لا تزال منسقة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان، المعينة حديثاً، الدنماركية بيرنيل داهلر كاردل، بديلة الهولندية سيغريد كاغ، في مرحلة استكشاف هذا البلد، بعدما أمضت فترة طويلة من مسيرتها الدبلوماسية في مناطق حروب وأزمات. وتأتي كاردل إلى لبنان من أفغانستان، حيث شغلت منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، منذ عام 2016، وكانت سابقاً سفيرة للدنمارك لدى مصر (2012 - 2016) وسفيرة لدى إثيوبيا، فضلاً عن السودان وجنوب السودان وجيبوتي (2007 - 2012). كما شغلت منصب الممثل الدائم لدى الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. كذلك شغلت مناصب عدة مع وزارة الخارجية في الدنمارك، تراوح بين مستشارة مع البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة ونائب رئيس البعثة في موسكو والاتحاد الروسي وسكرتير ثان في نيودلهي، كما شغلت منصب رئيسة دائرة آسيا في الوزارة.
أما بالنسبة لكاغ، فقد فضّلت إنهاء مهمتها اللبنانية لتسلّم وزارة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في بلدها هولندا، ولتكذّب كل الأنباء التي تحدثت عن احتمال خلافة ستيفان دي ميستورا كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية. لم يكن طرح اسم كاغ لاستكمال مهمة دي ميستورا، مستبعداً نظراً لارتباطها الاجتماعي والسياسي والمهني بمنطقة الشرق الأوسط التي زارتها لأول مرة قبل أكثر من عقد. وقد تسلحت كاغ بخلفية أكاديمية وخبرة دبلوماسية دولية لتتولى مجموعة مواقع أممية تأرجحت بين السياسة والأمن، وهو ما أهلها لتكون مرشحة سابقة لخلافة المبعوث الأممي الأسبق الأخضر الإبراهيمي في سورية، قبل تعيين دي ميستورا.
اقــرأ أيضاً
عايشت كاغ الأزمة السورية عن قرب من موقعها السابق كـ"رئيسة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، المكلفة بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، في الفترة الممتدة بين أكتوبر/ تشرين الأول 2013 وحتى سبتمبر/ أيلول 2014. ساد يومها، وبحسب وكالة "إيتار تاس" الروسية، أن "بعثة كاغ هي الوحيدة التي عادت بنتائج منذ بداية الأزمة السورية". النتائج كانت واضحة ومباشرة: تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري، بجهود كاغ وبضغط سلاح البحرية الأميركي الذي عسكر في البحر المتوسط في رسالة واضحة للنظام السوري.
ويُحسب لكاغ أيضاً أنها نجحت في الإبقاء على علاقات حيادية مع النظام السوري الذي أشرفت على تجريده من جزء من ذخيرته. انتقلت بعدها كاغ وخلال فترة قصيرة إلى مهمة جديدة في لبنان كمنسقة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون في حينها)، وهي المهمة المرتبطة أساساً بمراقبة القرارات الدولية المفروض على لبنان الالتزام بها، وعلى رأسها القرار 1701 الذي ينص على تجريد المليشيات غير الشرعية من سلاحها.
وفي سابقة طرأت على مسيرتها المهنية، واجهت الدبلوماسية الهولندية استدعاء وزارة الخارجية لها، لتسجيل اعتراض لبنان على معارضتها لموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر فيه أن "سلاح المقاومة (أي حزب الله) ضرورة وطنية طالما بقي التهديد الإسرائيلي قائماً، وطالما بقي الجيش أضعف من أي يصد وحده هذه التحديدات". وبقدر التزامها الثابت بشرعة القانون الدولي الذي تمثله الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تجلّت مرونتها في نفي الرد المباشر على موقف عون وتأكيد ضرورة التزام لبنان بالمقررات الدولية.
