04 مايو 2016
ساندرز والقضية الفلسطينية: موقف شجاع
لعلها المرّة الأولى التي تطلع فيها أصواتٌ تؤيد حق الشعب الفلسطيني في أثناء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وحده المرشح بيرني ساندرز الديمقراطي المنافس لهيلاري كلينتون يطرح موضوع حقوق الشعب الفلسطيني، وينتقد العدوان المتواصل على غزة، وخاصة في صيف 2014، هذه مبادرة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تسابق المرشحون لرئاسة الولايات المتحدة على من يكون منهم أكثر ولاءً لمصالح إسرائيل، وعدم مساءلتها على ما ترتكبه من عدوان على شعب فلسطين.
في الحملة الانتخابية الحالية، كانت حملة السيناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، المنافس لهيلاري كلينتون بشكل غير مسبوق في أصوات ناخبي الأجيال الجديدة، وقد فاز في عدة ولايات أميركية. صحيح أن كلينتون حائزة على أكثرية من ناخبي الحزب الديمقراطي، إلا أن من شأن ترشح السيناتور ساندرز أن يقلّص حظوظ نجاح كلينتون، على الرغم من أن هذا مستبعد، خصوصاً أن ترشيح المرشح الجمهوري ترامب غير مرغوب من شرائح في الحزب الجمهوري.
كانت إسرائيل، في معظم الانتخابات الرئاسية السابقة، في منأى عن النقد، ناهيك عن مساءلتها وإدانة سياساتها وممارساتها العدوانية والمرفوضة من المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
تميّزت حملة ساندرز بمقدرةٍ على جذب شرائح عديدة، وخصوصاً من الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى، والذين وجد كثيرون منهم فيه من براعة ومواقف تتميّز بخطاب نقدي في السياسة الداخلية والخارجية، هذا بدوره جعله مرشحاً جدياً ومهمّاً. ولذلك، حظوظه في النجاح غير واردة في النتيجة، إلا أن الحملة التي لا يزال يقوم بها ألهمت الأجيال الجديدة، علماً أن تمويل حملته لم يكن مطلقاً قريباً من تمويل السيدة كلينتون والمرشح الجهوري ترامب.
صحيح أن ما قام به من إسهاب في انتقاد إسرائيل وسياساتها كان عاملاً جدياً، بمعنى أن إسرائيل لم تعد مطلقاً بمنأى عن الانتقاد، وأصبح في الوسع نقدها وإدانتها، كما حصل عندما فعل نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرة.
صحيح أن سياسات إسرائيل تبقى في منأى عن النقد والمحاسبة، كما كانت في الانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أن ما قام به السيناتور بيرني ساندرز، والذي جمح أكثر ممّا كان متوقعاً، خصوصاً في جعل النقاش والحوار وإمكانية تقليص التحيّز المطلق لإسرائيل وانعدام مساءلتها، جعل هذا النقد للسياسة المذكورة ممكناً، ومن شأنه إنهاء التحيّز المطلق في دعم العدوان الإسرائيلي، من خلال الدعم العسكري المتواصل، وسياسة جعل إسرائيل في منأى عن المحاسبة في الأمم المتحدة. لم يعد التشدّد والتحيّز الكامل لإسرائيل قائماً، وأصبح التفاؤل بذلك وارداً وممكناً، وهذا مسؤولية علينا تحمّلها بدون تردد، فعلى الإعلام العربي أن يسترجع دوره التنويري، وأن يستقطب ويساعد المفكرين الملتزمين، ويستعين بمؤسسات الدراسات الفلسطينية، وبالناشطين وتوفير الإمكانات والفرص للأجيال الجديدة التي أثبتت قدرتها على الالتزام بحرمة النص وسلامته. كما يحسن نقد الذات عند الضرورة، حتى تتبلور مصداقية الكلمة لإزالة التشويه الذي تقوم به إسرائيل، وخصوصاً مجابهة إملاءاتها وردع تماديها في التمدّد الاستيطاني والاختراقات في القدس الشرقية، كما في إدعاء نتنياهو، قبل أيام، أن هضبة الجولان المحتلة صارت جزءاً من إسرائيل، مع كل ما في ذلك من انتهاكاتٍ للقوانين والقرارات الدولية.
بنقده الصريح وغير المسبوق ممارسات إسرائيل، كسر مرشح الرئاسة الأميركية المحتمل، بيرني ساندرز، القاعدة الأميركية المألوفة، وشق طريق نقل الموقف من الانحياز الشامل إلى مدار الإدانة لعدوانية إسرائيل. وتنبع أهمية موقفه من ترجيح الاعتبارات الأخلاقية على الحسابات السياسية، وخصوصاً أنه في صميم حملة انتخابية، تحاسبه على تحدّي الممنوعات الإسرائيلية. ومثل ذلك تطور حري بالجانب العربي، ولا سيما الفلسطيني، العمل على تشجيعه ودعمه، بل وتوظيفه في معركة التصدّي لعدوانية إسرائيل.
في الحملة الانتخابية الحالية، كانت حملة السيناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، المنافس لهيلاري كلينتون بشكل غير مسبوق في أصوات ناخبي الأجيال الجديدة، وقد فاز في عدة ولايات أميركية. صحيح أن كلينتون حائزة على أكثرية من ناخبي الحزب الديمقراطي، إلا أن من شأن ترشح السيناتور ساندرز أن يقلّص حظوظ نجاح كلينتون، على الرغم من أن هذا مستبعد، خصوصاً أن ترشيح المرشح الجمهوري ترامب غير مرغوب من شرائح في الحزب الجمهوري.
كانت إسرائيل، في معظم الانتخابات الرئاسية السابقة، في منأى عن النقد، ناهيك عن مساءلتها وإدانة سياساتها وممارساتها العدوانية والمرفوضة من المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
تميّزت حملة ساندرز بمقدرةٍ على جذب شرائح عديدة، وخصوصاً من الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى، والذين وجد كثيرون منهم فيه من براعة ومواقف تتميّز بخطاب نقدي في السياسة الداخلية والخارجية، هذا بدوره جعله مرشحاً جدياً ومهمّاً. ولذلك، حظوظه في النجاح غير واردة في النتيجة، إلا أن الحملة التي لا يزال يقوم بها ألهمت الأجيال الجديدة، علماً أن تمويل حملته لم يكن مطلقاً قريباً من تمويل السيدة كلينتون والمرشح الجهوري ترامب.
صحيح أن ما قام به من إسهاب في انتقاد إسرائيل وسياساتها كان عاملاً جدياً، بمعنى أن إسرائيل لم تعد مطلقاً بمنأى عن الانتقاد، وأصبح في الوسع نقدها وإدانتها، كما حصل عندما فعل نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرة.
صحيح أن سياسات إسرائيل تبقى في منأى عن النقد والمحاسبة، كما كانت في الانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أن ما قام به السيناتور بيرني ساندرز، والذي جمح أكثر ممّا كان متوقعاً، خصوصاً في جعل النقاش والحوار وإمكانية تقليص التحيّز المطلق لإسرائيل وانعدام مساءلتها، جعل هذا النقد للسياسة المذكورة ممكناً، ومن شأنه إنهاء التحيّز المطلق في دعم العدوان الإسرائيلي، من خلال الدعم العسكري المتواصل، وسياسة جعل إسرائيل في منأى عن المحاسبة في الأمم المتحدة. لم يعد التشدّد والتحيّز الكامل لإسرائيل قائماً، وأصبح التفاؤل بذلك وارداً وممكناً، وهذا مسؤولية علينا تحمّلها بدون تردد، فعلى الإعلام العربي أن يسترجع دوره التنويري، وأن يستقطب ويساعد المفكرين الملتزمين، ويستعين بمؤسسات الدراسات الفلسطينية، وبالناشطين وتوفير الإمكانات والفرص للأجيال الجديدة التي أثبتت قدرتها على الالتزام بحرمة النص وسلامته. كما يحسن نقد الذات عند الضرورة، حتى تتبلور مصداقية الكلمة لإزالة التشويه الذي تقوم به إسرائيل، وخصوصاً مجابهة إملاءاتها وردع تماديها في التمدّد الاستيطاني والاختراقات في القدس الشرقية، كما في إدعاء نتنياهو، قبل أيام، أن هضبة الجولان المحتلة صارت جزءاً من إسرائيل، مع كل ما في ذلك من انتهاكاتٍ للقوانين والقرارات الدولية.
بنقده الصريح وغير المسبوق ممارسات إسرائيل، كسر مرشح الرئاسة الأميركية المحتمل، بيرني ساندرز، القاعدة الأميركية المألوفة، وشق طريق نقل الموقف من الانحياز الشامل إلى مدار الإدانة لعدوانية إسرائيل. وتنبع أهمية موقفه من ترجيح الاعتبارات الأخلاقية على الحسابات السياسية، وخصوصاً أنه في صميم حملة انتخابية، تحاسبه على تحدّي الممنوعات الإسرائيلية. ومثل ذلك تطور حري بالجانب العربي، ولا سيما الفلسطيني، العمل على تشجيعه ودعمه، بل وتوظيفه في معركة التصدّي لعدوانية إسرائيل.