في "الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا" وجدت داليا نفسها تتفوق بعد 5 سنوات في الهندسة، لتخوض تجربة تحصيل الماجستير، وتصبح معيدة في ذات الجامعة.
درست داليا مصطفى الثانوية في مصر بالمدرسة الكاثوليكية الفرنسية "فنشأت علاقة بيني وبين الثقافة الفرنسية، بيد أن مواقف فرنسية من الحجاب جعلتني أبحث في مكان آخر لاستكمال حلمي بتحقيق الدكتوراه. اطلعت على كندا المتنوعة والمنفتحة على الآخرين، ووجدت مقاطعة كيبك الأنسب. ففي مونتريال تنتشر ثقافة الحقوق وحرية المعتقد والدين".
إذا، إلى مونتريال أخذتها رحلة "عشق العلوم وفي البال دراسة وعودة إلى بلدي مصر، ولم يدر في خلدي أن من يدخل كندا ويعيش في مجتمعها سيعشقها ويلحق بالعلوم والفرص المتاحة. مرت 12 سنة الآن على رحلتي".
تستفيض داليا في رحلة المهجر مع "العربي الجديد"، فمن "الأكاديمية العربية" في الإسكندرية تنجز ماجستير الهندسة الإلكترونية. وفي جامعة "ماكجيل" بمونتريال تخوض بما انجذبت إليه، فتحول مبحث الدكتوراه إلى "علوم القيادة وتطوير الذات" و"علم النفس الإرشادي".
كانت عروض العمل في تخصص الهندسة تنهال عليها: فرفضت العمل في شركة "بومباردي" للطيران "لأنني أردت استكمال الدراسة. وبينما أُحضر دراستي جاءني عرض من شركات عالمية كبيرة مثل "بترول فانكور"، في كالغاري بمقاطعة ألبرتا غربي كندا، وكان عملا مرموقاً وبراتب ومواصفات مميزة. ولم ينفع أن أرفضه، لأني أدركت حقيقة أنهم في كندا يهتمون بالدرجة العلمية، لكن الخبرات العملية لها مكانة تقدر أكثر بمستوى الدرجة العلمية".
لشغفها بتجريب سوق العمل الكندي، وللتسلح بالخبرة راحت داليا تخوض التجربة "فقد تغيرت فكرة العودة إلى مصر بعد الدراسة إلى فكرة الهجرة والبقاء في كندا، فوالدتي كانت معي وهي مريضة وأنا ابنتها الوحيدة وحريصة على التزامي الأسري".
بين الهندسة وعلم النفس
التجربة العملية أوصلتها إلى منصب قيادة فريق عمل كمديرة لـ13 موظفاً في مجال الهندسة الكهربائية. واكتشفت السيدة داليا أثناء وجودها في جامعتي الأكاديمية العربية وماكجيل قدراتها في الإرشاد الأكاديمي للطلبة.
انعكس ذلك على مهاراتها القيادية في قيادة فريق العمل في قطاع البترول، "ولذا قررت العمل وفق مثلث متميز، أركانه التدريب والإرشاد وفن القيادة. ومن هنا غيرت النقطة البحثية لي في الدكتوراه من الهندسة إلى مهارات وسياسة القيادة وحصلت على أربع درجات في التدريب، أولاهما كانت درجة تدريب في العلاقات الزوجية من كلية أركسون في فانكوفر، وأخرى في مجال التدريب من كاليفورنيا، وثالثة في البرمجة اللغوية العصبية من الدكتور ريتشارد باندلر".
في مجتمعها الجديد أصبحت داليا وجهاً معروفاً في التحصيل العلمي والعمل التطوعي. تحصد 35 جائزة ووسام تقدير لعملها الدؤوب في مجتمعيها، المصري والكندي. ولم يكن الأخير، بحسب المهندسة والمستشارة النفسية اليوم،" يقف عائقا بوجه طموحات امرأة محجبة". وتعتز بدراسة الهندسة "وفي أي يوم أريد أن أرجع إليها فأنا لدي الشهادات في المجال إضافة إلى خبرة خمس سنوات في أكبر شركات البترول في كندا".
