ونعت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، الفنانة قائلة: "إن أغصان شجرة المبدعين والعظماء من زمن الفن الجميل تتساقط"، ووصفتها بأنها "إحدى العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية، ولطالما أمتعت الجمهور المصري والعربي بفنها"، وأضافت "إن الفنان يرحل بجسده ولكنه يبقى دائماً خالداً بأعماله في ذاكرة السينما والجمهور".
وكانت الحالة الصحية للفنانة المصرية المعتزلة منذ سنوات، آمال فريد، قد شهدت تدهوراً شديداً وتم نقلها إلى غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة.
وقال عضو نقابة المهن التمثيلية، منير مكرم، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إن حالتها تدهورت بشكل ملحوظ، واتصل بعض المرافقين لها بالنقابة لإبلاغهم، وعلى الفور تحرك وفد من النقابة برئاسة الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، ونُقلت إلى غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة بعدما كانت بدار رعاية للمسنين بالقاهرة التي كانت متواجدة فيها بناء على رغبتها الشخصية".
ولآمال فريد التي دخلت الفن عن طريق إحدى المسابقات، تاريخ فني طويل، حيث قدمت عدداً من الأفلام السينمائية الخالدة، منها "موعد مع السعادة"، و"جزيرة العشاق"، و"بنات بحري"، و"التلميذة"، وغيرها؛ واعتزلت الفن في أواخر الستينيات بعد أن تزوجت من مهندس مصري كان يقيم في موسكو وعاشت معه هناك ثم عادت إلى مصر.
وليس لآمال التي تجاوزت الثمانين عاماً أي أبناء، واختفت لسنوات عن الأضواء حتى عاد الجمهور للحديث عنها منذ العام الماضي بعدما نشر الفنان مصطفى درويش صورة للفنانة المعتزلة وهي تجلس في أحد مقاهي وسط المدينة، وعلق على الصورة قائلاً: "تفاجئنا بوجود الممثلة الرائعة ملكة الرقة والإحساس بالسينما المصرية آمال فريد، تجلس وحيدة، تركها الأهل والأحباب، ولا يوجد من يسأل عنها ولا يوجد من يرعاها وتتعرض لمشاكل كثيرة ليست مادية ولكنها معنوية ومرضية، بالأخص من ألزهايمر ومن عدم سؤال أي شخص عنها ومن تهديدات أشخاص لها".
وبعد هذه التدوينة، بدأت جهود نقابة الممثلين للتواصل معها، وبالفعل حدث وقابلها أشرف زكي ليؤكد أن أزمتها ليست مادية بل إنها تعاني من أزمات صحية. كما تم تكريمها أخيراً من الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي.
المعروف أن الفنانة الراحلة آمال فريد وُلدت بالقاهرة في حي العباسية، حصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، دخلت الفن عن طريق مسابقة في مجلة "الجيل"، ثم رشحها للعمل في الفن مصطفى أمين وأنيس منصور، واكتشفها رمسيس نجيب، وكان أول عمل لها أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة".
ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بالبطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم "ليالي الحب"، وكان عمرها آنذاك سبع عشرة سنة، واعتزلت الفن في أواخر الستينيات بعد أن تزوجت من مهندس مصري كان يقيم في موسكو، فعاشت معه هناك، ثم عادت وعملت في فيلمين فقط، وقررت الاعتزال نهائيًّا عام 1969.
لها العديد من الأعمال السينمائية الخالدة، منها: موعد مع السعادة، ليالي الحب، شياطين الجو، بنات اليوم، صراع في الحياة، امسك حرامي، ماليش غيرك، امرأة في الطريق، إسماعيل يس في الطيران، من أجل امرأة، حماتي ملاك، أم رتيبة، نساء محرمات، إحنا التلامذة، بنات بحري، أبو أحمد، التلميذة، أنا وبناتي، الابن المفقود، حكاية جواز، جدعان حارتنا، ذكريات التلميذة، بداية ونهاية، ست بنات وعريس، معبودة الجماهير، جزيرة العشاق.