13 فبراير 2022
رحلت أمل ليبقى بن سلمان
نشرت صحيفة نيويورك تايمز، في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صورة مؤلمة لطفلة يمنية اسمها أمل حسين، وقد ظهرت عظامها من تحت جلدها، نتيجة جوع شديد تعرّضت له بسبب الصراع في اليمن. وقد أثارت الصورة سخطاً شديداً، نظرا للأوضاع القاسية وغير الإنسانية التي يعيشها أهل اليمن، خصوصا الأطفال والشيوخ، بسبب عدم وجود طعام كافٍ، أو بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وعدم القدرة على تحصيله. وفي الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، رحلت أمل عن الحياة، بسبب قصور حاد في وظائف جسدها الرئيسية.
رحلت أمل، ذات السبعة أعوام، وتركت خلفها نحو مليوني طفل يمني يصارعون الجوع والموت يومياً. ناهيك عن حوالي 14 مليون شخص يواجهون مجاعة حقيقية في اليمن، بسبب ضعف المساعدات التي تصل إليهم، وارتفاع أسعار الغذاء، وعدم وجود رعاية صحية جيدة نتيجة الحرب التي يشنها التحالف السعودي – الإماراتي على الحوثيين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، من دون أي إنجاز حقيقي. وقد كانت السعودية، وخصوصا ولي العهد محمد بن سلمان، تعتقد أن الحرب ستكون نزهة قصيرة، سوف يتم خلالها تأديب الحوثيين وطردهم من صنعاء خلال أسابيع. في حين يعلم الجميع أن بن سلمان قرّر خوض هذه الحرب، من أجل دعم شرعيته الداخلية، وإثبات أحقيته بالملك والعرش من أبناء عمومته، ومن أجل التمهيد لانقلابه على خصومه، والسيطرة على مفاصل السلطة، وهو ما حدث عام 2017.
كانت عائلة أمل قد فرّت من مدينة صعدة شمال اليمن، بسبب الضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف على مدينتهم المحاذية للحدود السعودية، والتي وصلت، بحسب صحيفة نيويورك تايمز إلى حوالي 1800 ضربة. ما اضطر عائلة أمل إلى أن تلتحق بأحد معسكرات النازحين على بعد 90 ميلا من العاصمة صنعاء، وهو ما ينطبق على آلاف العائلات اليمنية التي تركت منازلها خوفاً من هجمات التحالف. وقد ألقت صورة الطفلة أمل الضوء على مأساة التجويع والحرب في اليمن، كما أنها أول من لفتت انتباه العالم إلى الكارثة التي ترتكب بحق أطفال واليمن وأهله الذين يدفعون حياتهم ثمناً للحرب، من دون أن يسمع عنهم أو عن مآسيهم أحد. ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا تكترث بما يحدث في اليمن، حيث يبدو ترامب مقتنعاً بأن أصل المشكلة في اليمن ليس في الحرب التي تشنها السعودية والإمارات من دون هوادة، وإنما في إيران التي لم يكن لها تأثير حقيقي هناك قبل بداية الحرب، كما أنه يدافع عن تحالفه الاستراتيجي مع السعودية في اليمن باعتباره ركنا أساسيا لهذا التحالف. وهو ما كرّره وزير خارجيته، مايكل بومبيو، أول من أمس، في مقال له نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، حيث اعتبر أن مساعدة السعودية في اليمن خيار استراتيجي لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة. في حين وافق مجلس الشيوخ، بأغلبية واضحة، على مشروع قانونٍ يقضي بوقف الدعم الأميركي للحرب في اليمن كان قد تقدّم به السيناتور المستقل، بيرني ساندرز، ومن المتوقع أن يحصل مشروع القانون على موافقة مجلس النواب، قبل إرساله إلى الرئيس ترامب لتوقيعه.
رحلت أمل لكي يبقى بن سلمان في السلطة وينعم بها، ودفعت حياتها ثمنا لمغامرات شاب أخرق، لا يتورع عن استخدام كل أدوات القتل والتدمير من أجل العرش. وما حدث معها ليس أقل قسوة وبشاعة مما حدث مع الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، الذي قتله ونشره رجال بن سلمان، من دون شفقة أو خوفٍ من عقاب أو حساب.
رحلت أمل، ذات السبعة أعوام، وتركت خلفها نحو مليوني طفل يمني يصارعون الجوع والموت يومياً. ناهيك عن حوالي 14 مليون شخص يواجهون مجاعة حقيقية في اليمن، بسبب ضعف المساعدات التي تصل إليهم، وارتفاع أسعار الغذاء، وعدم وجود رعاية صحية جيدة نتيجة الحرب التي يشنها التحالف السعودي – الإماراتي على الحوثيين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، من دون أي إنجاز حقيقي. وقد كانت السعودية، وخصوصا ولي العهد محمد بن سلمان، تعتقد أن الحرب ستكون نزهة قصيرة، سوف يتم خلالها تأديب الحوثيين وطردهم من صنعاء خلال أسابيع. في حين يعلم الجميع أن بن سلمان قرّر خوض هذه الحرب، من أجل دعم شرعيته الداخلية، وإثبات أحقيته بالملك والعرش من أبناء عمومته، ومن أجل التمهيد لانقلابه على خصومه، والسيطرة على مفاصل السلطة، وهو ما حدث عام 2017.
كانت عائلة أمل قد فرّت من مدينة صعدة شمال اليمن، بسبب الضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف على مدينتهم المحاذية للحدود السعودية، والتي وصلت، بحسب صحيفة نيويورك تايمز إلى حوالي 1800 ضربة. ما اضطر عائلة أمل إلى أن تلتحق بأحد معسكرات النازحين على بعد 90 ميلا من العاصمة صنعاء، وهو ما ينطبق على آلاف العائلات اليمنية التي تركت منازلها خوفاً من هجمات التحالف. وقد ألقت صورة الطفلة أمل الضوء على مأساة التجويع والحرب في اليمن، كما أنها أول من لفتت انتباه العالم إلى الكارثة التي ترتكب بحق أطفال واليمن وأهله الذين يدفعون حياتهم ثمناً للحرب، من دون أن يسمع عنهم أو عن مآسيهم أحد. ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا تكترث بما يحدث في اليمن، حيث يبدو ترامب مقتنعاً بأن أصل المشكلة في اليمن ليس في الحرب التي تشنها السعودية والإمارات من دون هوادة، وإنما في إيران التي لم يكن لها تأثير حقيقي هناك قبل بداية الحرب، كما أنه يدافع عن تحالفه الاستراتيجي مع السعودية في اليمن باعتباره ركنا أساسيا لهذا التحالف. وهو ما كرّره وزير خارجيته، مايكل بومبيو، أول من أمس، في مقال له نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، حيث اعتبر أن مساعدة السعودية في اليمن خيار استراتيجي لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة. في حين وافق مجلس الشيوخ، بأغلبية واضحة، على مشروع قانونٍ يقضي بوقف الدعم الأميركي للحرب في اليمن كان قد تقدّم به السيناتور المستقل، بيرني ساندرز، ومن المتوقع أن يحصل مشروع القانون على موافقة مجلس النواب، قبل إرساله إلى الرئيس ترامب لتوقيعه.
رحلت أمل لكي يبقى بن سلمان في السلطة وينعم بها، ودفعت حياتها ثمنا لمغامرات شاب أخرق، لا يتورع عن استخدام كل أدوات القتل والتدمير من أجل العرش. وما حدث معها ليس أقل قسوة وبشاعة مما حدث مع الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، الذي قتله ونشره رجال بن سلمان، من دون شفقة أو خوفٍ من عقاب أو حساب.