يعمل فلمز على تغيير حلّة المعرض من خلال عرض لوحات من اليوميات تتناسب مع تاريخ إنجازها بعد أن يمضي عام عليه، كأن يعرض في مطلع العام الجديد (2018) اللوحات التي سبق أن أنتجها في كانون الثاني (2017)، "ما يعطي العرض حالة من التجدّد المستمر وإثارة الفضول لاستقطاب شريحة من الجمهور تسعى دائما إلى رؤية الجديد في المجال الفني" بحسب البيان الصحافي.
منذ عام 2010 بدأ الفنان مشروعاً بعنوان "كل يوم لوحة" لتسجيل يومياته وأفكاره وأحلامه وملامح مرحلة صاغها في مناخات تجريدية تعبيرية شكّلت تطوّراً في تجربته، ومنها لوحاته الأخيرة التي أنجزها خلال السنة الجارية.
يشير فلمز إلى أن الأعمال المعروضة "ترتفع عن التفاصيل الصغيرة من أجل تجسيد دفقات حسية من خلال حركة اليدين ضمن مسارات حدسية، أجسد بحركتها مكامن أعماقي النفسية التي أتلمّسها على هيئة تكوينات لونية متحررة من سطوة العقل ورصانتها".
تحضر ذكريات المكان الأول في الشمال السوري حيث نشأ صاحب "عاش باكراً"، حيث يصفها بقوله "أرسم مقامات لونية عديدة تبحث عن إشارات تفتح البوابات في معنى وجود الإنسان ومدى علاقته وارتباطه بالمكان الذي ولد فيه "الوطن"، وبالتالي أعتمد على حدسي الداخلي في ما أريد طرحه من الأسئلة والقضايا".
يضيف فلمز "في أعمالي البيت يشبه الإنسان. والإنسان يشبه الشجرة. والشجرة تشبة الحيوان. والحيوان كأنه بحيرة مع شخوص غامضة الملامح مجهولة الأسماء تحس بخوفها؛ واختبائها في ثنايا اللوحة وتحس بعشقها؛ وفي نفس الوقت ترى انكساراتها؛ تعود بك إلى عالم طفولي كل شيء فيه واضح وصريح وتعود بك إلى عالم مخيف ومرعب تنهض من أعماقك مشاعر غريبة لا تستطيع إدراكها إن كانت تمثل حزناً أم فرحاً".
اللوحات منفّذة بالألوان الزيتية والأكريليك والأحبار على القماش وتنتمي إلى المدرسة التجريدية التعبيرية يهيمن عليها اللون الأحمر.
يُذكر أن دلدار فلمز من مواليد القامشلي، أقام العديد من المعارض داخل سورية وخارجها. له مجموعة شعرية بعنوان "عاش باكراً" (2003) وأخرى بعنوان "امرأة بمظلة وشاعر بقبعة" (2017)، وفي النقد الفني كتاب بعنوان "تاريخ الرسم" (2011) إضافة إلى كتاب مشترك بعنوان "أمهات سوريات" صدر العام الحالي.