"سُفرة العيد"... تقليد متوارث يتمسّك به السوريون في مخيمات النزوح
عامر السيد علي
- عبد السلام المصطفى وعبد الكريم المسطو، نازحان سوريان، يشددان على أهمية هذا التقليد في تعزيز الألفة والمحبة بين النازحين، ويعبران عن أملهما في العودة إلى ديارهم.
- "سُفرة العيد" تجمع النازحين حول الحلويات والأطعمة، محاولين استحضار طقوس العيد وتضميد جروح النزوح، مع التأكيد على الفرق الكبير بين الاحتفال بالعيد في الوطن والمخيمات.
يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يُطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية وسعياً لخلق أجواء من التآخي وبثّ روح البهجة وتبادل الزيارات، واسترجاع ذكريات الماضي على سفرة الأكل.
يقول عبد السلام المصطفى، أحد النازحين من بلدة جبالا الواقعة في منطقة معرة النعمان بمحافظة إدلب شمال غربي سورية، لـ"العربي الجديد" عن هذا التقليد: "توارثنا سفرة عيد الفطر عن الأجداد في البلدة، فبعد قضاء صلاة العيد كنا نحرص على زيارة منازل بعضنا والاجتماع على سفرة الأكل بما تحققه هذه الجلسات من قيم ومعان وفرص للقاء وزيادة الألفة والمحبة".
ويضيف: "نقلنا هذا التقليد إلى المخيمات، فرغم حياة النزوح والجلوس في الخيام، ما زلنا متمسكين بعادات الأجداد، هناك نازحون عاجزون عن تجهيز سفرة العيد، وآخرون يعدون ما استطاعوا، المهم هو تحقيق الهدف من العيد ولمّته".
ويتابع المصطفى: "تجهز كل أسرة سفرتها بما فيها من الحلويات والأطعمة، قبيل صلاة العيد في انتظار استقبال الضيوف، وتعدها العوائل الفقيرة والغنية"، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على هذه العادة الجيدة وتطبيقها في كل المخيمات.
ورغم محاولات الفرح المتواصلة واستحضار طقوس وعادات تمنح العيد وجوده وحيوته داخل مخيمات النزوح، إلا أن المصطفى لا يخفي أمله الكبير في العودة إلى بيته ومنطقته التي هُجّر منها.
بدوره، يرى النازح عبد الكريم المسطو، أن "سُفرة العيد" هي طقس موروث يحاول النازحون من خلاله استحضار روح الألفة بينهم، وتضميد جروح بعضهم ومحاولة نسيان ظروف التهجير والنزوح.
ويتابع: "نتمنى العودة إلى بلدنا وبيوتنا، الفرق كبير بين العيد هنا وهناك، أفتقد كل شيء في البلدة، أرضي وداري ورزقي والجلسات مع الأهل، وأعتقد أنها أمنية جميع السوريين الذين يكابدون حياة الخيمة صيفاً وشتاء إلا أننا لا نعلم متى يتحقق هذا الأمر".