28 يونيو 2015
روسيا قوة من ورق
خالد ممدوح العزي (لبنان)
تحاول روسيا أن تفرض نفسها لاعباً عالميا على الساحة الدولية، من خلال إعادة أمجادها القيصرية والسوفياتية المفقودة. فالعرب لا يعرفون أن روسيا الدولة الكبيرة فارغة ومريضة وهزيلة، ولا يوجد لها أي قدرة على إدارة الملفات العالقة، ولقد فقدت كلمة "لا" في محيطها. والمتامل للدور الروسي يعلم ذلك جيدا. لم يعد بيدها سوى استخدام التعطيل في مجلس الأمن من خلال الفيتو. وهذا يعني أن الدولة الروسية قوة كبيرة من ورق، وعلى العرب أن يعرفوا ذلك، ولا يهتموا لأمر روسيا ودورها، لان روسيا تمارس سياسة دولة عاجزة عن إدارة أي ملف سياسي واقتصادي، فالمثل الروسي يقول:" الوصول إلى القيصر بعيد، والسماء عالية جدا". فالمشكلة الروسية تكمن في أمرين:
الفساد والرشوة التي تسيطر على المجتمع الروسي، البيروقراطية المتفشية داخل المجتمع. ويرى خبراء ومختصون فيهما مرض روسيا التي لا يمكن أن تعيد دورها أو إنتاج نفسها من دون التخلي عنهما، لأن المجتمع الروسي الحالي مريض، ولابد من إعادة إنتاج نفسها، وعدم الاعتماد على أمجاد الماضي التي تزيد الهوة والشرخ مع العالم.
فالروس لا يمكن لهم أن يكونوا دولة محورية في إدارة علاقتهم مع شعوب المنطقة، طالما تعتمد دبلوماسيتهم على كتاب التقارير، وعلى الأشخاص الذين يقدمون الرشوة لكل العاملين في الإدارات الرسمية، فالروس لا ينفذون أي مشروع من أموالهم الخاصة خارج بلادهم، أو بالمبادرة إلى ذلك.
مثلا كل الحفلات الخارجية التي تقوم بها المؤسسات الروسية في الخارج يتم إنفاقها على حساب المتمولين الأجانب المقربين من السفارات والبعثات الدبلوماسية. لذلك، يهتم الروس فقط بهؤلاء أصحاب الأموال والخطوط الجميلة على حساب الآخرين، لأن التوجهات الشخصية إضاعة بوصلة الدولة الطامحة للعب دور محوري، فالخارج الروسي مصر على أن تطبع بصمات هؤلاء المفسدين على سياسة روسيا الدولية.
فإذا نظرنا جيدا لدور روسيا السابق، عندما كانت في الاتحاد السوفياتي سابقاً، وكانت تمتلك نصف العالم، وموجودة في كل دول الكرة الأرضية. فإننا اليوم أمام انحصار دور روسيا التلقائي في العالم، وخصوصاً في الدول التي كانت روسيا توجد فيها، وتعتبر مراكز نفوذها الحيوية، فهذه الشعوب ترفضها وتتخلى عنها وعن سياستها غير الواضحة، والسبب ببساطة يعود إلى الدبلوماسية الروسية المتبعة مع هذه الشعوب. دبلوماسية متعجرفة، تم اعتمادها مع شعوب العالم، وخصوصاً الدول التي عاشت مع روسيا عقوداً طويلة في دولة واحدة. أصبحت هذه الشعوب ضد الوجود الروسي على أراضيها وبناء علاقات معها، والأمثلة كثيرة جدا، من مقدونيا البلقانية إلى أرمينيا ومولدوفيا، مرورا بأوكرانيا التي تم ارتكاب أفظع المجازر فيها، وبحق شعوبها. خرجت روسيا من دول حلف وارسو، ولم يبق لها أثر يذكر في هذه الدول، لا في اللغة ولا الثقافة، والمنتظر في أغسطس/آب المقبل أن تمنع وزارة الثقافة الأوكرانية 600 عمل أدبي وغنائي ومسرحي وتلفزيوني من تسويقهم في الأسواق الأوكرانية، والتي تريد بذلك قطع الصلة الفعلية بين البلدين. وتشير هذه الأجواء إلى عكس أيام القياصرة، عندما كانت شعوب هذه المنطقة ترفع الأعلام الروسية، وتاخذها أعلاما لها وتتكلم لغتها.
فالروس يتكلمون عن مصالح في سورية ويتمسكون بسورية، فكيف يمكن أن تدافع روسيا عن مصالحها السورية، وتترك أوكرانيا وتهرب من أرمينيا ومقدونيا. روسيا تحمي مافيات ودكتاتوريات، ولذلك تتعرض مصالحها لخطر بسبب سياسة المخابرات التي انتهت مع سقوط جدار برلين.
روسيا لا تتعلم الدروس والعبر، فروسيا الذي درس فيها ثلت طلاب العالم، وتخرجوا من جامعتها ومعاهدها، ولم تستفيد منهم، فعديدون منهم يجدون من المعيب لهم أن يقولوا إنهم خريجوا الاتحاد السوفياتي السابق، أو الاتحاد الروسي، لكن الأغلبية متروكة دون الاهتمام الفعلي من هذه الدولة العظم، وخصوصاً أن لهذه الشريحة ارتباطات ثقافية وعائلية واجتماعية بروسيا، فهؤلاء ينتظرون بالصف أمام باب القنصلية للحصول على تاشيرة إلى روسيا، كأنهم أول مرة يزرون بلاد القياصرة.
