لكن نوفاك ذكر أن محادثات بناء محطة للطاقة النووية في تركيا لا تزال قائمة، رغم التوتر الحاصل بين أنقرة وموسكو بعد إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.
وقالت مصادر، أمس الأربعاء، إن تركيا تستعد لتقليص واردات غاز البترول المسال من روسيا بمقدار الربع في العام القادم، مرجعة التحوّل إلى توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو إثر إسقاط المقاتلة الروسية.
من جانبه أعلن رئيس شركة الطاقة الروسية "غازبروم"، أليكسي ميللر، توقف المباحثات مع أنقرة حول مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز، مبررا ذلك بـ"عدم تلقي روسيا أي طلب من تركيا بشأن مواصلة المباحثات".
وأضاف ميللر، في تصريح صحفي اليوم الخميس، أنه "في حال أرادت أنقرة استمرار مباحثات مشروع السيل التركي فإمكانها مراجعة روسيا بهذا الخصوص".
وتابع ميللر، "إذا أوقفت غازبروم نقل الغاز إلى تركيا، فإن ذلك يقوض سمعة الشركة في تركيا، لذا نأمل ألا يحصل أمر كهذا".
واعتبر ميللر، مذكرة التفاهم الأولية التي وقعتها كل من شركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية(بوتاش)، وشركة النفط الوطنية القطرية، أمس الأربعاء لاستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال من قطر على المدى الطويل وبشكل منتظم، بمثابة "خطوة سياسية لتبديد قلق مستوردي الغاز الطبيعي في تركيا".
وقال متعامل في سوق غاز البترول المسال، إن "الشركات التركية ببساطة غير قلقة من خفض شحنات الغاز المسال من روسيا، وبسبب الوضع السياسي الحالي هم يستعدون بالفعل لذلك".
وأضاف: "قد تكون أعلى كلفة، لكن عملية توفير الإمدادات من أماكن أخرى في المستقبل قيد الإعداد.. لا نتحدث عن تسليمات من الجزائر فحسب، بل ومن الولايات المتحدة أيضاً".
وكان وزير التنمية الاقتصادية الروسي، أليكسي أوليوكايف، قد قال، مساء الثلاثاء الماضي، إن بلاده لم تعلق عملية تنفيذ مشروعي إقامة "السيل التركي" (تركيش ستريم) وبناء محطة "أك كويو"، التي تعتبر أول محطة نووية في تركيا.
وأشار أليوكايف في مؤتمر صحافي إلى أن سير العمل بإنجاز المشروعين يتوقف على منفذيه المباشرين، موضحا أن قرار روسيا بفرض عقوبات على تركيا لا يشمل المشاريع الاستثمارية الكبيرة.
يذكر أن مشروع "السيل التركي" يهدف إلى نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، عبر قاع البحر الأسود إلى الأراضي التركية قرب الحدود مع اليونان، حيث يخطط لإقامة مستودعات ضخمة للغاز، وسيبلغ طول خط أنابيب الغاز نحو 1100 كيلومتر.
أما المحطة النووية "أك كويو"، فتتكون من 4 مفاعلات، ويتوقع أن يصل إنتاجها من الكهرباء إلى 4 ميغاوات.
وتتصاعد الحرب الاقتصادية بين موسكو وأنقرة، حيث أقدمت الحكومة الروسية على حظر استيراد بعض المنتجات الزراعية التركية مع فرض التأشيرة على الأتراك، إضافة إلى منع السياح الروس من التوجه إلى المنتجعات التركية، ووقف رحلات الطيران العارض بين البلدين.
وأعلنت روسيا بداية ديسمبر/كانون الأول 2014، عن إلغاء مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي" أو "ساوث ستريم"، الذي كان من المقرر أن يمر تحت البحر الأسود وعبر بلغاريا لتوريد الغاز إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتم التخلي عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من شركة الغاز الروسية "غاز بروم".
وبدلا عنه قرر مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا "السيل التركي"، يصل حتى الحدود مع اليونان، على أن يتم هناك إنشاء مجمع للغاز لتوريده فيما بعد للمستهلكين جنوب أوروبا.