وترى داليا أن "التنوع في الدراسة يمنح الشخص مهارات عديدة في العلوم المختلفة. وهو ما يخلق نجاحات جمة، وهو أمر اتصف به علماء العرب القدماء من تنوع التخصصات والعلوم التي درسوها".
اقــرأ أيضاً
ليست رحلة بلا مصاعب
لم تكن الرحلة نحو الغربة معبدة بالورود وبدون مصاعب، لشابة عربية وحيدة وغير متزوجة في ذلك الوقت، "فأكثر المصاعب التي واجهتها هي مرض والدتي. ولكن لكي أنجح وأحقق أهدافي كان يجب أن أكون صبورة والسعي الدؤوب، والعمل المضاعف، وأكثر من الشخص الكندي، لأثبت وجودي وأحقق هدفي. أضف أن الصورة المشوهة في بعض وسائل الإعلام، عن الإسلام والمحجبات، تفرض بذل المزيد من الجهد في الدراسة والعمل لكي أعطي الصورة الحقيقة للمجتمع الكندي وليس الصورة المشوهة".
وجدت داليا نفسها أيضاً تخوض مصاعب التأقلم مع مجتمعها الجديد كتحد،" فلكي أكون جزءا من هذا المجتمع توجب التعرف إلى اللهجة المحلية، والثقافة الدارجة، والتعرف إلى سلوكيات الكنديين. ذلك أخذ مني وقتا وجهدا. وقمت بالقراءة لفهم سلوكيات المجتمع الكندي بحثا عن مواضيع مشتركة للخوض فيها مع زملائي، سواء في العمل أو الدراسة".
وأن تكون امرأة عربية لم يجعل الأمر أقل صعوبة، على إنسانة وحيدة وبلا زواج في مجتمعها الجديد،" فأعتز بأني عربية، فكان أيضا التفكير بموضوع الزواج، وكيف سأجد الشخص المناسب لي، خاصة أن زواج العرب في كندا أبدا ليس سهلا مع المواصفات التي كنت أتطلع إليها، بأن يكون مصريا ومسلما يتفهم طموحي وأحلامي، ويكون بارا بأهله وأيضا بأمي.
والحمد لله دعوت الله أن يوفقني لذلك ووفقني ربي وقابلت زوجي وتزوجت فيما بعد، وهو أيضا مصري هاجر مع أسرته عندما كان في الثانية عشرة من عمره" .
تكريم للجهود
جرى في كندا تكريمها في جامعة ماكجيل على أبحاثها الهندسية التي أنجزتها في مصر، وحصلت على جائزة الكسندر ماكهيل بيل من الحكومة الفيدرالية وجائزة مقاطعة كيبك عن أبحاث الهندسة.
وأكثر ما تعتز به داليا "آخر 3 جوائز المتعلقة بالمهاجر الكندي المتميز، نظرا للخدمات التي أقدمها للمجتمع الكندي، بمن فيه الكنديون العرب في مجال التوعية والإرشاد النفسي سواء من خلال ورش التدريب أو من خلال عيادتي للاستشارات النفسية، وكثير من هذه الأعمال تقدم بشكل تطوعي. أيضا جائزة من "ولكم سنتر" في كالغاري، نظير الأعمال التطوعية التي أقدمها في ما يخص الاستشارات الزوجية والتربية الحديثة للأبناء. والجائزة الأخيرة هي أعلى وسام في كندا للعمل التطوعي Sovereign's Medal for Volunteers from the Governor General of Canada وأعتبر أصغر شخص يحصل على هذه الجائزة".
هي مرشحة الآن لنيل جائزة أفضل 25 مهاجرا كنديا من خلال التصويت لـ75 مرشحا من داخل كندا، حيث ستعلن النتائج في 27 يونيو/حزيران الحالي.
ولفتت نجاحات السيدة داليا في مهجرها "المجلس القومي للمرأة في مصر" وسيتم دعوتها إلى أول مؤتمر يكرم نجاحات المرأة المصرية في الخارج. وتقول عن ذلك "شرف لي أن يتم تكريمي من مصر وأيضا ترشيحي لجائزة أفضل امرأة ملهمة في كندا. ولنيل جائزة افضل 100 امرأة كانت لها نجاحات في كندا".
