ينشط الفنان السوري سعد حاجو بشكل ملفت منذ اندلاع الثورة السورية، وكأنّه يسابق الوقت، ويواجه تحدّي اللحظة السورية التاريخية النادرة، التي حفّزت الفنانين السوريين كي يواكبوها ويواكبوا الشعب السوري الثائر.
ولد الفنان حاجو في العاصمة السورية دمشق عام 1968، وقادته ميوله الفنيّة وعشقه للفنون البصرية إلى كلية الفنون الجميلة في العاصمة، حيث درس التصوير الزيتي.
إثر تخرّجه عام 1989 عمل في الصحافة المكتوبة، ووجد في الصحافة اللبنانية مساحة رحبة للتعبير عن أفكاره، فرسم الكاريكاتير لصحيفتي "النهار" و"السفير" وهو ما يزال مقيماً في دمشق، ولكن بحكم التعاون مع الصحافة اللبنانية زار بيروت كثيراً وكوّن صداقات، ثم انتقل ليقيم فيها، ومن بيروت نبدأ حديثنا.
- بين 1995 و2005 عشتَ عقداً نشطاً ومثمراً في بيروت، حدّثنا عن أبرز محطّاته.
عملت في صحيفة النهار اللبنانية، بين 1993 و1995، ثم انتقلت إلى جريدة السفير، رسام كاريكاتير ثابتاً أكتب وأرسم بشكل يومي وما أزال حتى اليوم. لي في بيروت عدّة محطات، بينها مشاركة زوجتي الفنانة سحر برهان في إعداد برنامج إذاعي ساخر بعنوان "من هلق ورايح" على أثير إذاعة صوت الشعب اللبنانية، وأقمت عدّة معارض لرسوماتي بينها "كار الأفكار" عام 1997، "أحرف النصب أن لن كي لا ننسى" عام 1998، "الصباح رباح" عام 1999...
وأصدرتُ رسوماتي الكاريكاتيرية في كتيّب "كلّ ما هو آت آت" عام 2003، ترافق مع معرض في بيروت يحمل العنوان نفسه.
- لديك حضور عربي أيضاً...
نعم، أوّل معرض جرافيكي لي كان في العاصمة الأردنية عمّان في المركز الثقافي الملكي، عام 1992، ونشرت في "الأهرام العربي" بين عام 2000 و2005. ومؤخّراً شاركت في ندوة وعرضت رسوماتي في معرض أبوظبي للكتاب 2014. ولكن قبل الانتقال إلى السويد، كانت هناك محطّة مهمّة، هي المشاركة في تنظيم معرض الكاريكاتير العربي في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004، كانت خطوة مهمّة في طريق إيصال فنّ الكاريكاتير العربي للعالم.
عقد اسكندنافي
عام 2005 هاجر حاجو وعائلته إلى السويد، وهناك انخرط في الحياة الثقافية والصحافية السويدية، وبدأ ينشر في الصحيفة السويدية "الفولك بلاديت" (أو صوت الشعب) منذ عام 2009 إلى اليوم. عن المحطات المهمّة في "عقده الاسكندنافي"، منذ 2005 إلى اليوم يقول:
لعل اﻷهمّ هو اختياري عضو لجنة تحكيم في مسابقة أيدن دوغان اسطنبول، وتنظيم معرض عن تاريخ الكاريكاتير العربي بين بيروت والسويد، والمشاركة في تنظيم متحف الكاريكاتير السياسي - نورشوبنغ - السويد عام 2013 تحت عنوان "بين الجد واللعب"، وإصدار كتاب "بلاد العنف أوطاني" عام 2009، وشاركت في تأسيس "تجمّع التشكيليين السوريين المستقلين" عام 2012، الذين يدعمون الثورة السورية.