بالطبع الفضلية لكتاب التقارير والخلصون للبعاثات الدبلوماسية، ولبعض المواظفين في تبيض الوجوه العكرة على حساب روسيا وشعبها، وكذلك الأفضلية للذين يحملون بعض الأموال التي تستخدم في الخارج، لإغواء بعض الموظفين في حفلات ومناسبات تخص روسيا، وليس للاستثمار في السوق الروسي المفتوح.
على العرب أن يعرفوا أن بداية الرقص الروسي حنجلة، وأن موسكو لم تعد كما كانت سابقاً، والعرب لم يعودوا أنفسهم، فالدبلوماسية العربية بدأت تشق النور بنفسها وتفرض قوتها، من دون الاهتمام للفيتو الروسي، وعاصفة الحزم خير دليل على قدرة القوة العربية في فرض شروطها، وتحرير عدن سيضع النقاط على الحروف أمام سياسة روسيا المريضة في الشرق العربي.
فالروس لا يمكن لهم أن يكونوا دولة محورية في إدارة علاقتهم مع شعوب المنطقة، طالما تعتمد دبلوماسيتهم على كتاب التقارير، وعلى الأشخاص الذين يقدمون الرشوة لكل العاملين في الإدارات الرسمية، فالروس لا ينفذون أي مشروع من أموالهم الخاصة خارج بلادهم، أو بالمبادرة إلى ذلك.
مثلا كل الحفلات الخارجية التي تقوم بها المؤسسات الروسية في الخارج يتم إنفاقها على حساب المتمولين الأجانب المقربين من السفارات والبعثات الدبلوماسية. لذلك، يهتم الروس فقط بهؤلاء أصحاب الأموال والخطوط الجميلة على حساب الآخرين، لأن التوجهات الشخصية إضاعة بوصلة الدولة الطامحة للعب دور محوري، فالخارج الروسي مصر على أن تطبع بصمات هؤلاء المفسدين على سياسة روسيا الدولية.
فإذا نظرنا جيدا لدور روسيا السابق، عندما كانت في الاتحاد السوفياتي سابقاً، وكانت تمتلك نصف العالم، وموجودة في كل دول الكرة الأرضية. فإننا اليوم أمام انحصار دور روسيا التلقائي في العالم، وخصوصاً في الدول التي كانت روسيا توجد فيها، وتعتبر مراكز نفوذها الحيوية، فهذه الشعوب ترفضها وتتخلى عنها وعن سياستها غير الواضحة، والسبب ببساطة يعود إلى الدبلوماسية الروسية المتبعة مع هذه الشعوب. دبلوماسية متعجرفة، تم اعتمادها مع شعوب العالم، وخصوصاً الدول التي عاشت مع روسيا عقوداً طويلة في دولة واحدة. أصبحت هذه الشعوب ضد الوجود الروسي على أراضيها وبناء علاقات معها، والأمثلة كثيرة جدا، من مقدونيا البلقانية إلى أرمينيا ومولدوفيا، مرورا بأوكرانيا التي تم ارتكاب أفظع المجازر فيها، وبحق شعوبها. خرجت روسيا من دول حلف وارسو، ولم يبق لها أثر يذكر في هذه الدول، لا في اللغة ولا الثقافة، والمنتظر في أغسطس/آب المقبل أن تمنع وزارة الثقافة الأوكرانية 600 عمل أدبي وغنائي ومسرحي وتلفزيوني من تسويقهم في الأسواق الأوكرانية، والتي تريد بذلك قطع الصلة الفعلية بين البلدين. وتشير هذه الأجواء إلى عكس أيام القياصرة، عندما كانت شعوب هذه المنطقة ترفع الأعلام الروسية، وتاخذها أعلاما لها وتتكلم لغتها.
فالروس يتكلمون عن مصالح في سورية ويتمسكون بسورية، فكيف يمكن أن تدافع روسيا عن مصالحها السورية، وتترك أوكرانيا وتهرب من أرمينيا ومقدونيا. روسيا تحمي مافيات ودكتاتوريات، ولذلك تتعرض مصالحها لخطر بسبب سياسة المخابرات التي انتهت مع سقوط جدار برلين.
روسيا لا تتعلم الدروس والعبر، فروسيا الذي درس فيها ثلت طلاب العالم، وتخرجوا من جامعتها ومعاهدها، ولم تستفيد منهم، فعديدون منهم يجدون من المعيب لهم أن يقولوا إنهم خريجوا الاتحاد السوفياتي السابق، أو الاتحاد الروسي، لكن الأغلبية متروكة دون الاهتمام الفعلي من هذه الدولة العظم، وخصوصاً أن لهذه الشريحة ارتباطات ثقافية وعائلية واجتماعية بروسيا، فهؤلاء ينتظرون بالصف أمام باب القنصلية للحصول على تاشيرة إلى روسيا، كأنهم أول مرة يزرون بلاد القياصرة.
بالطبع الفضلية لكتاب التقارير والخلصون للبعاثات الدبلوماسية، ولبعض المواظفين في تبيض الوجوه العكرة على حساب روسيا وشعبها، وكذلك الأفضلية للذين يحملون بعض الأموال التي تستخدم في الخارج، لإغواء بعض الموظفين في حفلات ومناسبات تخص روسيا، وليس للاستثمار في السوق الروسي المفتوح.
على العرب أن يعرفوا أن بداية الرقص الروسي حنجلة، وأن موسكو لم تعد كما كانت سابقاً، والعرب لم يعودوا أنفسهم، فالدبلوماسية العربية بدأت تشق النور بنفسها وتفرض قوتها، من دون الاهتمام للفيتو الروسي، وعاصفة الحزم خير دليل على قدرة القوة العربية في فرض شروطها، وتحرير عدن سيضع النقاط على الحروف أمام سياسة روسيا المريضة في الشرق العربي.