يعدّ الخناني الذي تخرّج من كلية الهندسة في "جامعة القاهرة" عام 1942 والتحق بالجيش المصري، من أوائل الفنانين الذين احترفوا فن الزجاج في مصر من خلال أعمال الرسم والنحت والتعشيق، وهو الذي حوّل منزله إلى متحف يضمّ أعماله وأعماله زوجته التي جاوزت الألف، إضافة إلى مكتبة تحتوي مئات المراجع المتخصّصة في الفنون ومركز للتدريب.
استوحى الفنان منحوناته من التراث الفرعوني محاكياً التقنيات المصرية القديمة في النقوش الزجاجية وعمل العجائن الخزفية، لكنه توصّل إلى صيغ أكثر تطوّراً في تشكيل الزجاج، وأقام معارض في عدد من المدن الأوروبية والأميركية، ورغم شراكتهما الممتدّة تبدو تجربة عايدة عبد الكريم مختلفة، إذ أكملت دراساتها العليا في الولايات المتحدة وهنغاريا متخصّصة في النحت.
إلى جانب تدريسها الفنون في "جامعة حلوان"، بدأت في تقديم منحوتاتها منذ خمسينيات القرن الماضي مثل "الاحتضان" و"الهمّة"، حيث انضمت إلى أكثر من تيار فني قبل أن تلتحق بجماعة "الفن والحياة" التي بدت مناسبة لرؤاها الصوفية وبحثها عن هوية مصرية لا تتطرّف إلى مكوّن واحد من مكوّناتها.
أما مها عبد الكريم فنشأت في بيت شقيقتها وتوّجهت إلى دراسة الحقوق، في الوقت الذي تعلّمت فيه الفن على يد الخناني وعدد من التشكيليين البارزين، لكنها لم تعرض أعمالها إلا عام 2004، ضمن تركيزها على إيحاءات النبات وحضوره في حياتنا من خلال النحت الزجاجي.
أما في المعرض الثاني، يواصل رضا عبد السلام اشتغالاته بين التجريد والتشخيص عبر استحضار رموز التراث المصري كالمشربية وحضور الميثولوجيا في الواقع اليومي، التي تشكّل لوحاته المائية أو الزيتية أو في استخدامه تقنيات الكولاج.
يزاوج الفنان منذ بداية مشواره قبل أكثر من أربعة عقود بين الرسم والكتابة، حيث شارك في عشرات المعارض الجماعية والفردية، كما أن له العديد من المؤلّفات النقدية والدراسات الفنية مثل "الرسوم التحضيرية" (2001)، و"فن الرسم المصري المعاصر" (2002)، إلى جانب عمله في الصحافة المصرية كاتباً ورسّاماً وتدريسه في "كلية الفنون الجميلة" في القاهرة.
يذهب عبد السلام في أعماله الأخيرة إلى مقاربته الحروب والصراعات الأهلية في أكثر من بلد عربي، كما تحاكي بعض اللوحات المتغيّرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تشهدها مصر في العصر الحديث.