عندما غرق الصبي عيلان، البالغ من العمر 3 سنوات، في البحر الأبيض المتوسط قبل أسابيع عدة، تمكنت الصورة الأخيرة التي التقطت له غافياً في موته الأبدي على شاطئ البحر، من لفت أنظار العالم، بينما استمر موت المئات من الأطفال الآخرين من دون أن يلاحظه أحد تقريبًا.
في هذه الأيام، يبدو أن صورة أخرى بدأت تمس وتراً حساساً في قلب العالم. عندما نشر قسم للشرطة في جنوب ألمانيا على "تويتر" رسماً أرفقه بتغريدة بالقول: "هدية للطفل السوري إلى سلطات الشرطة في باساو...#sprachlos #Fluechtlingskrise ". الرسم الذي نشر يوم الخميس الماضي، أعاد تغريده أكثر من 8000 شخص.
خط برتقالي يفصل بين عالمين مختلفين: الجانب الأيسر ينوء تحت ثقل أهوال الحرب في سورية. امرأة فقدت ساقها تمشي على عكازين. طفل مذعور يحمي رأسه بذراعيه. رأس ويد مقطوعان، جثة على الطريق، مبان مدمرة، وكتلة سوداء يعلوها "علم النظام السوري" تخرج منه بندقية تطلق بقذائفها صوب مبنى مدمر، وشعار الخطر يتربع سماء المدينة، وجمجمة وعظمتان، بينما أسراب الغربان تحوم.
على الجانب الآخر، شارع طويل مرصوف بعناية، يمشي عليه أب وأم يحملان أمتعة، وكأنهما وصلا للتو من رحلة لجوء مضنية، يمضيان نحو منزل أنيق، وقلبان، في واحد منهما علم ألمانيا، وفي الآخر كتب بالأحرف الألمانية كلمة "الشرطة"، تعبيراً عن الحب والامتنان.
الرسم الذي مُهر باسم محمد نور، يسلط الضوء على ممارسات النظام السوري ومؤسساته من شرطة وجيش، مقارناً بينهم وبين ما يقوم به سلك الشرطة في ألمانيا من حماية المواطنين وخدمتهم. مبرزاً بدقة وذكاء، الفارق ما بين عالمين عاشهما صاحب الرسم، عالم متوحش كمقبرة، وعالم لطيف كما ينبغي للحياة أن تكون.
Twitter Post
|
اقرأ أيضاً: كم يوماً سيُمضي هذا الرضيع خارج منزله؟