ووفقاً للمصادر نفسها، فإن العقيد العجمي العتيري، قائد كتيبة أبوبكر الصديق التي كانت مكلفة بتأمين مؤسسة الإصلاح المحتجز بها سيف الإسلام، هو الذي أشرف على عملية إطلاق سراح نجل القذافي تنفيذاً لقرار العفو العام الصادر من مجلس نواب طبرق (المطعون في شرعيته من المحكمة الدستورية) والذي صدر في سبتمبر/أيلول 2015.
وكان العتيري قد أكد قبل أيام لـ"العربي الجديد" أن نجل القذافي خرج منذ الأربعاء الماضي من سجن المؤسسة، وهو بأحد الأماكن الآمنة، رافضاً التعليق حول وجود سيف بالزنتان أو خارجها وعن طبيعة الأسباب التي أخرت الإعلان الرسمي عن الإفراج عنه.
وبحسب هذه المصادر، فإنه لن يتم الكشف عن مكان تواجد سيف الإسلام لحين الانتهاء من إجراءات وقف قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقته، مشيرة إلى أنه في حال ظهوره للعلن سيستوجب ذلك على السلطات الليبية تسليمه.
وأشارت المصادر إلى أن هناك اتفاقاً على أداء سيف الإسلام دوراً خلال المرحلة المقبلة في ما سمّته "المصالحة الوطنية الليبية" وتهدئة حدة الصراع بين الأطراف المحسوبة على ما يعرف بثورة 17 فبراير وبين أبناء القبائل رموز النظام السابق والقبائل التابعين لها لإنهاء الاضطرابات في ليبيا.
ولم تستبعد المصادر أن يكون لنجل القذافي دور في الحياة السياسية العامة عقب إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالملاحقات الدولية.
وكانت محكمة استئناف طرابلس في ليبيا قد أصدرت في يوليو/تموز 2015 حكماً غيابياً بإعدام سيف الإسلام لارتكابه جرائم حرب منها قتل محتجين في انتفاضة 2011.
وسبق أن رفضت كتائب الزنتان التي تحتجز سيف الإسلام القذافي تسليمه لأي سلطة أخرى، قائلة إنها لا تثق في أن تضمن طرابلس عدم هروبه، لكنها وافقت على أن يحاكَم هناك، على أن يمثل للمحاكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.