التقت سندس بشيماء هناك، بعيداً عن دنيانا التي تملأها الأغراض والمطامع والأهواء. كلتاهما خرج من الدنيا برصاص الشرطة التي لا تفرق بين طفلة تنتمي إلى أسرة ذات خلفية إسلامية، وشابة واعدة تنتمي إلى خلفية يسارية.
لا يفرق رصاص القمع في مصر بين الأشخاص منذ الانقلاب على الديمقراطية. عندما تقرر رفض الديمقراطية، فلا يمكنك أن تستنكر القمع، فالقمع مرادف للديكتاتورية، وعندما يكون الديكتاتور عسكريا، فلن ينجو أحد من قمعه.
استقبلت سندس شيماء بضحكة طفولية. احتضنتها وحاولت التهدئة من روعها. سندس هناك قبل شيماء بيوم واحد، المصريون يؤكدون دوما أن "الأقدم منك بيوم، يعرف عنك بسنة".
كانت شيماء مرتبكة بعض الشيء. ظنت أن سندس لن تستقبلها بود. شاركت شيماء في الانقلاب الذي عارضته سندس منذ اليوم الأول. هذا الانقلاب كان سببا من أسباب قتلهما على يد الشرطة التي عادت "إلى عادتها القديمة" اعتقالا وقمعا وقتلا.
سرعان ما أنست كلتاهما بالأخرى. ربطهما الرصاص الذي قتلهما، والشرطي القاتل الذي أطلق عليهما رصاصا تم شراؤه من قوتهما وقوت أهلهما. ظلت سندس تحاول إقناع شيماء بأنها لن تلومها أو تتهمها، بينما شيماء تشعر بالخجل من موقف الطفلة التي سبقتها إلى الموت.
كلتاهما تحمل وجهة نظر تؤمن بها، كلتاهما راحت ضحية إصرارها على وجهة نظرها، كلتاهما شهيدة.
في واقعنا المعاش، لو التقت سندس وشيماء لجرى بينهما نقاش ساخن، ولاتهمت كل منهما الأخرى، أو بالأحرى التيار الذي تنتمي إليه، بالمسؤولية عما آلت إليه الأحوال في البلاد.
في دنيانا، لن تغفر سندس لشيماء، أو للتيار الذي تمثله، مشاركته في ثورة مضادة كانت ملامحها واضحة لكل ذي عينين، لولا أن كراهية الإخوان، أو ربما التيار الإسلامي كله، أعمت الأعين عن الحقيقة.
وفي دنيانا، لن تغفر شيماء لسندس، أو للتيار الذي تمثله، عدم تنفيذ مطالب الثورة سريعا، وارتكاب كثير من الأخطاء الكفيلة بمنح خصومهم أسبابا لنشر الرغبة في التخلص منهم، وسط تبريرات واهية وإيقاع ضائع.
في دنيانا، لا يمكن بحال أن تتفق سندس وشيماء على أي موقف، لا يمكن للفتاتين المصريتين أن تعبرا عن موقف متماثل في أي قضية خلافية.
لكنهما هناك، بعيدا عن دنيانا، على العكس من ذلك، تدرك كل منهما أنها ضحية حسابات سياسية واقتصادية، وضحية شخصيات فاسدة وشخصيات غبية، وضحية دولة عميقة قوية، ودولة جديدة خائبة.
ستتفق سندس وشيماء على هوية قاتلهما، وعلى ضرورة القصاص، وعلى حتمية استكمال الثورة، لكنهما بلا شك تدركان مدى صعوبة ذلك بسبب اتساع هوة الخلاف بين الرفاق.
لا يفرق رصاص القمع في مصر بين الأشخاص منذ الانقلاب على الديمقراطية. عندما تقرر رفض الديمقراطية، فلا يمكنك أن تستنكر القمع، فالقمع مرادف للديكتاتورية، وعندما يكون الديكتاتور عسكريا، فلن ينجو أحد من قمعه.
استقبلت سندس شيماء بضحكة طفولية. احتضنتها وحاولت التهدئة من روعها. سندس هناك قبل شيماء بيوم واحد، المصريون يؤكدون دوما أن "الأقدم منك بيوم، يعرف عنك بسنة".
كانت شيماء مرتبكة بعض الشيء. ظنت أن سندس لن تستقبلها بود. شاركت شيماء في الانقلاب الذي عارضته سندس منذ اليوم الأول. هذا الانقلاب كان سببا من أسباب قتلهما على يد الشرطة التي عادت "إلى عادتها القديمة" اعتقالا وقمعا وقتلا.
سرعان ما أنست كلتاهما بالأخرى. ربطهما الرصاص الذي قتلهما، والشرطي القاتل الذي أطلق عليهما رصاصا تم شراؤه من قوتهما وقوت أهلهما. ظلت سندس تحاول إقناع شيماء بأنها لن تلومها أو تتهمها، بينما شيماء تشعر بالخجل من موقف الطفلة التي سبقتها إلى الموت.
كلتاهما تحمل وجهة نظر تؤمن بها، كلتاهما راحت ضحية إصرارها على وجهة نظرها، كلتاهما شهيدة.
في واقعنا المعاش، لو التقت سندس وشيماء لجرى بينهما نقاش ساخن، ولاتهمت كل منهما الأخرى، أو بالأحرى التيار الذي تنتمي إليه، بالمسؤولية عما آلت إليه الأحوال في البلاد.
في دنيانا، لن تغفر سندس لشيماء، أو للتيار الذي تمثله، مشاركته في ثورة مضادة كانت ملامحها واضحة لكل ذي عينين، لولا أن كراهية الإخوان، أو ربما التيار الإسلامي كله، أعمت الأعين عن الحقيقة.
وفي دنيانا، لن تغفر شيماء لسندس، أو للتيار الذي تمثله، عدم تنفيذ مطالب الثورة سريعا، وارتكاب كثير من الأخطاء الكفيلة بمنح خصومهم أسبابا لنشر الرغبة في التخلص منهم، وسط تبريرات واهية وإيقاع ضائع.
في دنيانا، لا يمكن بحال أن تتفق سندس وشيماء على أي موقف، لا يمكن للفتاتين المصريتين أن تعبرا عن موقف متماثل في أي قضية خلافية.
لكنهما هناك، بعيدا عن دنيانا، على العكس من ذلك، تدرك كل منهما أنها ضحية حسابات سياسية واقتصادية، وضحية شخصيات فاسدة وشخصيات غبية، وضحية دولة عميقة قوية، ودولة جديدة خائبة.
ستتفق سندس وشيماء على هوية قاتلهما، وعلى ضرورة القصاص، وعلى حتمية استكمال الثورة، لكنهما بلا شك تدركان مدى صعوبة ذلك بسبب اتساع هوة الخلاف بين الرفاق.