كثيراً ما يعتبرُ الكتّاب القصّة القصيرة مجرّد "تدريب" أدبي أو "تسخين عضلات" لدخول الرواية، وقلّما يستمرّ أحدهم في هذا الجنس الأدبي بعد انتقاله إلى عالم الرواية التي تبدو الأكثر إغراءً، مقارنةً بالقصة والقصيدة.
أمّا الكاتب المصري سعيد الكفراوي (1939)، فيُعتبر واحداً من القلّة الذين ظلّوا أوفياء للقصّة القصيرة التي ظلّ يكتبها منذ صدور مجموعته الأولى "مدينة الموت الجميلة" منتصف الستينيات، حيث بلغ مجمل أعماله 12 كتاباً.
أول أمس، أقام الكفراوي حفل توقيع نظّمته، في القاهرة، "الدار المصرية اللبنانية"، التي أعادت مؤخّراً إصدار مجموعاته الست الأولى، التي تمثّل جزءاً من تراث جيل الستينيات في القصة القصيرة، في مجلّد بعنوان "زبيدة والوحش".
يضمّ الكتاب مجموعات: "مدينة الموت الجميل" و"ستر العورة" و"سدرة المنتهى" و"مجرى العيون" و"بيت للعابرين" و"دوائر من حنين". كما أُرفق بأعمال للفنان التشكيلي عمرو الكفراوي استلهمها من عوالم القصص نفسها.
يبدو الكفراوي بمعزل عن "غواية" الرواية؛ إذ قال، خلال الجلسة، إنه سيستمرّ في كتابة القصّة القصيرة، كاشفاً في هذا السياق أنه يستعد لإصدار كتاب قصصي جديد بعنوان "قمر في حجر الغلام".
يهتم أدب الكفراوي، الذي وُلد في كفر حجازى بمحافظة الغربية، بعوالم القرية المصرية التي نقل تفاصيلها وصوّر أجواءها وأثّثها بالذاكرة الشعبية في توظيف الحكاية والخرافة، ضمن اشتغال يتوزّع على سؤالَي الماضي والحاضر. كما تمثّل الطفولة ثيمة أساسية في كتابته، حيث غالباً ما يكون الرواي فيها طفلاً أو رجلاً يستدعي طفولته.
اقرأ أيضاً: ما الذي يُكتب في هذه الأيام؟