اقــرأ أيضاً
تغيير الصورة النمطية
ولأجل تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية والمسلمة ذهبت داليا مصطفى منذ دراستها في جامعة ماكجيل لإثبات الصورة الأخرى "رشحت نفسي للانتخابات في اتحاد الطلبة وكنت أول امرأة عربية ومسلمة في ذلك الوقت وعلى مدى تاريخ جامعة ماكجيل تخوض هذه التجربة. كان يجب أن أطرح برنامجا انتخابيا يشجع الطلبة على التصويت لي، وبقناعة فعلوا وهم يرون أنني سأقدم خدمات مميزة للطلاب، وهذا ساهم بتغيير نظرتهم عن المرأة العربية والمحجبة" .
تغيير الصورة النمطية بالنسبة لداليا بدأ أيضا "من خلال أسرتي، التي تمثل والدتي وزوجي وابني، وأن حياتي تكون مكرسة للأسرة والاستمرار بمسيرة البحث والعلم. ومن الضروري تفهم أني سأبقى أسعى للوصول إلى الناس، وأقدم الخدمات في مجال الاستشارات النفسية والمهارات القيادية والتنمية البشرية والنصح والإرشاد، سواء أكان للمجتمع الكندي أم للمجتمع العربي في كندا وأقدم المحاضرات وورش التدريب إضافة إلى الحوارات الإذاعية والتلفزيونية. وبذلك تتغير الصورة النمطية عن المرأة العربية والمسلمة في كندا، بل إن الكثير من النساء العربيات أخبرنني بأنني قدمت لهن مثلا مميزا وشجعتهن على أن بدء رحلة النجاح في كندا.
العرب الكنديون والمشكلات النفسية
وجدت داليا أن الكثير من العرب الكنديين "يتحرجون من الإفصاح عن مشاكلهم النفسية والاجتماعية ولذا خصصت برنامجي، "صباح الداليا"، في إذاعة كنداوي وهي إذاعة عربية كندية. ومن خلال هذا البرنامج الذي تستغرق حلقة الإعداد له أكثر من 20 ساعة أناقش المشاكل النفسية للكنديين العرب، وأيضا لدينا بريد يرسل فيه المستمعون مشاكلهم بدون أسماء ونعمل على طرح المشكلة وإيجاد الحلول لها، أيضا لدي برنامج Glo سينطلق بعد العيد إن شاء الله لمناقشة الوضع النفسي للأرامل والمطلقات وكيفية مساعدتهن في إعادة ترتيب حياتهن وتربية أولادهن والبدء بحياة جديدة بعيدة عن المشاكل والآلام النفسية" .
وصفة...
تقول المستشارة داليا "نصيحتي لمن يفكر بالهجرة ويرغب بالنجاح في كندا، أن يفكر مليا لماذا كندا؟ هل لأجل الدراسة. إذا يجب تحديد التخصص والجامعة والمقاطعة. وتعتبر داليا أنه من الضروري للمهاجر أن يعرف هويته، وكيف تعرف نفسك للمجتمع الكندي وتحدد ما الذي تريد الوصول إليه". فبالنسبة لها "تحقيق الطموحات هي التي تترك البصمة في الحياة". أما عن ضرورة التعرف إلى المجتمع الكندي فترى أنه "من لحظة وصولك إلى كندا اعمل تواصلا مع المجتمع الكندي ومن بينهم الكنديون العرب، واسأل عن تجارب الآخرين واطلب المساعدة، فالمجتمع الكندي يقدم المساعدة لمن يرغب فيها ولمن يريد أن ينجح. وعلى الإنسان أن يطور مواهبه وعلمه ومعرفته والسعي الدؤوب، سواء في مجال الدراسة أو العمل، وقد يتعرض الإنسان لكبوات، ولكن ما دام قرر الهجرة إلى كندا، فعليه دائما أن يستفيد من أخطائه ويستمر في العمل وأن يستمر في عمل الخير فهذا طريق مهم لتحقيق النجاح".
