قُتل 36 مصرياً في تقديرات أولية وأصيب أكثر من 120 آخرين أمس الجمعة، في حادث تصادم قطارَين شرقيّ مدينة الإسكندرية، فيما رفعت مستشفيات المحافظة حالة الطوارئ لاستقبال المصابين ووفّرت كميات كبيرة من أدوية الطوارئ وأكياس الدم لإسعاف الحالات الحرجة ورعايتها بالإضافة إلى تسليم جثث الضحايا إلى ذويهم.
وأعلنت لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب عن عقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع الجاري، تمهيداً لتقديم طلب بتشكيل لجنة تقصّي حقائق برلمانية للكشف عن ملابسات حادثة التصادم وبحث التشريعات المقترحة للتخفيف من حدّة تلك الحوادث ومعاملة الضحايا معاملة شهداء حوادث الإرهاب لجهة قيمة التعويضات المالية.
وفتحت هيئة النيابة الإدارية في مصر تحقيقاً عاجلاً في حادثة التصادم الأخيرة، فيما جرى تكليف فريق من رؤساء النيابة في المكتب الفني لرئيس الهيئة والنيابة الإدارية بـالإسكندرية، معاينة مكان الحادثة والبدء الفوري في التحقيقات لتحديد أسبابها والمسؤولين عنها، مع عرض نتائج التحقيقات على الهيئة فور انتهائها للتصرّف.
وتُشير إحصاءات غير حكومية إلى مقتل نحو ستة آلاف مصري وإصابة أكثر من 21 ألف آخرين، على خلفية حوادث القطارات خلال السنوات العشر الأخيرة، في حين يصل متوسط عدد حوادث القطارات في مصر إلى 120 حادثة سنوياً، أي بمتوسط 10 حوادث شهرياً، بينما ارتفعت في عام 2016 وحده إلى 722 حادثة، بحسب ما جاء في بيان رسمي لهيئة سكك الحديد.
وحادثة تصادم القطارَين في الإسكندرية، أمس، ليست سوى مجرّد حلقة في سلسلة طويلة من حوادث القطارات المميتة في مصر، التي يستقلها نحو 20 مليون مصري شهرياً، إذ هي وسيلة النقل الأنسب للفقراء نظراً إلى انخفاض أسعارها بالمقارنة مع وسائل النقل البري المختلفة.
وكان قطار بني سويف - أسيوط قد انقلب في فبراير/ شباط 2016، بعدما ارتطم بحاجز خرساني، الأمر الذي أسفر عن إصابة 71 شخصاً. وقبل ذلك بعام واحد، استيقظت مصر على حادثة تصادم قطار السويس بأوتوبيس مدرسة على طريق القاهرة – الإسماعيلية، الأمر الذي أدّى إلى وفاة سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال بالإضافة إلى إصابة 26 آخرين.
إلى ذلك، في يناير/ كانون الثاني 2013، اصطدم قطار البدرشين الحربي الآتي من الصعيد في اتجاه القاهرة بقطار بضائع في مدينة البدرشين، الأمر الذي أدّى إلى وفاة 18 مجنداً وإصابة 120 آخرين. قبله، اصطدم قطار منفلوط بحافلة مدرسية تقلّ عشرات الأطفال في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، ليذهب سائق الأوتوبيس ضحية الحادثة إلى جانب المشرفة المرافقة للطلاب و50 تلميذاً.
في السياق نفسه، وفي أغسطس/ آب 2006، اصطدم قطاران، أحدهما آت من المنصورة في اتجاه القاهرة والآخر من بنها في الاتجاه نفسه، الأمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة 163 آخرين في حادثة تصادم وُصِفت بالعنيفة.
لكنّ حادثة قطار العياط التي وقعت في 20 فبراير/ شباط 2002، تُعدّ الأسوأ في العقود الأخيرة، إذ اندلعت النيران في إحدى عربات القطار رقم 832 المتوجّه من القاهرة إلى أسوان وامتدّت إلى باقي العربات التي يتكدّس فيها الركاب المسافرون لقضاء عطلة عيد الأضحى في محافظاتهم في الصعيد. وقد وقع ضحيّة الحادثة أكثر من 350 قتيلاً.
أمّا في أكتوبر/ تشرين الأول 1998، فقد اصطدم أحد قطارات محافظة الإسكندرية بكتل إسمنتية ضخمة في وسط المدينة، الأمر الذي أدّى إلى اندفاعها نحو الموجودين على مقربة من المكان وخروج القطار عن مساره في اتجاه أحد الأسواق المزدحمة بالبائعين المتجوّلين، فأودى ذلك بحياة 50 شخصاً فيما أصيب 80 آخرون.
بين القطار 517 والقطار 13
مسؤول في الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بأنّ القطار رقم 517 المتّجه من بورسعيد إلى القاهرة كان متوقفاً عند مزلقان، عندما اصطدم به القطار رقم 13 المتّجه من القاهرة إلى الإسكندرية. وأوضح المسؤول نفسه لـ "العربي الجديد" أنّ سائق القطار رقم 13 فوجئ بالقطار رقم 517 أمامه على القضبان نفسها، الأمر الذي أدّى إلى تصادمهما وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.