انتقد الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف قرار إيقافه عن العمل بكلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة، ثم مثوله للتحقيق أمام المستشار القانوني لرئيس الجامعة بحجة الجمع بين وظيفتين بسبب انتخابه نائباً لرئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وقال عبد اللطيف: "ﻻ تعجبوا، فأن أكون نائباً لرئيس المجمع الذي ينشد عضويته أساتذة الجامعة الفضلاء منذ أنشئ سنة 1932، فهذه جريمة يحيلني من أجلها رئيس الجامعة للتحقيق، ويوقفني عن عملي أستاذاً بكلية دار العلوم، ويطالبني برد المبالغ التي حصلت عليها من الجامعة منذ صرت نائباً لرئيس المجمع، والتي قدّرها بحوالي ربع مليون جنيه إلا قليلاً؛ وإﻻ فسيطبّق القانون".
واستنكر حماسة موقف رئيس الجامعة، جابر نصار، مطالباً إياه أن يطبق القانون الذي يتحدث عنه، إذا كان منصب "نائب رئيس المجمع" يعد وظيفة حكومية، وتساءل: "هل سيطالب نصار ورثةَ الأساتذة طه حسين وإبراهيم مدكور وشوقي ضيف ومحمود حافظ أيضاً برد المبالغ التي حصلوا عليها أثناء أدائهم لوظيفة نائب رئيس المجمع قبل أن يكونوا رؤساء له، أو سيتغاضى عن ذلك ﻷنهم انتقلوا إلى رحمة الله؟".
وذكّر الدكتور حماسة بقصة الدكتور كمال بشر، حيث كان بشر نائباً لرئيس المجمع مدتين كاملتين كل منهما أربع سنوات، ولما لم يحقق في أول المدة الثانية الأغلبية المطلوبة في اﻻنتخاب بحسب نظام المجمع، رفع قضية على المجمع، وكانت المفارقة أن محاميه البارع في تلك القضية كان "جابر نصار" نفسه.
متسائلاً: ألم يكن الدكتور بشر جامعاً بين وظيفتين؟ وكيف يستحلّ له الدكتور جابر نصار المبالغ التي حصل عليها من عمله أستاذاً بدار العلوم، وما زال؟
وقارن نائب رئيس مجمع اللغة العربية بين موقف "العمال" الأوفياء في كلية دار العلوم الذين استفزهم قرار إيقافه وإحالته للتحقيق، حيث تجمعوا أمام مكتبه واستأذنوه أن يذهبوا لرئيس الجامعة لعلّه يتراجع عن قراره، وبين زملائه من الأساتذة الجامعيين حين قال: "في المقابل كان رئيس الجامعة في إفطار جماعي بالكلية بحضور جمع حاشد من زملائي وتلاميذي أساتذة الكلية، وأخذ يمتدح أمامهم قراره في شأني وشأن اﻷستاذ الدكتور حسن الشافعي رئيس المجمع، واستمعوا إليه صامتين، ولعلهم كانوا مسرورين، أو أبدوا له سرورهم بوجوههم ونظرات أعينهم".
وفيما شكر حماسة العمال وحياهم لنخوتهم وغيرتهم ورجولتهم، ورجاهم ألا يقفوا بباب نصار، امتنع عن التعليق على موقف زملائه وتلامذته الأساتذة بالكلية، مكتفياً بقول الشاعر: "قومي هُمُو قتلوا أميمَ أخي. فإذا رميتُ يُصيبني سهمي".
يذكر أن الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف من مواليد سنة 1945، ويعمل أستاذاً متفرغاً بكلية دار العلوم، وقد انتخب نائباً لرئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في 27 مايو/ أيار 2013.