اقــرأ أيضاً
درست داليا مصطفى الثانوية في مصر بالمدرسة الكاثوليكية الفرنسية "فنشأت علاقة بيني وبين الثقافة الفرنسية، بيد أن مواقف فرنسية من الحجاب جعلتني أبحث في مكان آخر لاستكمال حلمي بتحقيق الدكتوراه. اطلعت على كندا المتنوعة والمنفتحة على الآخرين، ووجدت مقاطعة كيبك الأنسب. ففي مونتريال تنتشر ثقافة الحقوق وحرية المعتقد والدين".
إذا، إلى مونتريال أخذتها رحلة "عشق العلوم وفي البال دراسة وعودة إلى بلدي مصر، ولم يدر في خلدي أن من يدخل كندا ويعيش في مجتمعها سيعشقها ويلحق بالعلوم والفرص المتاحة. مرت 12 سنة الآن على رحلتي".
تستفيض داليا في رحلة المهجر مع "العربي الجديد"، فمن "الأكاديمية العربية" في الإسكندرية تنجز ماجستير الهندسة الإلكترونية. وفي جامعة "ماكجيل" بمونتريال تخوض بما انجذبت إليه، فتحول مبحث الدكتوراه إلى "علوم القيادة وتطوير الذات" و"علم النفس الإرشادي".
كانت عروض العمل في تخصص الهندسة تنهال عليها: فرفضت العمل في شركة "بومباردي" للطيران "لأنني أردت استكمال الدراسة. وبينما أُحضر دراستي جاءني عرض من شركات عالمية كبيرة مثل "بترول فانكور"، في كالغاري بمقاطعة ألبرتا غربي كندا، وكان عملا مرموقاً وبراتب ومواصفات مميزة. ولم ينفع أن أرفضه، لأني أدركت حقيقة أنهم في كندا يهتمون بالدرجة العلمية، لكن الخبرات العملية لها مكانة تقدر أكثر بمستوى الدرجة العلمية".
لشغفها بتجريب سوق العمل الكندي، وللتسلح بالخبرة راحت داليا تخوض التجربة "فقد تغيرت فكرة العودة إلى مصر بعد الدراسة إلى فكرة الهجرة والبقاء في كندا، فوالدتي كانت معي وهي مريضة وأنا ابنتها الوحيدة وحريصة على التزامي الأسري".
بين الهندسة وعلم النفس
التجربة العملية أوصلتها إلى منصب قيادة فريق عمل كمديرة لـ13 موظفاً في مجال الهندسة الكهربائية. واكتشفت السيدة داليا أثناء وجودها في جامعتي الأكاديمية العربية وماكجيل قدراتها في الإرشاد الأكاديمي للطلبة.
انعكس ذلك على مهاراتها القيادية في قيادة فريق العمل في قطاع البترول، "ولذا قررت العمل وفق مثلث متميز، أركانه التدريب والإرشاد وفن القيادة. ومن هنا غيرت النقطة البحثية لي في الدكتوراه من الهندسة إلى مهارات وسياسة القيادة وحصلت على أربع درجات في التدريب، أولاهما كانت درجة تدريب في العلاقات الزوجية من كلية أركسون في فانكوفر، وأخرى في مجال التدريب من كاليفورنيا، وثالثة في البرمجة اللغوية العصبية من الدكتور ريتشارد باندلر".
في مجتمعها الجديد أصبحت داليا وجهاً معروفاً في التحصيل العلمي والعمل التطوعي. تحصد 35 جائزة ووسام تقدير لعملها الدؤوب في مجتمعيها، المصري والكندي. ولم يكن الأخير، بحسب المهندسة والمستشارة النفسية اليوم،" يقف عائقا بوجه طموحات امرأة محجبة". وتعتز بدراسة الهندسة "وفي أي يوم أريد أن أرجع إليها فأنا لدي الشهادات في المجال إضافة إلى خبرة خمس سنوات في أكبر شركات البترول في كندا".
