شيّعت مصر، اليوم، واحداً من أهم مبدعيها في مجال السينما، وهو مدير التصوير الفنان محسن نصر، الذي وافته المنية صباح اليوم، الجمعة، عن عمر ناهز 84 عاماً.
يعد نصر من أهم فناني الكاميرا في مصر والوطن العربي، وعمل مع مخرجين كبار، أبرزهم يوسف شاهين، وعلي بدرخان، ورأفت الميهي، ومحمد خان، وشريف عرفة.
وقدم عبر مشوار فني طويل وصل إلى أكثر من خمسين عاماً، أكثر من 130 فيلماً تعتبر من أهم أفلام السينما المصرية، ومنها: (إسكندرية ليه، واليوم السادس، وحدوتة مصرية، والكرنك، وعلى من نطلق الرصاص، وشفيقة ومتولي، وحبيبي دائماً، وأهل القمة، وموعد على العشاء، حب في الزنزانة، والوداع يا بونابرت، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأحلام هند وكاميليا، وسمك لبن تمر هندي، والهروب، وطيور الظلام، ويا دنيا يا غرامي، والمصير، والساحر).
ينتمي نصر إلى عائلة فنية، فهو الشقيق الأصغر للمصور الراحل عبد الحليم نصر، ومدير التصوير محمود نصر، ما سهل دخوله إلى هذا المجال.
ساعده شقيقه الأكبر في تعلُّم الكثير من الأمور الفنية، بالإضافة إلى امتلاكه للموهبة والرؤية الفنية، ليبرع في عالم التصوير السينمائي.
درس نصر في المعهد العالي للسينما، وبعد تخرجه عام 1963 بدرجة امتياز، عمل معيداً في المعهد لعامين، ثم عمل مساعد مصور مع شقيقيه اللذين علماه مهنة التصوير، حتى أصبح مصوراً مستقلاً.
الناقد الفني محمود عبد الشكور، كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ناعياً نصر، وقال: "فقدنا الفنان الكبير محسن نصر، مدير تصوير مجموعة من أهم أفلام السينما المصرية، والذي عمل مع كبار مخرجيها... أفضل وسيلة أقدمه بها هذه اللقطات من بعض أعماله (إسكندرية ليه) و(اليوم السادس) و(حدوتة مصرية) و(المصير) مع يوسف شاهين، و(موعد على العشاء) مع محمد خان، و(الساحر) مع رضوان الكاشف، مجرد أمثلة بس على إبداعه العظيم.. ربنا يرحمه".
كما كتب السيناريست عبد الرحيم كمال: "وداعاً محسن نصر مدير التصوير المصري السينمائي صاحب التاريخ الحافل والأفلام الجميلة مع كبار المخرجين. شرُّفت بأنه كان مديرا لتصوير مسلسل شيخ العرب همام، لألتقي برجل شديد التواضع والبساطة والأدب وديعا مبتسما بشوشا وكأنه شخص عادي وليس واحدا من أهم مديري التصوير السينمائي في الوطن العربي، وشقيق لاثنين من كبار مديري التصوير. عبدالحليم نصر ومحمود نصر.. رحم الله هذا الإنسان الجميل والفنان الكبير والمحترف النموذجي الأستاذ الكبير محسن نصر، وأقبل عليه بفضله ورضاه، وشمله بواسع فضله".
وتقول عنه الموسوعة السينمائية: "تميز نصر بقدرته على التعامل مع الكاميرا بصفتها الحسية، وإبراز قدراتها الخاصة في التعامل مع الممثل والمكان، والضوء والظل. مما جعل اسمه يصبح عنواناً للجودة، جراء تقديمه لرؤية بصرية واعية بأهمية الصورة وتكويناتها في السينما".
بدأ نصر كمصور في عام 1958، مع فيلم "كهرمانة"، إخراج سيد بدير، أما أول أعماله كمدير تصوير فكان في فيلم "أختي" عام 1971، مع المخرج هنري بركات. وخلال هذا المشوار الطويل، قدم محسن نصر أكثر من مائة وثلاثين فيلماً، وكانت ثمرة هذه المسيرة المتميزة مع الصورة، حصوله على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، والأوسمة، كما كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2008، كواحد من أهم مصوري السينما في تاريخ السينما المصرية والعربية.
نال نصر العديد من الجوائز، منها: جائزة أحسن تصوير من المهرجان الخامس للأفلام المصرية والتسجيلية والقصيرة عن الفيلم التلفزيوني "الصدى" عام 1974، وجائزة أحسن تصوير من هيئة السينما والمسرح والموسيقى عن فيلم "الكرنك" عام 1977.