- أين كنت لحظة انطلاق شرارة الثورة وماذا غيّرت فيك؟
كنت أنشر في بيروت، وأعيش في السويد. لم يتغيّر الكثير على الصعيد الشخصي، ارتفع عدد أصدقائي من سورية، وخاصة الفنانين الشباب، اكتشفت مواهب خلاقة. بقيت أؤمن بالأفكار نفسها، وأرسم على الموجة نفسها، لكنّ شحنة التفاؤل ازدادت وقتها.
- هل خفتت الآن؟ هل تسرّب إليك الإحباط؟
تتملكني مشاعر مختلفة بينها الحزن والأسى ولكن ليس الإحباط.
- كيف أثّرت السنوات الثلاث الأخيرة على تجربتك الفنية؟
تكثّف عملي، حاولت أن أرسم "عالحارك" بشكل يومي. الشعب السوري رفع سقف حرية التعبير فرأينا جميعاً السماء، ورسمنا كلّ التفاصيل، حتى البراميل الساقطة من السماء.
- كيف تأثّر الكاريكاتير السوري؟
فيما يخص سورية، أصبحنا كرسامين نملك هوية مشتركة، كانت ملتبسة من قبل. رسامو الكاريكاتير السوري اليوم تميّزوا عن جيرانهم، وخلقوا لغة تعبير واضحة المعالم فيها الكثير من المهنية وخفة الدم والعمق الوجداني والإنساني، كما أنّ مفردات بصرية جديدة دخلت قاموس الكاريكاتير.
- هل أنت راضٍ عن مواكبتك للحظة التاريخية هذه؟
أعمل من سنين بشكل يومي، لذلك حين هبّ الناس في بلدي من أجل حريتهم وكرامتهم، تضاعف عملي فلم أشعر بالإعياء، بل بالنشاط وباللياقة الروحية والجسدية أيضاً.
الفنّ وسقوط الطغاة
- أتيت من فرنسا بعد مشاركة في مهرجان الكاريكاتير الدولي، حدّثنا عن هذه المشاركة.
تواصلَت إدارة المهرجان معي منذ فترة لأجل مساهمتي في تنظيم جناح سورية في دورة المهرجان الـ33 والتي أقيمت في السانت جوست لو مارتيل في فرنسا. شاركت فيه بالحضور، وعرضت رسومات للفنانين: تمام عزام، وسام الجزائري، سلافا حجازي، بهاء حجازي، سحر برهان (شاركت بالحضور) عمران فاعور، عمار البيك، مصطفى يعقوب، موفق قات، يوسف عبدلكي، مصطفى عذاب، جوان زيرو، ياسر أحمد، وصفحة كوميك الثورة السورية، وموقع الذاكرة الإبداعية للثورة السورية كمرجع توثيقي. وأوجّه بالمناسبة تحية للرسامين علي فرزات، والفنان المجهول المصير أكرم رسلان...
- ماذا عن معرضك الأخير المشترك مع الفنان البولوني بافل كوزنسكي؟
أقمناه بين 22 و29 سبتمبر/أيلول الماضي، في مدينة نورشوبنغ السويدية. حضره حوالى 3 آﻻف مشاهد، تمّ عرض 85 عملاً، 35 لوحة أصلية والباقي مطبوع على شكل بوسترات موقّعة من قبل الفنانَين.
- اخترتما عنوان "الضحكة النواس" للمعرض. لماذا؟
الضحكة تنوس بين جهة وأخرى، ما يحيل إلى فكرة أنّ الكاريكاتير فن عالمي يصنع البسمة بين المتلقي والمرسل.
- على ماذا تعمل حالياً؟
أقوم بإعادة تنفيذ بعض اﻷفكار الكاريكاتيرية التي رسمتها منذ سنين بطريقة تناسب النشر اليومي، وأعيد رسمها اليوم بأحجام كبيرة نوعاً ما على شكل لوحات كاريكاتيرية فنية. وأعمل على فكرة كتاب ورقي ورقمي وبحاجة إلى تواصل مع مصمّم جرافيكي مقدام. وأتابع العمل على تطوير لعبة كمبيوتر بتقنية اللمس، على طريقة اﻷنجري بيرد، عن الربيع العربي والرؤساء العرب تحت اسم Despots fall، أو سقوط الطغاة.
