في مثل هذه الأوقات من كل عام، تنظم إدارة السوق مع مستهل إبريل/نيسان مهرجان الربيع، الذي يشهد فعاليات فنية وثقافية وترفيهية، إذ تنصب في الساحات المسارح التي تحفل بفرق غنائية تقدم الأغاني والموسيقى التقليدية لشعوب الغرب والشرق، من أوكرانيا إلى المغرب العربي.
كما توقفت المعارض والمهرجانات المتنوعة التي تشهدها ساحات السوق على مدار العام باستثناء الصيف، وتتنوع بين مهرجانات الرطب والتمور المحلية والدولية، إلى مهرجان الزهور ومستلزمات الحدائق، ومعرض العسل الدولي، ومعرض السكراب وغيرها.
وكذلك الحال أيضاً في سوق الطيور المتفرع من سوق واقف والذي كان يؤمه الآلاف يومياً في هذه الأوقات الربيعية، لمشاهدة أنواع مختلفة من الطيور، إلى جانب حيوانات أليفة كالقطط والكلاب، والسلاحف البرية، والبحرية، والأرانب وفراخ البطّ، وأسماك الزينة.
وما يعزي النفس أن غياب المرتادين والزوار، يأتي حفاظاً على سلامتهم، وتعزيزاً للإجراءات التي تتخذها الدولة لكبح جماح فيروس كورونا، ومنع انتشاره والسيطرة عليه.
وكشفت جولة "العربي الجديد" التزام المطاعم والمقاهي المنتشرة على جنبات السوق التراثي، بقرارات عدم استقبال المرتادين والاكتفاء بتقديم الطلبات الخارجية فقط، فيما أغلق بعضها أبوابه نهائياً، وقد قررت إدارة سوق واقف إعفاء أصحاب المطاعم من رسوم الإيجار حتى الانتهاء من التعميم الخاص بمنع تقديم الخدمات.
في المقابل، فإن القسم التجاري من السوق التراثي، أغلق أبوابه التزاما بشعار "خليك بالبيت". وهذا القسم يتجاوز عمره المائتي عام، حسب المصادر التاريخية القطرية الرسمية، ويضم مئات المحال التجارية التي تعرض أصنافاً من التوابل والبهارات والسيوف، والعطور والبخور، والملابس والأحذية والتحف والهدايا، ومنتوجات الحرف اليدوية.
يقول أبو عبد الله الجاسم، صاحب متجر ملابس رجالية تقليدية، في حديث هاتفي مع "العربي الجديد"، إن هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها محله منذ أكثر من خمسين عاماً، باستثناء توقف كامل للسوق عندما جرى ترميمه وتطويره قبل نحو 15 عاماً.
ويشير إلى أن حركة البيع تزيد عادة في مثل هذه الأوقات مع اقتراب شهر رمضان، وقدوم السياح أيضاً، ولكن "ماذا نستفيد إذا حققنا أرباحاً وابتلينا بالمرض بالفيروس؟ بل ويمكن أن نكون سبباً في نقله إلى أهلنا وأعزائنا ومجتمعنا"، على حد تعبيره.
ودعا الجاسم الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة والجهات الحكومية، من أجل محاصرة الوباء والسيطرة عليه، وأن يلزم الجميع البيوت ويبتعدوا عن التجمعات.