وبدأ المعلم أمس زيارة إلى موسكو يلتقي خلالها كبار المسؤولين الروس لبحث آفاق "استئناف الحوار السياسي لتسوية النزاع في سورية والجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط"، كما أفادت وكالات الأنباء الروسية.
كما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" بأن إجراءات تنفيذ العقد الموقّع حول توريد صواريخ "إس-300" إلى سورية يمكن أن يتم طرحه أثناء اللقاء.
وفي هذا السياق، يستبعد البروفيسور في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيقولاي سوركوف، إتمام صفقة الصواريخ في هذه الظروف بصرف النظر عن الاتفاق الموقّع سابقاً، مشيراً إلى "أن احتمال وقوع هذا السلاح في أيدي المتطرفين كبير جدّاً".
لكن سوركوف يؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأمر "لا يعني أن روسيا تتخلى عن مساندة (الرئيس السوري بشار) الأسد، إنما على العكس من ذلك، فالحكومة السورية، من وجهة نظر موسكو، القوة الوحيدة القادرة على مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ولذلك فإن دمشق ستحصل على مزيد من المساعدات العسكرية والمالية من روسيا".
ويتوقف سوركوف عند دلالات زيارات المسؤولين السعوديين والسوريين المتعاقبة لموسكو، ملاحظاً إمكانية تحريك الملف السوري نحو التسوية، نتيجة تغيّر مرتقب في الموقف السعودي.
ورداً على سؤال عن الهدف من زيارة المعلم في هذا التوقيت، يشير إلى أن "زيارة المعلم، قبل كل شيء، تأتي للمرة الثانية بعد زيارة مسؤولين سعوديين إلى روسيا، وهذا يدل على حوار غير رسمي يتم بين دمشق والرياض، تلعب فيه روسيا دور الوسيط"، لافتاً إلى أن "في الإعلان الذي أعقب مباحثات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره السعودي سعود الفيصل الأسبوع الماضي، أكد الجانبان مجدداً التزامهما بمقررات جنيف 1، وهما سيناقشان هذا الموضوع".
كما يتوقع سوركوف أن تتم "مناقشة شروط استئناف العملية السياسية في إطار جنيف"، موضحاً أن "روسيا قلقة للغاية من زيادة قوة "داعش"، وهي تبحث عن وسائل لإقامة الحوار بين الحكومة السورية وجزء من المعارضة من أجل إقامة جبهة موحّدة ضد المتطرفين".
يُذكر بأن وكالة "تاس" الروسية أفادت أن لافروف وخلال مباحثاته مع المعلم، التي بدأت أمس وتُستكمل اليوم، سيناقش آفاق استئناف الحوار السياسي لتسوية النزاع في سورية والجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط.
وذكرت الوكالة، نقلاً عن الخارجية الروسية، "استعداد الأخيرة لتقديم "منصة موسكو" لإجراء الاتصالات اللازمة بين ممثلي الحكومة السورية وطيف واسع من القوى السياسية والاجتماعية السورية".
يشار إلى أن لافروف كان قد التقى في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، علماً بأن فكرة إجراء لقاءات بين ممثلي المعارضة السورية على أرض موسكو، وفقاً لموقع الخارجية الروسية الرسمي، نوقشت أثناء استقبال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لنائب رئيس مجلس الوزراء السوري المستقيل، قدري جميل، المقيم حاليّاً في موسكو.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله: "لدينا أسئلة كثيرة حول آفاق التسوية السياسية، التي يمكن تسميتها، كما تشاؤون، "جنيف-3" أو شيئاً آخر، وهذا بالطبع لا يجوز مناقشته من دون السوريين، ومن هذه الزاوية تكتسب الزيارة أهميتها".