منذ افتتاحه قبل نحو 14 عاماً، افتقد سوق واقف، أبرز المعالم التراثية في قطر، بأول أيام عيد الفطر، زواره الذين كان عددهم يتجاوز خمسين ألف شخص يومياً، حسب بيانات إدارة السوق العام الماضي.
وجاء غياب الزوار مترافقاً مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة القطرية لمواجهة فيروس كورونا ومنع انتشاره، وشملت منع كلّ أشكال التجمع في كلّ المناطق العامة، ومنها الكورنيش والحدائق والشواطئ العامة.
كما منعت المطاعم والمقاهي في البلاد من تقديم الطلبات، ومنعت وجود وجلوس الزبائن فيها وإقامة تجمعات داخل الصالات وخارجها، واستثنت خدمة توصيل الطلبات الخارجية وتسليم الطلبات داخل المحل، اعتباراً من منتصف مارس/ آذار الماضي وحتى إشعار آخر.
وقال مدير أحد المطاعم العربية في سوق واقف، لـ"العربي الجديد"، إنه رغم توقف استقبال الزبائن داخل المطعم، منذ أكثر من شهرين، إلا أن العمل استمر مقتصراً على الطلبات الخارجية.
وأشار مدير المطعم إلى أنه خلال الأعياد، وخاصة في مثل هذا اليوم الأول من عيد الفطر، ولا سيما أن درجة الحرارة لم تشتد بعد، والطقس ليلاً يبدو مقبولاً، فإن المطعم عادة ما يكون كامل العدد وهناك زبائن على قائمة الانتظار.
ولفت مدير المطعم إلى ما كان يشهده السوق من فعاليات ترفيهية وتثقيفية وطربية خلال العيد، بمشاركة فرق شعبية من عدد من الدول العربية والأجنبية، وتقديم الضيافة لرواد السوق في "بيت الشعر"، الذي ينصب في الساحة الرئيسية، إلى جانب خيمة كبيرة مكيفة لألعاب الأطفال، ما يضفي المزيد من الفرح والبهجة على العيد.
وكشفت جولة لـ"العربي الجديد"، مساء أول أيام عيد الفطر، خلو سوق واقف إلا من العابرين وعاملي النظافة، ما يؤكد التزام المجتمع بتطبيق شعار "لأجل قطر خلك في البيت".
ويقول إبراهيم الحمد، لـ"العربي الجديد": "بسبب تداعيات فيروس كورونا، وحفاظاً على صحة الجميع، لم يخرج أحد من البيت، سواء لصلاة العيد أو لزيارة وتهنئة الأهل والأقارب والجيران، وأدى الناس صلاة العيد في البيوت، وتبادلوا التهاني بالعيد السعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو هاتفياً"، مشيراً إلى أنه تواق لزيارة سوق واقف، الذي كان يقصده خلال العيد ويستمتع بفعالياته مع أسرته.