قبل الجمهور الذي لا يزال متأرجحاً ومحتاراً أمام سيل المسلسلات.

لكن، بعين متفائلة لهذا الإنتاج، يمكن القول إنه بات أكثر انفتاحاً على واقع أصبح مرهوناً بالتقنيات الحديثة، ومناصرة أو طرح دور المرأة في المجتمع الخليجي، ونقله صادقاً إلى التلفزيون أو الاعمال الدرامية. هكذا تنطلق مجموعة من الاعمال في السباق الرمضاني، من القضايا الاجتماعية المعتادة أو التقليدية إلى قصة تنقل واقع الحال اليوم، في مسلسل "الجنة بعد قليل" ما يزيد التكهنات والأسئلة حول كيفية تعاطي المجتمع الخليجي مع هذا النوع من الإنتاجات، وخصوصاً أن المسلسل يروي حكايات عن الأصولية وتفاعل الناس معها. إضافة إلى نقل الرواية العربية الفائزة في جائزة "بوكر " 2013 "ساق البامبو" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي إلى الشاشة الصغيرة.

تسارعت عجلة الإنتاج الخليجي في الأشهر القليلة الماضية، عدد كبير من المسلسلات الرمضانية يجري تصويرها حالياً ومنها:

بائعة النخّي

"بائعة النخيّ" العمل الأول لرمضان الذي تلعب بطولته الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، رؤيتها ونصّها، الفهد بدأت الكتابة في العام 2013 لكنها توقفت بعد إصابة تعرضت لها في يدها وعادت هذا العام وأنجزت القصة وتصورها.
تجسد حياة الفهد دور امرأة تبيع "النخي" (الحمص)، والهدف وفق ما صرحت به أنها تريد العودة إلى التراث الكويتي الذي يسكنها، العمل برأي الفهد سيفرح المتقدمين في العمر ويسعد الصغار في التعرّف على حقائق تاريخية إنسانية كان يعيشها المجتمع الكويتي، تقول حياة الفهد: "العمل مختلف تماماً عن كل ما قدمته في السابق وهذا ما أريده، هو دارما وتراجيديا ومواقف إنسانية كثيرة صيغت بطريقة بسيطة أقرب إلى الناس.

ساعة الصفر

ويُصور في دبي مسلسل "ساعة الصفر" المقرر عرضه في رمضان، نص لمحمد الكندري وإخراج لنهلة الفهد. القصة مقتبسة عن رواية "اسرار بنت أبوها" بطولة هيفاء حسين وبثينة الرئيسي وآلاء شاكر وإبراهيم الحربي، وفرح الصواف. ويدور العمل في إطار اجتماعي، قضايا ويوميات، معجونة بطريقة خليجية، هيفاء حسين وابراهيم الحربي شكلا ثنائيا ناجحاً العام الماضي في مسلسل "لو أعرف خاتمتي" الذي نال نجاحاً كبيراً في الخليج ونقل صوراً واقعية عن يوميات وحقق رقما متناسبا مع متابعي الأعمال الخليجية.
ساعة صفر ليس العمل الوحيد الذي تشارك فيه هيفا حسين فقد انضمت أيضاً إلى المسلسل السعودي الجديد "شرباكة"، وهو تأليف عبدالله الفهيد، عبدالرزاق الممتن، وراضي المهنا، ومن إخراج علي الشويفعي، ومن بطولة خالد البريكي، ومروة محمد، وسمير الناصر، وعبدالله ملك، وبشير غنيم، وإبراهيم الحساوي، وغيرهم.

اليوم الأسود

الممثلة الكويتية شجون الهاجري تعود بمسلسل آخر بعنوان "اليوم الأسود" تدور أحداثه حول علاقة الإنسان بواقعه اليومي داخل المجتمع في إطار اجتماعي أقرب إلى الفلسفة، العمل من كتابة فهد العليوة، إخراج محمد دحام الشمري
يصور قصص الحبّ والعلاقات بين الزوج والمرأة في المجتمع العربي، الخليجي، إلى جانب تسليط الضوء على ما وفّرته مواقع التواصل الاجتماعي من تغيّرات من ناحية الصداقات العشوائية التي تُقام على هذه المواقع وتداعياتها.




غمز البارود

قصة خليفة بوشهاب، وإخراج مصطفى رشيد بطولة سميرة احمد وأحمد الجسمي، يسلط العمل الأضواء حول شخصيات تفتقر للحب ولديها رغبة في الانتقام والكراهية، ومعالجة، أحداث في صراع تحتدم فيه النفوس، ويمضي الزمن ويلامس هذا الصراع حياة الأبناء، بعد أن سكن الآباء حيث يكتشفون أنهم عاشوا حياة غامضة مليئة بالأسرار، وهو ما يجعل أحلامهم تنهار.

المحتالة

مسلسل اجتماعي خفيف تلعب بطولته الممثلة الكوميدية هيا الشعيبي يُصور في الكويت ويطرح قصة امرأة محتالة تقوم بالاستيلاء على أموال رجال الأعمال والأغنياء باللجوء إلى النصب، وكتبت نص السيناريو المؤلفة نجاة حسين، بطولة هدى حسين، ياسر المصري، اسيل عمران.

نوايا

الفنانة القديرة سعاد العبدالله تلعب بطولة مسلسل "نوايا" من تأليف الكاتبة نوف المضف وإخراج منير الزعبي، وإنتاج صباح بكتشرز، والمسلسل من بطولة سليمان الياسين وعبدالرحمن العقل وزهرة الخرجي وانتصار الشراح. وتقوم العبدالله في المسلسل بشخصية "شيخة" التي تتكفل بتربية ابنة شقيقها المتوفي، ورغم تسلطها الواضح في القصة إلا أن صوراً اخرى من الطيبة تظهر من خلال العمل.

إلى ذلك، تُشارك العبدالله في مسلسل رمضاني ثان عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر عام 2013؛ "سائق البامبو" للأديب الكويتي سعود السنعوسي، ويجمع بين الفنانين: سعاد العبدالله وعبدالمحسن النمر، إخراج محمد القفاص، وسيناريو وحوار محفوظ عبدالرحمن.
ويروي حكاية شاب من أم فلبينية وأب كويتي كان قد تزوج سراً من الخادمة. وتركز الرواية على مصير أولئك الأبناء الذين يولدون بملامح فلبينية لآباء كويتيين أو خليجيين، فلا يعترف بهم أي من المجتمعين.



الجنة بعد قليل

ربما هي المرة الأولى التي تتطرق بها الدراما الخليجية لمثل هذا النوع من السيناريوهات القريبة من يومياتنا السياسية والأمنية، حكاية من الواقع الديني المُعاش اليوم مع إسقاطات جديدة على حكايات تحصل، من المتوقع أن تثير اهتمام المتابعين إن عرف الكاتب محمد حسن أحمد كيف يوظف ذلك لنجاح القصة والسيناريو والمسلسل من بطولة بثينة الرئيسي.