رحيل المخرج السوري ريمون بطرس: المدينة في وداع مُخرجها

06 مارس 2020
كتب العديد من النصوص السينمائية لأفلام (فيسبوك)
+ الخط -
بعد سنوات طويلة أمضاها بعيداً عن الكاميرا، رحل المخرج السوري ريمون بطرس متأثراً بمرضه في العاصمة السورية دمشق، عن 70 عاماً.

ريمون بطرس، هو مخرج سينمائي وصحافي سوري، من مواليد مدينة حماة 1950. وفي سنة 1976، حصل على ماجستير في الإخراج السينمائي من معهد كييف السينمائي، في مدينة كييف الأوكرانية، التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي حينذاك. وقد بدأ رحلته بالإخراج السينمائي أثناء دراسته، حيث أخرج بتلك الفترة فيلمي "عندما تهب رياح الجنوب" و"صهيونية عادية" الذي نال عنه جائزة مهرجان مولديست.

بعد عودته إلى سورية، أخرج العديد من الأفلام القصيرة، إلى أن قام سنة 1991 بإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة وأكثرها أهمية، فيلم "الطحالب"، الذي أدى دور البطولة فيه أيمن زيدان، بجانب عدنان بركات ومنى واصف وكارمن لبس. الفيلم الذي يمكن تصنيفه كواحد من أبرز الأفلام التي تناولت مدينة حماة بتاريخ السينما السورية؛ المدينة التي هُمشت إعلامياً ودرامياً. وفيه أضاف بطرس أبعاداً رمزية ودرامية لرمز المدينة التاريخي، أي نواعير حماة، من خلال تحويل النواعير إلى مكان آمن يلتقي به عشاق المدينة.

وفي سنة 1997، أخرج بطرس ثاني أفلامه الروائية الطويلة، وهو فيلم "ترحال"، الذي أدى به دور البطولة جمال سليمان، بجانب سمر سامي وسلاف فواخرجي. غاص بطرس بفيلمه الثاني بحكايات مدينته المستمدة من تاريخه الشخصي، فتطرق إلى مهنة "الحجارين" العريقة في حماة، والتي كان يعمل بها والده. بهذا، يشكل هذان الفيلمان، اللذان قام بطرس بكتابتهما بنفسه، أبرز الوثائق الفنية التي وثقت الحياة الاجتماعية في مدينة حماة، بجانب بعض أفلامه القصيرة.

وفي سنة 2008، أخرج بطرس ثالث أفلامه الروائية وآخرها، فيلم "حسيبة"، المقتبس عن رواية تحمل ذات الاسم لخيري الذهبي، الذي أدت به دور البطولة سلاف فواخرجي، بجانب سليم صبري والراحل طلحت حمدي. لكن فيلمه الثالث افتقد للجمالية السردية والخصوصية التي تمتع بها فيلماه السابقان، ربما بسبب ابتعاده عن محيط مدينته وضياعه في البيئة الدمشقية، التي استهلكتها الدراما والسينما السورية.

وعدا ذلك، فإن بطرس كتب العديد من النصوص السينمائية لأفلام روائية طويلة، بقيت حبيسة الأدراج، بسبب الآليات الإنتاجية المتبعة بالمؤسسة العامة للسينما في سورية، والتي أنتجت معظم أفلام بطرس. ليكتفي بعد ذلك بإخراج بعض الأفلام التسجيلية والقصيرة، آخرها كان الفيلم الروائي القصير "أطويل طريقنا أم يطول" الذي أنتجه سنة 2015.

أما في الدراما التلفزيونية، فكان لبطرس بعض التجارب المحدودة، التي لم تخطفه من شغفه الفني بالسينما، أبرزها كتابة سيناريو مسلسل "الجذور تبقى خضراء"، الذي أخرجه سليم صبري.
خلال مسيرته الفنية الممتدة على مدار 46 عاماً، حصد بطرس العديد من الجوائز المحلية والعالمية، أبرزها الجائزة الذهبية في مهرجان مولديست عن الفيلم القصير "صهيونية عادية" عام 1974، والجائزة الفضية عن فيلمه القصير "الشاهد" في مهرجان دمشق السينمائي الخامس عام 1987، والجائزة الفضية عن فيلمه الطويل الأول "الطحالب" في مهرجان دمشق السينمائي عام 1991، والجائزة الفضية عن فيلمه الطويل الثاني "الترحال" في مهرجان دمشق السينمائي عام 1997.
المساهمون