ولد الفنان حاجو في العاصمة السورية دمشق عام 1968، وقادته ميوله الفنيّة وعشقه للفنون البصرية إلى كلية الفنون الجميلة في العاصمة، حيث درس التصوير الزيتي.
إثر تخرّجه عام 1989 عمل في الصحافة المكتوبة، ووجد في الصحافة اللبنانية مساحة رحبة للتعبير عن أفكاره، فرسم الكاريكاتير لصحيفتي "النهار" و"السفير" وهو ما يزال مقيماً في دمشق، ولكن بحكم التعاون مع الصحافة اللبنانية زار بيروت كثيراً وكوّن صداقات، ثم انتقل ليقيم فيها، ومن بيروت نبدأ حديثنا.
- بين 1995 و2005 عشتَ عقداً نشطاً ومثمراً في بيروت، حدّثنا عن أبرز محطّاته.
عملت في صحيفة النهار اللبنانية، بين 1993 و1995، ثم انتقلت إلى جريدة السفير، رسام كاريكاتير ثابتاً أكتب وأرسم بشكل يومي وما أزال حتى اليوم. لي في بيروت عدّة محطات، بينها مشاركة زوجتي الفنانة سحر برهان في إعداد برنامج إذاعي ساخر بعنوان "من هلق ورايح" على أثير إذاعة صوت الشعب اللبنانية، وأقمت عدّة معارض لرسوماتي بينها "كار الأفكار" عام 1997، "أحرف النصب أن لن كي لا ننسى" عام 1998، "الصباح رباح" عام 1999...
وأصدرتُ رسوماتي الكاريكاتيرية في كتيّب "كلّ ما هو آت آت" عام 2003، ترافق مع معرض في بيروت يحمل العنوان نفسه.
- لديك حضور عربي أيضاً...
نعم، أوّل معرض جرافيكي لي كان في العاصمة الأردنية عمّان في المركز الثقافي الملكي، عام 1992، ونشرت في "الأهرام العربي" بين عام 2000 و2005. ومؤخّراً شاركت في ندوة وعرضت رسوماتي في معرض أبوظبي للكتاب 2014. ولكن قبل الانتقال إلى السويد، كانت هناك محطّة مهمّة، هي المشاركة في تنظيم معرض الكاريكاتير العربي في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004، كانت خطوة مهمّة في طريق إيصال فنّ الكاريكاتير العربي للعالم.
عقد اسكندنافي
عام 2005 هاجر حاجو وعائلته إلى السويد، وهناك انخرط في الحياة الثقافية والصحافية السويدية، وبدأ ينشر في الصحيفة السويدية "الفولك بلاديت" (أو صوت الشعب) منذ عام 2009 إلى اليوم. عن المحطات المهمّة في "عقده الاسكندنافي"، منذ 2005 إلى اليوم يقول:
لعل اﻷهمّ هو اختياري عضو لجنة تحكيم في مسابقة أيدن دوغان اسطنبول، وتنظيم معرض عن تاريخ الكاريكاتير العربي بين بيروت والسويد، والمشاركة في تنظيم متحف الكاريكاتير السياسي - نورشوبنغ - السويد عام 2013 تحت عنوان "بين الجد واللعب"، وإصدار كتاب "بلاد العنف أوطاني" عام 2009، وشاركت في تأسيس "تجمّع التشكيليين السوريين المستقلين" عام 2012، الذين يدعمون الثورة السورية.
- أين كنت لحظة انطلاق شرارة الثورة وماذا غيّرت فيك؟
كنت أنشر في بيروت، وأعيش في السويد. لم يتغيّر الكثير على الصعيد الشخصي، ارتفع عدد أصدقائي من سورية، وخاصة الفنانين الشباب، اكتشفت مواهب خلاقة. بقيت أؤمن بالأفكار نفسها، وأرسم على الموجة نفسها، لكنّ شحنة التفاؤل ازدادت وقتها.