وترى داليا أن "التنوع في الدراسة يمنح الشخص مهارات عديدة في العلوم المختلفة. وهو ما يخلق نجاحات جمة، وهو أمر اتصف به علماء العرب القدماء من تنوع التخصصات والعلوم التي درسوها".
ليست رحلة بلا مصاعب
لم تكن الرحلة نحو الغربة معبدة بالورود وبدون مصاعب، لشابة عربية وحيدة وغير متزوجة في ذلك الوقت، "فأكثر المصاعب التي واجهتها هي مرض والدتي. ولكن لكي أنجح وأحقق أهدافي كان يجب أن أكون صبورة والسعي الدؤوب، والعمل المضاعف، وأكثر من الشخص الكندي، لأثبت وجودي وأحقق هدفي. أضف أن الصورة المشوهة في بعض وسائل الإعلام، عن الإسلام والمحجبات، تفرض بذل المزيد من الجهد في الدراسة والعمل لكي أعطي الصورة الحقيقة للمجتمع الكندي وليس الصورة المشوهة".
وجدت داليا نفسها أيضاً تخوض مصاعب التأقلم مع مجتمعها الجديد كتحد،" فلكي أكون جزءا من هذا المجتمع توجب التعرف إلى اللهجة المحلية، والثقافة الدارجة، والتعرف إلى سلوكيات الكنديين. ذلك أخذ مني وقتا وجهدا. وقمت بالقراءة لفهم سلوكيات المجتمع الكندي بحثا عن مواضيع مشتركة للخوض فيها مع زملائي، سواء في العمل أو الدراسة".
وأن تكون امرأة عربية لم يجعل الأمر أقل صعوبة، على إنسانة وحيدة وبلا زواج في مجتمعها الجديد،" فأعتز بأني عربية، فكان أيضا التفكير بموضوع الزواج، وكيف سأجد الشخص المناسب لي، خاصة أن زواج العرب في كندا أبدا ليس سهلا مع المواصفات التي كنت أتطلع إليها، بأن يكون مصريا ومسلما يتفهم طموحي وأحلامي، ويكون بارا بأهله وأيضا بأمي.
والحمد لله دعوت الله أن يوفقني لذلك ووفقني ربي وقابلت زوجي وتزوجت فيما بعد، وهو أيضا مصري هاجر مع أسرته عندما كان في الثانية عشرة من عمره" .
تكريم للجهود
جرى في كندا تكريمها في جامعة ماكجيل على أبحاثها الهندسية التي أنجزتها في مصر، وحصلت على جائزة الكسندر ماكهيل بيل من الحكومة الفيدرالية وجائزة مقاطعة كيبك عن أبحاث الهندسة.
وأكثر ما تعتز به داليا "آخر 3 جوائز المتعلقة بالمهاجر الكندي المتميز، نظرا للخدمات التي أقدمها للمجتمع الكندي، بمن فيه الكنديون العرب في مجال التوعية والإرشاد النفسي سواء من خلال ورش التدريب أو من خلال عيادتي للاستشارات النفسية، وكثير من هذه الأعمال تقدم بشكل تطوعي. أيضا جائزة من "ولكم سنتر" في كالغاري، نظير الأعمال التطوعية التي أقدمها في ما يخص الاستشارات الزوجية والتربية الحديثة للأبناء. والجائزة الأخيرة هي أعلى وسام في كندا للعمل التطوعي Sovereign's Medal for Volunteers from the Governor General of Canada وأعتبر أصغر شخص يحصل على هذه الجائزة".
هي مرشحة الآن لنيل جائزة أفضل 25 مهاجرا كنديا من خلال التصويت لـ75 مرشحا من داخل كندا، حيث ستعلن النتائج في 27 يونيو/حزيران الحالي.
ولفتت نجاحات السيدة داليا في مهجرها "المجلس القومي للمرأة في مصر" وسيتم دعوتها إلى أول مؤتمر يكرم نجاحات المرأة المصرية في الخارج. وتقول عن ذلك "شرف لي أن يتم تكريمي من مصر وأيضا ترشيحي لجائزة أفضل امرأة ملهمة في كندا. ولنيل جائزة افضل 100 امرأة كانت لها نجاحات في كندا".
