وتعمل تقنية خداع نظام تحديد المواقع العالمي من خلال التلاعب بأنظمة الملاحة العالمية للأقمار الصناعية GNSS لإنشاء الاعتقاد بأنها موجودة في مكان آخر.
وبحسب ما كشف موقع "وايرد"، نقلاً عن تقرير جديد صادر عن منظمة C4ADS (غير ربحية تركز على الصراع والأمن)، حصول 9.883 حالات خداع GNSS. وبسبب الاستخدام الكبير للتقنيات ذات نمط GPS، في الملاحة وشبكات الهواتف المحمولة وأسواق الأوراق المالية، فإن الإشارات الخاطئة لديها القدرة على إحداث اضطراب واسع النطاق.
وركز تقرير C4ADS على خداع نظام GPS داخل روسيا، لكنه قال أيضاً إنه هناك شواهد على استخدام تلك التكنولوجيا في شبه جزيرة القرم وسورية.
ونقل موقع "وايرد" عن أحد الباحثين في C4ADS الذي لم يرغب في ذكر اسمه أن "انتحال نظام تحديد المواقع العالمي GPS أو خداع GNSS بشكل عام يحدث على مقربة من المنشآت الحكومية الحساسة داخل موسكو، وكذلك على ساحل البحر الأسود بالقرب من المساكن الحكومية المعترف بها رسمياً".
ومن خلال مراقبة مواقع بوتين الذي تم الكشف عنها علناً، تمكن الباحثون من القول بأن إشارات GPS كانت مخادعة على ما يبدو للتعتيم على تحرّكاته.
ويوضح "في جميع الحالات تقريباً التي وقعت فيها أحداث خداع قصيرة في شبكات GNSS في أماكن نائية في روسيا وشبه جزيرة القرم، وجدنا أن أحداث الخداع تزامنت مباشرةً مع زيارات الرئيس الروسي".
هذا ويقول التقرير: "لقد تمكنا من الكشف عن أدلة على أن الأنظمة المستخدمة في تزوير إشارات GNSS يتم نشرها أيضاً على الأرض في سورية".
وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها خداع نظام GPS، بينها التلاعب بالبيانات لخداع الأنظمة للاعتقاد بأنها في المكان غير الحقيقي، والتشويش على نظام GPS لوقفه عن العمل بالكامل.
وعلى عكس هجمات الخداع الأخرى التي حققت فيها C4ADS، فإن الحوادث في سورية تستبدل بيانات GPS الحقيقية بإشارة لا تحتوي على أي موقع، ويوضح التقرير أن "قاعدة حميميم الجوية، حيث يبدو أن إشارات GPS المخادعة نشأت، تعد واحداً من المواقع الرئيسية لانطلاق طلعات الجيش الروسي في سورية".
وتقول C4ADS إن خداع GPS المرتبط بروسيا يستخدم بشكل أساسي كآلية دفاعية لحماية المواقع الحساسة والأشخاص من هجمات الطائرات من دون طيار. وقد يؤدي التدخل في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حول منطقة معينة إلى منع طائرة بدون طيار تحلق على مسار معين من الوصول إلى هدفها. وفي السنوات الأخيرة، بدأ استخدام طائرات من دون طيار في هجمات شنتها جماعات مثل "داعش"، وفي هجوم على الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بحسب ما يقول الموقع.