نلهث باحثين عن "السعادة". نقضي حياتنا ونحن نفعل. وتطول أطروحات الفلاسفة والمنظّرين عن حالة امتلاء دائمة تترافق مع رضا وسكينة روح، وعن حالة هناء وتوازن ما بين العقل والجسد في غياب أي شكل من أشكال المقاساة والضغط النفسيّ والقلق والاضطراب.
ونهدر عمرنا في تقصّي تلك الحالة التي توصف بالدائمة والتي تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانيّة كماً وكيفاً.. ونهرق أيامنا في التفتيش عن ذلك التوازن، في حين يفوتنا...
ذلك الهلال الفضّي وصديقته النجمة وهما يتحابان في مطلع شهر قمريّ، بعدما كان الأوّل قد أدار لمعشوقته ظهره في بداية الأشهر الثلاثة المنصرمة.
فيروز وهي تغنّي "ما بدّك تطلّي، بعتيله مكتوب.. بعتيله شي ورقة، عليها كْتيبة زرقا (...) كل ليلة عشيّة، قنديلك ضوّيه.. قوّي الضوّ شويّة، ورجعي وطّيه (...)".
مذاق بسكويت محشيّ بمربّى المشمش ومغطّى بسكّر ناعم، تعدّه خالة في قرية تفقد هويّتها. مذاق لا تضاهيه أي حلاوة.
كلمات يهمسها حبيب أوّل، فيما تعلو الحمرة الخدَّين ويجتاح لهب دافئ كيانَ مراهقة في ربيعها الخامس عشر.
صباحٌ يشقّ عتمة ليل طال أرقه، وقد راح يتسلّل مذ دقّت عقارب الرابعة فجراً.
اجتماع عائليّ على مائدة طعام تنوّعت صنوفها، وسط ضوضاء مستأنَسة.. قرقعة أطباق وأحاديث تتداخل وضحك تختلف نبراته.
رقص إلى حدّ الانخطاف، على وقع ألحان شرقيّة تخمّرت أصالة وقد عتقت.
لقاء عزيزة بعد غياب حتّمه استبداد أحوال بلد شقيّ، بناسه. فتغرّبت الصديقة وبقيَ الحنين في انتظار اللقاء.
رائحة مسك أبيض تذكّر بليلة مؤنسة، لم تنطوِ إلا على وعدٍ بأمانِ حضنٍ دافئ.
زخّ مطر ربيعيّ يبلّل حبيبَين على كورنيش بحريّ، في مدينة تبقى بالمرصاد لعشاقها.
ذكرى خاطفة لطفولة ولّت قبل زمن بعيد، كانت الشقاوة عنوانها الكبير.
شوكولاتة مُرّة تذوب شيئاً فشيئاً، قبل أن تلتصق حبّة التوت البريّ بحلق شاب أدمنها.. وتزداد النشوة.
صور قديمة بهتت ألوانها لرفاق تشتّتت أقدارهم، لكن وجوهم الباسمة تترجم لحظات ما زالت ألوانها زاهية.
امرأة شابة، تنصت إلى دقات قلب صغير يتكوّن في أحشائها بعد انتظار طال، قبل أن تذرف عبرات فائضة.
كتاب في معرض، ما زال ناشروه يصرّون على الغلاف نفسه. غلاف يعيد أحداثاً تضمّنتها صفحات رواية، أعيدت قراءتها مرّات ومرّات من دون ملل، قبل أكثر من عشرين عاماً.
يوم عالميّ للسعادة يُحتفى به في العشرين من مارس/آذار الجاري.
كلّ عام ولحظاتنا سعيدة.