سورية: يد "داعش" على عين العرب... قريباً

حلب

رامي سويد

avata
رامي سويد
27 سبتمبر 2014
C610C814-6FC2-4D0B-A727-960236E80EEA
+ الخط -
يواصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تقدمه في ريف مدينة عين العرب على الرغم من حديث القوات الكردية المتمثلة في"لواء جبهة الأكراد" و"قوات الحماية الشعبية"، عن تمكنها من إحراز تقدم على جبهات القتال في ريف المدينة بالتعاون مع قوات "الجيش الحرّ" الموجودة في المنطقة.

فقد تمكن "داعش" من السيطرة بشكل كامل على قرية عليشار إلى الشرق من مدينة عين العرب بمسافة ثمانية كيلومترات فقط، بعد انسحاب القوات الكردية من محيط القرية الذي شهد اشتباكات مستمرة بين الطرفين منذ يوم الاثنين الماضي.

كما تمكن "داعش" من السيطرة على قريتي كوسك ومزرعة داوود على بعد أقل من خمسة كيلومترات فقط إلى الغرب من مدينة عين العرب، بعد اضطرار القوات الكردية للانسحاب نتيجة قصف قوات "داعش" نقاط تمركز القوات الكردية بالمدفعية الثقيلة، وعدم قدرتها على الرد بسبب عدم امتلاكها السلاح الثقيل.

وقد بث ناشطون أكراد من عين العرب مقاطع فيديو على شبكة الانترنت تظهر مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية، وهم يستخدمون صواريخ مضادة للدروع من نوع "ميلان" (فرنسية الصنع)، أثناء تصديهم لمدرعات "داعش" التي تحاول التقدم على جبهات القتال، قائلين، إن هذه الصواريخ وصلت للقوات الكردية، أخيراً، لدعمها في عملية التصدي لقوات "داعش".

في المقابل، ينفي الناشط، ياسين زكي، لـ"العربي الجديد"، وصول هذه الصواريخ الى القوات الكردية من خارج سورية، مؤكداً أنها كانت في حيازة قوات من "الجيش الحرّ" التي استطاعت في وقت سابق الاستيلاء عليها، بعد تمكنها من السيطرة على مقرّات عسكرية للنظام السوري الذي يملك هذا النوع من الصواريخ منذ زمن طويل.

وكان "داعش" قد بدأ منذ أكثر من أسبوع في شنّ هجوم واسع من ثلاثة محاور على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في منطقة عين العرب، وفي ريف منطقة تل أبيض الغربي.

الأمر الذي مكّنه خلال فترة قصيرة من السيطرة على عشرات القرى ذات الغالبية الكردية إثر انسحاب القوات الكردية منها، مما أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة لجهة سرعتها وحجمها منذ اندلاع الثورة السورية. إذ ترك أكثر من 140 ألف مواطن بيوتهم في ريف تل أبيض الغربي وفي مناطق ريف عين العرب الشرقي، الجنوبي، والغربي، ليتوجهوا نحو مدينة عين العرب ويعبر 70 ألف منهم الحدود نحو الأراضي التركية.

ولم يكن هذا العدد الهائل من النازحين الأكراد الذي تدفق على المدن التركية القريبة من الحدود السورية خلال أيام قليلة، العامل الوحيد الذي تأثرت به تركيا نتيجة تقدم "داعش" في منطقة عين العرب. فقد ذكرت وكالة "رويترز" أن قذيفتين أطلقهما التنظيم على مدينة عين العرب الحدودية قد سقطتا داخل الأراضي التركية، من دون أن يقوم الجيش التركي بأي رد، علماً أنه كثف مدرعاته ومدفعيته في المناطق الحدودية التركية المقابلة للحدود السورية في منطقة عين العرب.

وكانت الاستخبارات التركية قد تمكنت في بداية الاسبوع الماضي، من إبرام صفقة أدت إلى إفراج "داعش" عن الدبلوماسيين الأتراك الـ49 الذين احتجزهم بعد سيطرته على مدينة الموصل شمال العراق، وعلى قنصلية تركيا وسط المدينة منذ نحو ثلاثة أشهر.

الصفقة خلّصت الحكومة التركية من ضغط وجود محتجزين أتراك في يد "داعش"، الذي كان السبب الأبرز في منعها من المشاركة في التحالف الدولي.

وقد لمّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى عزم تركيا على المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، فصرح بعد عودته من نيويورك "قد تغير موقفنا الآن، والمسار الآتي سيكون مختلفا كليّاً".

وأكد أنه سيطرح على البرلمان مشروع تفويض للمشاركة في التحالف، على أن يناقش هذا المشروع في بداية الشهر المقبل، وفور إقرار البرلمان هذا التفويض ستتخذ تركيا الإجراءات الضرورية، إذ أن هذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة التركية.

ويسعى أردوغان، فيما يبدو إلى الانضمام الى التحالف الدولي بهدف حماية الأراضي التركية من تدفق المزيد من النازحين إليها، خصوصاً مع طرح الحكومة التركية، في الأسبوع الماضي، فكرة قيام الجيش التركي بإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بهدف الحد من تدفق اللاجئين إلى تركيا.

ويتوقع أن تزداد وتيرة تدفق النازحين من منطقة عين العرب نحو الأراضي التركية، خصوصاً مع إحراز "داعش" مزيداً من التقدم على جبهات القتال في محيط المدينة من جهات الشرق، الجنوب، والغرب. ذلك أن غارات التحالف الدولي لم تستهدف إلى الآن بشكل مباشر قوات التنظيم على جبهات القتال في محيط مدينة عين العرب.

في الوقت الذي يعتبر فيه قادة عسكريون في "قوات الحماية الشعبية الكردية"، "جبهة الأكراد"، و"كتائب شمس الشمال" التابعة لـ"الحرّ"، أن استهداف طائرات التحالف الدولي المعسكرات الكبرى لتنظيم "داعش" في محيط مدينة الرقة ومدينة الطبقة في ريفها الغربي كمعسكر "الطلائع" ومعسكر "الكرين"، قد أدى إلى تدافع أعداد كبيرة من مقاتلي "داعش" إلى جبهات القتال في محيط مدينة عين العرب.

ذلك أن نقاط تمركز "داعش" على هذه الجبهات تعتبر إلى الآن أكثر أمناً من معسكراته الكبرى في محافظة الرقة، والتي تم استهدافها بشكل متكرر من طيران التحالف الدولي.

على هذا الأساس، لابد من توقع إحراز "داعش" مزيداً من التقدم في محيط مدينة عين العرب، خصوصاً مع هذا التدفق لمقاتلي التنظيم إلى جبهات القتال في المنطقة، وعدم استهداف طيران التحالف الدولي بشكل مباشر لنقاط تمركز قوات التنظيم في المنطقة. الأمر الذي يرجح احتمال سقوط مدينة عين العرب في يد "داعش" في وقت قريب في حال لم تحصل تغيرات في المعطيات الميدانية.

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي