نسب
وَجَدْنا الأشجار وصلت قَبْلنا
بلدَ الغزلان.
منذ هذا التاريخ أَسْمعَتْنا الأغصانُ
الأناشيد الباردة لمُياومين إنسانيّين،
ثُمّ تراخَتْ عن اللازمة
بعد أن اصطفّت بشارع الآلام.
كنتُ أقِفُ ساعاتٍ لأقرأ
على الطين المفخور
نشيد الأظلاف،
وأحياناً أتهجّى الله.
ولولا نَدَبة الشِّعر
على لساني
لكفرَتْ بي الأجنحة،
وماتت إلى الأبد
شجرةٌ بأقلام الصُّماق
بين شارعَيْن.
الذبيحة
عُدْتُ لتوّي من النهار
مُحمَّلاً بقطع الغيار
لريحٍ نسيتها الذكريات
قُرْب الغد.
برائحة الصّمْغ أقتفي
أثر السنديانات،
ومن بعيدٍ أرقبُ الموت
حتى وصلتُ.
كانت الغزالة معي
تركض من الندم
لأنّ شاعراً سيُودِعها
كلَّ آهات الربابة،
ومعاً سيبكيان
كُلّما
في أول الليل
هبّت الريح
بالرّمْل والذكريات.
عازف الذِّكريات
بعد أن تتورّم رِجْـلاي
من سيرة الشّوْك
أقتعد العَثَرات
وظهري إلى الأمس
ممّا جرى
عازِفاَ لِلّذين يمرُّون
منذ الصباح
أغاني الوديعة والشّيْب.
يسألني بعضُهُمْ عن
أصيص العواطف
إذ تتأكّل في الريح.
آخرُ يهزأ من دفّتيْنِ
على باب قلبي.
لكنّ ظِلّاً يراني
فأضحكُ في وجههِ
حيثُ لا شيْءَ
أَشْبه
مِنْ شَبحٍ
يستحقُّ الغِناءَ
إلى أن يحُلَّ المساءْ !
جيرة حسنة
كم الساعة، أيُّها الحلزون؟
أسمع صريراً يستقبلك.
هل هو لبابٍ على رمادٍ
لكلمات النسيان؟
قليلٌ من الحبر ما بقي من رؤيتي
قُبالة الغبش
وتحت وطأة الروح
هذا النّفَس الذي تتفيّؤه لزجاً
دون أن تعرف تكملة الحكاية
هو لعابر سبيل لم يترك بريداً،
ولو شاء ترك تاريخاً على أديم الكلمات،
وإلا ما البكاء الذي يتناهى إليّ
من جيرةٍ حسنةٍ
لقطط أبي تمام.
أنا دائماً لا أشكو،
لا أشكو من جوقة الليل
ومن اللازمة لا أشكو
السّاعةَ،
أيُّها الحلزون!
ذخيرة
بدا لي العصفور
وهو يتوارى في كبد السماء
مثل قطرة حبر
تلتمتع من أحد الكتب النفيسة
على درج الأحزان.
أقلّبُ بعيني في الكتاب
أسمع أصواتاً
على خفق أجنحة
تمتزج بألوان الريح.
أنام
ثّم
يتراءى لي
العصفور
وقد تزوّجَ الريح
لأنّ نَدَب الحُبّ
كان يحتاج لوناً،
ولأنّ النبات يريد أن يطلع ليْلاً،
كما الأقدام على النهر قد بهتت.
من نيرانٍ تشتعل
في حقل الحقيقة الشارد،
تضيع الأوراق
لكنّما الكلمات تعلق بالأجنحة،
وهي
إلى اليوم
تدّخر ضوء الشعر.
وأنا بعدُ
في الصفحة الأولى
أفركُ عينيْ وعلٍ
في أسفل الدُّرْج،
وأُبْصر
من آخر النهار
عصفوراً أسود يدفُّ بجناحَيْه:
إنّه قصيدة
إنّه قصيدة.
