إنها سفينة الأثرياء، بل مدينة الأثرياء المتنقلة، اسمها The World: داخلها مراكز تجارية، مطاعم، مراكز ترفيهية، مدينة ملاهٍ، مسابح، منازل. بدأت فكرتها، منذ 16 عاماً، عندما اجتمع بعض الأشخاص الذين يملكون يخوتا خاصة، وعرضوا المشاكل التي يعانون منها كتأمين الصيانة وربان لليخوت، فقرروا أن يصنعوا يختاً كبيراً ويشتركوا سوية بصيانته.
مصممة السفينة، جنان مخايل حنا التي وصلت لبنان للاطلاع عما إذا كانت هناك إمكانية لوجيستية لزيارة السفينة بيروت، قالت لـ"العربي الجديد" إن هذه السفينة هي الوحيدة في العالم التي لديها ميزة شراء وبيع المنازل على متنها.
وأوضحت أنها مخصصة لأثرياء العالم فقط، لأن ثمنها وتكاليفها باهظة جداً، يبدأ سعر الشقق فيها من 20 مليون دولار إلى 50 مليون دولار، كما أن تكاليفها سنوياً هي 20 بالمئة من قيمة الشقة، أي كل 5 سنوات يُدفع ثمن الشقة من جديد".
وعن مميزات السفينة قالت "من يملك شقة على السفينة، فهو لديه ثيابه وأغراضه الشخصية عليها، فهل هناك أجمل من أن تفتح شباك منزلك وتجد نفسك كل يوم في بلد جديد؟ كما تساعد السفينة على التواصل بين أثرياء العالم، كما أن السفينة تذهب إلى أماكن لا يستطيع أحد الذهاب إليها في العالم، فهي مزودة بغواصات وطائرات هليكوبتر، كما على متنها أهم كوادر في العالم، كأشخاص متخصصين بعالم الحيوان، الأكل، السياحة، السفر...".
وعن أسماء الأشخاص الذين يملكون شققا على متنها، كشفت "أن الذين يملكون شققا هم رجال أعمال فقط كصاحب شركة "بيبسي-كولا"، وصاحب شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، وصاحب شركة مايكروسوفت، والرئيس التنفيذي لشركة آبل، وأغنى امرأة بالعالم جينا رين هاردين، وأغنى رجل في أيرلندا،، لكن لا يوجد من ضمنهم أي لبناني. ولفتت إلى أنّ "إدارة السفينة لا تبيع لممثلين أو أي شخص تحت أعين الصحافة، وذلك للحفاظ على خصوصية المالكين".
وعن المعايير التي يحتاجها الشخص لشراء شقة على السفينة "يجب أن يكون لديه مبلغ ضخم أقله 30 مليون دولار، إلى جانب شركات وأملاك".
راكو شيرالي، الذي يملك 4 شقق في السفينة قال لـ "العربي الجديد" إن "ذا وورلد" ليست كأي يخت خاص، بل إنها أكبر يخت خاص موجود في العالم، وهي تحتوي حوالي 186 شقة ومخصصة لأغنى رجال ونساء العالم.
عن هدف إنشاء هذه السفينة، أوضح أنّ "الهدف هو قضاء رحلة مائية مميزة لعدة أيام في كل بلد، وأن تكون غير تقليدية أي ليست كغيرها من الرحلات البحرية، وتتميز برفاهية وتجول في العالم أسره".
وبشأن مسار السفينة قال "بدأت رحلتها منذ العام 2000 وهي زارت مئات البلدان، وتزور عدة بلدان كل عام، ومالكو السفينة يحددون كل 3 سنوات الأماكن، فهناك لجنة تصويت مكلفة لانتقاء ذلك".
أما عن كيفية اختيار المكان، فهناك عدة عوامل بحسب شيرالي "أولها، الأماكن التي ذهبنا إليها وكانت ممتعة، وتلك التي لم نزرها وتتمتع بسمعة سياحية جيدة، فضلاً عن الأماكن التي تصعب على أي سفينة أخرى الوصول إليها كـ "أنتارتكا، والقطبين الجنوبي والشمالي".
وأضاف "السفينة محصنة جداً، ويمكننا الذهاب إلى أي مكان، وهي زارت أماكن يوجد فيها قراصنة، لكن نتجنب أي بلد يواجه مشاكل أمنية وحروبا، لأن شركة التأمين لا تغطي أي مشاكل تواجهنا هناك، ويعود السبب لأن بناءها يكلف مئات الملايين من الدولارات".
وردا على سؤال عن القوانين المتبعة في السفينة أجاب "هناك إدارة صارمة، ولديها السلطة كي تحدد من هم الأشخاص الذين يستحقون امتلاك الشقق فيها والسكن على متنها، وقادرة على حل أي مشكلة تحصل بين المالكين، لكن بطريقة لبقة معهم".