وقال سلامة، في إفادة قدمها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، المنعقدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، إنّ "الهدنة التي تم التوصل إليها في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية لم يتبق منها سوى الاسم فقط".
وحذر من أنّ "مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتت على المحك في ليبيا"، وقال إنه تم "توثيق أكثر من 110 انتهاكات منذ 12 يناير (كانون الثاني) الجاري (تاريخ سريان الهدنة)".
وأضاف المبعوث الأممي، حسبما نقلت وكالة "الأناضول": "قمنا أيضاً بتوثيق مقتل 18 مدنياً وإصابة 3 آخرين في طرابلس وما حولها، وفي اليومين الماضيين فقط قتل 4 أطفال تحت سن الثانية عشرة، نتيجة القصف (لمليشيات حفتر) حول منطقة الهضبة بطرابلس، وأكثر من 110 خروقات ارتكبتها كل الأطراف منذ السادس من الشهر الجاري".
وتابع: "نشهد الآن قتالاً شرساً حول طرابلس، والأحد الماضي شنّ الجيش الوطني (مليشيات خليفة حفتر) حملة عسكرية على قوات حكومة الوفاق في منطقة أبو قرين، جنوب مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس)، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من الجانبين".
وجدد سلامة دعوته جميع الأطراف للعمل على وقف إطلاق النار وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين.
وناشد أعضاء المجلس قائلاً: "أتمنى أن تتمكنوا في الأيام القادمة من اتخاذ موقف موحد.. فالكثير من الأمور على المحك بما في ذلك مصداقيتنا".
مندوب ليبيا: لن نقبل بسلام منقوص
من جانبه، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني، إنّ حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً لن تقبل "بسلام منقوص يعرض البلاد للتهديد المستمر"، مؤكداً أنّ قوات الحكومة "على أتم الاستعداد".
وأضاف السني، في كلمته أثناء جلسة مجلس الأمن بشأن ليبيا، اليوم الخميس، إنّ "هناك دولاً تقف ضد استقرارنا لأنها تعرف أنّ بإمكان ليبيا أن تلعب دوراً مهماً بقدراتها ومواردها"، مستنكراً موقف مجلس الأمن من "تدخل هذه الدول، فلم نسمع منكم إدانة ولم نرَ موقفاً واضحاً رغم الجرائم التي وثقها الأمين العام للأمم المتحدة نفسه".
واتهم المندوب الليبي دولة الإمارات بالتورط في دعم العدوان على طرابلس، مؤكداً أنّها "تورطت 11 مرة في انتهاك القرارات الدولية عبر دعم المعتدي بمدرعات وأنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة"، مضيفاً "قد نتفهم حرص مصر على أمنها القومي، ولكن ذلك لا يبرر للشقيقة الكبرى التدخل في شؤوننا ودعم جهات انقلابية".
وخاطب السني مندوبة فرنسا بمجلس الأمن حول اتهامها لحكومة "الوفاق" بالاستعانة عسكرياً بتركيا قائلاً: "لقد تناسيت أن اسم دولتك ذكر في خرق حظر السلاح ودعم حفتر بصواريخ جافلين"، مضيفاً "دولتك دعمت المعتدي بصواريخ جافلين، فهل أخذتم موافقة مجلس الأمن بخصوص ذلك؟".
ورداً على وصف قوات الحكومة بالمليشيات واتهام بعضها بالإرهاب، قال: "نرفض ذريعة الإرهاب، فقوات الوفاق هي التي حررت سرت من تنظيم داعش وتدافع اليوم عن طرابلس"، مشيراً إلى أنّ "التشكيلات المسلحة موجودة في كامل مناطق ليبيا، بعضها قبلي وجهوي وفكري، ولا يجوز وضعها في سلة واحدة، ولكن الحكومة تمكنت من تقليص عددها".
وشدد السني رداً على اتهام عناصر من قوات الحكومة بالإرهاب، على أن "بعض الشباب الموجودين في المجموعات المسلحة ظلموا، وهم لديهم وطنية أكثر ممن يصفون أنفسهم بالنخب".
وقال إنّ "ما يحدث من عدوان على طرابلس هو فصل آخر من خلق الفوضى من قبل بعض الدول الأجنبية"، مضيفاً "نقول لداعمي العدوان إنّ رهانكم خاسر، فانحازوا للسلم وساهموا في حقن الدماء حتى لا يذكركم الليبيون بأنكم ساهمتم في سفك دمائهم".