الإثنين الماضي، عاد تلاميذ إحدى المقاطعات الألمانية إلى المدرسة، فكانت العودة النظامية المتكاملة الأولى في أوروبا، والتي سبقتها عودات تجريبية في عدد من الدول في الاتحاد الأوروبي وفي القارة ككلّ. كذلك، عاد تلاميذ الصين، البؤرة الأولى لوباء كورونا، ونيوزيلندا، إلى صفوفهم خلال الشهرين الماضيين، بخطط صحية متشددة تسعى إلى منع أيّ احتمال لانتقال العدوى، فيما تصرّ الإدارة الأميركية على عودة التلاميذ في سبتمبر/ أيلول المقبل، بالرغم من المخاطر الصحية الكبيرة على هذا الصعيد في بلد يسجل أكبر عدد من الإصابات بالفيروس.
هكذا، تتفاوت الخطط التربوية المرتبطة بالخطط الصحية أكثر من ذي قبل، ومع بقاء أكثر من مليار تلميذ خارج صفوفهم حتى وقتنا هذا، فإنّ سبعين بلداً على الأقل تخطط للعودة إلى الصفوف. لكن، ما الذي يتوجب بالمدارس فعله؟ وما المسؤولية التي تقع على أولياء الأمور في ظروف وبائية خطيرة مثل هذه؟ يقدم تقرير من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بعض النصائح كالآتي:
- على أيّ مدرسة أن تمتنع تماماً عن فتح أبوابها أمام التلاميذ قبل أن توفر لهم عودة آمنة لا مجال للشكّ أو الخطأ فيها.
- بالتالي، على المدرسة وضع خطة عملية تتضمن: مراعاة دخول التلاميذ إلى المدرسة ومغادرتهم منها في أوقات مختلفة، مجموعات مجموعات، كلّ ربع ساعة مثلاً، كما مراعاة ذلك في أوقات الفسحة داخل المدرسة. وهناك إمكانية لتنظيم الدوام بما يتيح للتلاميذ أن ينقسموا إلى عدة مجموعات داخل المدرسة في يوم معين، لتحلّ مكانهم مجموعات أخرى في يوم آخر.
- نظراً لارتباك جدول المدرسة، فإنّ على الأهل مسؤولية تقديم دعم إضافي للأبناء، والتحدث بشكل دائم إلى المعلمين حول أدائهم ونشاطهم.
- على الأهل أن يتذكروا أنّ أبناءهم ليسوا في وضع طبيعي معتاد على الصعيد الدراسي، فيفترض بهم أن يتيحوا للأبناء أجواء منزلية خالية من التوتر، مع توفير البيئة الداعمة التي لا تخلو من تحويل تجربة التعليم إلى تجربة تفاعلية في ما بينهم، تضم نشاطات مختلفة من الطبخ إلى المطالعة واللعب، بعيداً عن الدروس المنهجية التي يتلقونها في المدرسة. ولتكن هذه النشاطات روتيناً معتمداً يخفف عن الأبناء الكثير من سلبيات الابتعاد عن النشاطات الخارجية المعتادة، بسبب تدابير التباعد الاجتماعي، خصوصاً مع أقرانهم في المدرسة والحيّ والنادي.