سعيد الشرايبي.. في مقام الرحيل


03 مارس 2016
(1951 - 2016)
+ الخط -

بعد شهرٍ من بلوغه الـ 65 عاماً، رحل صباح اليوم الموسيقي وعازف العود المغربي سعيد الشرايبي، في أحد مستشفيات الدار البيضاء، الذي كان نُقل إليه قبل أسبوع من مرّاكش، إثر أزمة قلبية.

في أعماله، ظلّ الشرايبي (1951 - 2016)، مهجوساً بتتبّع المقام الموسيقي بمختلف أشكاله؛ فاستلهم الموسيقى الأندلسية، إلى جانب الموسيقى المحليّة في منطقة المغرب العربي. لاحقاً، بدأت رحلة أخرى من التفتيش في الصور الأخرى للمقام، فبحث في الموسيقى العربية وكذلك التركية والفارسية.

تنبّه صاحب "مفتاح غرناطة" إلى نقاط الالتقاء بين البُنية الموسيقية الأندلسية، وتلك المشرقية؛ إذ أجرى دراسات مقارنة بين المقامات الموجودة في العراق، والأندلس، ليجد أن تشابهاً كبيراً بين المدرستين يُمكن استغلاله بهدف المزج بينهما.

أوصلته أبحاثه ومقارناته إلى الاهتمام بقالب التقاسيم بشكل خاص، إذ أنه يمنح المقام مساحة واسعةً من الارتجال، ويتيح التنقّل بين الجمل الموسيقية بحريّة.

في تقاسيم الشرايبي على الرست مثلاً، نتلمّس تغيّرات في سَير المقام بين مقطعٍ وآخر؛ نتيجةً لتنقّله بين الأسلوبين العربي والأندلسي. كذلك الأمر، مثلاً، في سماعي الرست أيضاً، يُمكن ملاحظة النّفس المصري في القطعة، إضافة إلى الأسلوب الأندلسي.

لم يقتصر اهتمام صاحب "حلم بفاس" فقط بتأليف الموسيقى الآلية، وإنما وضع أعمالاً غنائية أيضاً، مثل أغنيتي "ظلال" و"العشاق" لـ كريمة الصقلّي، و"بوح يا قلبي" لـ عبد الهادي بلخياط، و"راح" و"تلاقينا بعد الخصام" لـ نعيمة سميح.

دلالات
المساهمون