رنينٌ في دواة
إذْ أغمسُ قلمي
مِرْناناً
في دواة أسراركِ،
تتلامحُ أمامي أسارير وجهكِ
مثل غيمةٍ تُظلّ صحراء؛
مثل ورقةٍ في درج قديم؛
مثل منارةٍ على بحر يُنْبئ بالعواصف؛
مثل ريحٍ تُنيم الأعشاب بين طريقين؛
مثل استعارةٍ حيّةٍ في بيت لشاعر مجهول؛
مثل بابٍ يحلم بقطعة فلّين إلى (نون)؛
مثل متواليةٍ تتهيّب من قنديل الشِّعر؛
مثل عصفورٍ أرجوانيٍّ يدفُّ بجناحَيْه قرب نافذة مواربة؛
مثل موسيقى فراشاتٍ تتجمّع على زجاج النافذة؛
مثل صرخةٍ شاردةٍ تُوقظ الملائكة في جوف الخوف؛
مثل قصيدةٍ تتوارى في السماء عند الفجر؛
مثل رسالةٍ ضاعت في أوراق الخريف وكنسَتْها الريح؛
مثل ضوءٍ في نهاية النفق؛
مثل حمامةٍ في البرد ولا أحد بوسعه أن ينقذها؛
مثل فاصلةٍ في صفحة الشعر؛
مثل صفحة تتشكّل من كلمات بلا معنى؛
مثل فوضى المعاني التي تصنع معنى؛
مثل قاربٍ من ورق في طوفان عاتٍ؛
مثل زهرةٍ تنبت لَيْلاً لتولد بلا اسم؛
.........
.............
وجْهٌ يتآفق في الأنحاء،
والذي ينظر إليه نسيجُ تيهه من أصداء الدواة:
كتابةٌ ومحو؛
غيابةٌ وسهو.
خذيني من سكري أيّتها الصاحية،
متروكاً لوديعة أو مثل الندم.
وَجَدْنا الأشجار وصلت قَبْلنا
بلدَ الغزلان.
منذ هذا التاريخ أَسْمعَتْنا الأغصانُ
الأناشيد الباردة لمُياومين إنسانيّين،
ثُمّ تراخَتْ عن اللازمة
بعد أن اصطفّت بشارع الآلام.
كنتُ أقِفُ ساعاتٍ لأقرأ
على الطين المفخور
نشيد الأظلاف،
وأحياناً أتهجّى الله.
ولولا نَدَبة الشِّعر
على لساني
لكفرَتْ بي الأجنحة،
وماتت إلى الأبد
شجرةٌ بأقلام الصُّماق
بين شارعَيْن.
الذبيحة
عُدْتُ لتوّي من النهار
مُحمَّلاً بقطع الغيار
لريحٍ نسيتها الذكريات
قُرْب الغد.
برائحة الصّمْغ أقتفي
أثر السنديانات،
ومن بعيدٍ أرقبُ الموت
حتى وصلتُ.
كانت الغزالة معي
تركض من الندم
لأنّ شاعراً سيُودِعها
كلَّ آهات الربابة،
ومعاً سيبكيان
كُلّما
في أول الليل
هبّت الريح
بالرّمْل والذكريات.
عازف الذِّكريات
بعد أن تتورّم رِجْـلاي
من سيرة الشّوْك
أقتعد العَثَرات
وظهري إلى الأمس
ممّا جرى
عازِفاَ لِلّذين يمرُّون
منذ الصباح
أغاني الوديعة والشّيْب.
يسألني بعضُهُمْ عن
أصيص العواطف
إذ تتأكّل في الريح.
آخرُ يهزأ من دفّتيْنِ
على باب قلبي.
لكنّ ظِلّاً يراني
فأضحكُ في وجههِ
حيثُ لا شيْءَ
أَشْبه
مِنْ شَبحٍ
يستحقُّ الغِناءَ
إلى أن يحُلَّ المساءْ !