- هل خفتت الآن؟ هل تسرّب إليك الإحباط؟
تتملكني مشاعر مختلفة بينها الحزن والأسى ولكن ليس الإحباط.
- كيف أثّرت السنوات الثلاث الأخيرة على تجربتك الفنية؟
تكثّف عملي، حاولت أن أرسم "عالحارك" بشكل يومي. الشعب السوري رفع سقف حرية التعبير فرأينا جميعاً السماء، ورسمنا كلّ التفاصيل، حتى البراميل الساقطة من السماء.
- كيف تأثّر الكاريكاتير السوري؟
فيما يخص سورية، أصبحنا كرسامين نملك هوية مشتركة، كانت ملتبسة من قبل. رسامو الكاريكاتير السوري اليوم تميّزوا عن جيرانهم، وخلقوا لغة تعبير واضحة المعالم فيها الكثير من المهنية وخفة الدم والعمق الوجداني والإنساني، كما أنّ مفردات بصرية جديدة دخلت قاموس الكاريكاتير.
- هل أنت راضٍ عن مواكبتك للحظة التاريخية هذه؟
أعمل من سنين بشكل يومي، لذلك حين هبّ الناس في بلدي من أجل حريتهم وكرامتهم، تضاعف عملي فلم أشعر بالإعياء، بل بالنشاط وباللياقة الروحية والجسدية أيضاً.
الفنّ وسقوط الطغاة
- أتيت من فرنسا بعد مشاركة في مهرجان الكاريكاتير الدولي، حدّثنا عن هذه المشاركة.
تواصلَت إدارة المهرجان معي منذ فترة لأجل مساهمتي في تنظيم جناح سورية في دورة المهرجان الـ33 والتي أقيمت في السانت جوست لو مارتيل في فرنسا. شاركت فيه بالحضور، وعرضت رسومات للفنانين: تمام عزام، وسام الجزائري، سلافا حجازي، بهاء حجازي، سحر برهان (شاركت بالحضور) عمران فاعور، عمار البيك، مصطفى يعقوب، موفق قات، يوسف عبدلكي، مصطفى عذاب، جوان زيرو، ياسر أحمد، وصفحة كوميك الثورة السورية، وموقع الذاكرة الإبداعية للثورة السورية كمرجع توثيقي. وأوجّه بالمناسبة تحية للرسامين علي فرزات، والفنان المجهول المصير أكرم رسلان...
- ماذا عن معرضك الأخير المشترك مع الفنان البولوني بافل كوزنسكي؟
أقمناه بين 22 و29 سبتمبر/أيلول الماضي، في مدينة نورشوبنغ السويدية. حضره حوالى 3 آﻻف مشاهد، تمّ عرض 85 عملاً، 35 لوحة أصلية والباقي مطبوع على شكل بوسترات موقّعة من قبل الفنانَين.
- اخترتما عنوان "الضحكة النواس" للمعرض. لماذا؟
الضحكة تنوس بين جهة وأخرى، ما يحيل إلى فكرة أنّ الكاريكاتير فن عالمي يصنع البسمة بين المتلقي والمرسل.
- على ماذا تعمل حالياً؟
أقوم بإعادة تنفيذ بعض اﻷفكار الكاريكاتيرية التي رسمتها منذ سنين بطريقة تناسب النشر اليومي، وأعيد رسمها اليوم بأحجام كبيرة نوعاً ما على شكل لوحات كاريكاتيرية فنية. وأعمل على فكرة كتاب ورقي ورقمي وبحاجة إلى تواصل مع مصمّم جرافيكي مقدام. وأتابع العمل على تطوير لعبة كمبيوتر بتقنية اللمس، على طريقة اﻷنجري بيرد، عن الربيع العربي والرؤساء العرب تحت اسم Despots fall، أو سقوط الطغاة.