تغيير الصورة النمطية
ولأجل تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية والمسلمة ذهبت داليا مصطفى منذ دراستها في جامعة ماكجيل لإثبات الصورة الأخرى "رشحت نفسي للانتخابات في اتحاد الطلبة وكنت أول امرأة عربية ومسلمة في ذلك الوقت وعلى مدى تاريخ جامعة ماكجيل تخوض هذه التجربة. كان يجب أن أطرح برنامجا انتخابيا يشجع الطلبة على التصويت لي، وبقناعة فعلوا وهم يرون أنني سأقدم خدمات مميزة للطلاب، وهذا ساهم بتغيير نظرتهم عن المرأة العربية والمحجبة" .
تغيير الصورة النمطية بالنسبة لداليا بدأ أيضا "من خلال أسرتي، التي تمثل والدتي وزوجي وابني، وأن حياتي تكون مكرسة للأسرة والاستمرار بمسيرة البحث والعلم. ومن الضروري تفهم أني سأبقى أسعى للوصول إلى الناس، وأقدم الخدمات في مجال الاستشارات النفسية والمهارات القيادية والتنمية البشرية والنصح والإرشاد، سواء أكان للمجتمع الكندي أم للمجتمع العربي في كندا وأقدم المحاضرات وورش التدريب إضافة إلى الحوارات الإذاعية والتلفزيونية. وبذلك تتغير الصورة النمطية عن المرأة العربية والمسلمة في كندا، بل إن الكثير من النساء العربيات أخبرنني بأنني قدمت لهن مثلا مميزا وشجعتهن على أن بدء رحلة النجاح في كندا.
العرب الكنديون والمشكلات النفسية
وجدت داليا أن الكثير من العرب الكنديين "يتحرجون من الإفصاح عن مشاكلهم النفسية والاجتماعية ولذا خصصت برنامجي، "صباح الداليا"، في إذاعة كنداوي وهي إذاعة عربية كندية. ومن خلال هذا البرنامج الذي تستغرق حلقة الإعداد له أكثر من 20 ساعة أناقش المشاكل النفسية للكنديين العرب، وأيضا لدينا بريد يرسل فيه المستمعون مشاكلهم بدون أسماء ونعمل على طرح المشكلة وإيجاد الحلول لها، أيضا لدي برنامج Glo سينطلق بعد العيد إن شاء الله لمناقشة الوضع النفسي للأرامل والمطلقات وكيفية مساعدتهن في إعادة ترتيب حياتهن وتربية أولادهن والبدء بحياة جديدة بعيدة عن المشاكل والآلام النفسية" .
وصفة...
تقول المستشارة داليا "نصيحتي لمن يفكر بالهجرة ويرغب بالنجاح في كندا، أن يفكر مليا لماذا كندا؟ هل لأجل الدراسة. إذا يجب تحديد التخصص والجامعة والمقاطعة. وتعتبر داليا أنه من الضروري للمهاجر أن يعرف هويته، وكيف تعرف نفسك للمجتمع الكندي وتحدد ما الذي تريد الوصول إليه". فبالنسبة لها "تحقيق الطموحات هي التي تترك البصمة في الحياة". أما عن ضرورة التعرف إلى المجتمع الكندي فترى أنه "من لحظة وصولك إلى كندا اعمل تواصلا مع المجتمع الكندي ومن بينهم الكنديون العرب، واسأل عن تجارب الآخرين واطلب المساعدة، فالمجتمع الكندي يقدم المساعدة لمن يرغب فيها ولمن يريد أن ينجح. وعلى الإنسان أن يطور مواهبه وعلمه ومعرفته والسعي الدؤوب، سواء في مجال الدراسة أو العمل، وقد يتعرض الإنسان لكبوات، ولكن ما دام قرر الهجرة إلى كندا، فعليه دائما أن يستفيد من أخطائه ويستمر في العمل وأن يستمر في عمل الخير فهذا طريق مهم لتحقيق النجاح".