جيرة حسنة
كم الساعة، أيُّها الحلزون؟
أسمع صريراً يستقبلك.
هل هو لبابٍ على رمادٍ
لكلمات النسيان؟
قليلٌ من الحبر ما بقي من رؤيتي
قُبالة الغبش
وتحت وطأة الروح
هذا النّفَس الذي تتفيّؤه لزجاً
دون أن تعرف تكملة الحكاية
هو لعابر سبيل لم يترك بريداً،
ولو شاء ترك تاريخاً على أديم الكلمات،
وإلا ما البكاء الذي يتناهى إليّ
من جيرةٍ حسنةٍ
لقطط أبي تمام.
أنا دائماً لا أشكو،
لا أشكو من جوقة الليل
ومن اللازمة لا أشكو
السّاعةَ،
أيُّها الحلزون!
ذخيرة
بدا لي العصفور
وهو يتوارى في كبد السماء
مثل قطرة حبر
تلتمتع من أحد الكتب النفيسة
على درج الأحزان.
أقلّبُ بعيني في الكتاب
أسمع أصواتاً
على خفق أجنحة
تمتزج بألوان الريح.
أنام
ثّم
يتراءى لي
العصفور
وقد تزوّجَ الريح
لأنّ نَدَب الحُبّ
كان يحتاج لوناً،
ولأنّ النبات يريد أن يطلع ليْلاً،
كما الأقدام على النهر قد بهتت.
من نيرانٍ تشتعل
في حقل الحقيقة الشارد،
تضيع الأوراق
لكنّما الكلمات تعلق بالأجنحة،
وهي
إلى اليوم
تدّخر ضوء الشعر.
وأنا بعدُ
في الصفحة الأولى
أفركُ عينيْ وعلٍ
في أسفل الدُّرْج،
وأُبْصر
من آخر النهار
عصفوراً أسود يدفُّ بجناحَيْه:
إنّه قصيدة
إنّه قصيدة.
رنينٌ في دواة
إذْ أغمسُ قلمي
مِرْناناً
في دواة أسراركِ،
تتلامحُ أمامي أسارير وجهكِ
مثل غيمةٍ تُظلّ صحراء؛
مثل ورقةٍ في درج قديم؛
مثل منارةٍ على بحر يُنْبئ بالعواصف؛
مثل ريحٍ تُنيم الأعشاب بين طريقين؛
مثل استعارةٍ حيّةٍ في بيت لشاعر مجهول؛
مثل بابٍ يحلم بقطعة فلّين إلى (نون)؛
مثل متواليةٍ تتهيّب من قنديل الشِّعر؛
مثل عصفورٍ أرجوانيٍّ يدفُّ بجناحَيْه قرب نافذة مواربة؛
مثل موسيقى فراشاتٍ تتجمّع على زجاج النافذة؛
مثل صرخةٍ شاردةٍ تُوقظ الملائكة في جوف الخوف؛
مثل قصيدةٍ تتوارى في السماء عند الفجر؛
مثل رسالةٍ ضاعت في أوراق الخريف وكنسَتْها الريح؛
مثل ضوءٍ في نهاية النفق؛
مثل حمامةٍ في البرد ولا أحد بوسعه أن ينقذها؛
مثل فاصلةٍ في صفحة الشعر؛
مثل صفحة تتشكّل من كلمات بلا معنى؛
مثل فوضى المعاني التي تصنع معنى؛
مثل قاربٍ من ورق في طوفان عاتٍ؛
مثل زهرةٍ تنبت لَيْلاً لتولد بلا اسم؛
.........
.............
وجْهٌ يتآفق في الأنحاء،
والذي ينظر إليه نسيجُ تيهه من أصداء الدواة:
كتابةٌ ومحو؛
غيابةٌ وسهو.
خذيني من سكري أيّتها الصاحية،
متروكاً لوديعة أو مثل الندم.