لم تكتف كاغ خلال مهمتها في لبنان بالاستقبالات الرسمية داخل الغرف والقاعات، بل خلعت القفازات الدبلوماسية وجالت في المخيمات الفلسطينية المصنفة خطيرة أمنياً، وزارت أبرز المناطق الحدودية الحساسة شمالي وجنوبي البلاد. كما قادتها مهمتها في لبنان إلى إجراء جولات إقليمية قادتها إلى طهران وموسكو والرياض لاستعراض الوقائع السياسية المحلية وحث الدول على مساعدة لبنان سياسياً وإنسانياً. ولا تكاد طائرتها تحط في مطار بيروت الدولي، حتى تعاود الإقلاع مجدداً. ويقول مقربون منها إنها "تكاد لا تنام أبداً".
استندت كاغ في مهامها على معجمها اللغوي الذي يضم 6 لغات، هي: الهولندية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وبعض اللغة العربية إلى جانب ثقتها بنفسها التي أكسبتها ألقاباً تقليدية تُميز المرأة القوية كـ"المرأة الحديدية". تعابير رافقتها في كل من سورية ولبنان اللذين شهدا اندفاعة مسيرتها المهنية بشكل كبير. وسبق للأردن أن شكل نقطة الانطلاق المهنية والأسرية لكاغ التي بدأت مهامها الأممية في عمان كـ"المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لليونيسيف". كما تعرفت في العاصمة الأردنية على زوجها، الدبلوماسي الفلسطيني السابق، أنس القاق، الذي أنجبت منه 4 أطفال. وكانت أول ممثلة خاصة للأمم المتحدة تظهر في مجلة "فوغ" للأزياء بنسختها الهولندية. بدأت مسيرتها الأممية عام 1994، وتنقلت بين مجموعة وكالات، منها: منظمة الهجرة الدولية، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وهي حاصلة على ماجستير في العلاقات الدولية في الشرق الأوسط من جامعة إكستر، وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد.
عايشت كاغ الأزمة السورية عن قرب من موقعها السابق كـ"رئيسة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، المكلفة بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، في الفترة الممتدة بين أكتوبر/ تشرين الأول 2013 وحتى سبتمبر/ أيلول 2014. ساد يومها، وبحسب وكالة "إيتار تاس" الروسية، أن "بعثة كاغ هي الوحيدة التي عادت بنتائج منذ بداية الأزمة السورية". النتائج كانت واضحة ومباشرة: تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري، بجهود كاغ وبضغط سلاح البحرية الأميركي الذي عسكر في البحر المتوسط في رسالة واضحة للنظام السوري.
ويُحسب لكاغ أيضاً أنها نجحت في الإبقاء على علاقات حيادية مع النظام السوري الذي أشرفت على تجريده من جزء من ذخيرته. انتقلت بعدها كاغ وخلال فترة قصيرة إلى مهمة جديدة في لبنان كمنسقة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون في حينها)، وهي المهمة المرتبطة أساساً بمراقبة القرارات الدولية المفروض على لبنان الالتزام بها، وعلى رأسها القرار 1701 الذي ينص على تجريد المليشيات غير الشرعية من سلاحها.
لم تكتف كاغ خلال مهمتها في لبنان بالاستقبالات الرسمية داخل الغرف والقاعات، بل خلعت القفازات الدبلوماسية وجالت في المخيمات الفلسطينية المصنفة خطيرة أمنياً، وزارت أبرز المناطق الحدودية الحساسة شمالي وجنوبي البلاد. كما قادتها مهمتها في لبنان إلى إجراء جولات إقليمية قادتها إلى طهران وموسكو والرياض لاستعراض الوقائع السياسية المحلية وحث الدول على مساعدة لبنان سياسياً وإنسانياً. ولا تكاد طائرتها تحط في مطار بيروت الدولي، حتى تعاود الإقلاع مجدداً. ويقول مقربون منها إنها "تكاد لا تنام أبداً".
استندت كاغ في مهامها على معجمها اللغوي الذي يضم 6 لغات، هي: الهولندية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وبعض اللغة العربية إلى جانب ثقتها بنفسها التي أكسبتها ألقاباً تقليدية تُميز المرأة القوية كـ"المرأة الحديدية". تعابير رافقتها في كل من سورية ولبنان اللذين شهدا اندفاعة مسيرتها المهنية بشكل كبير. وسبق للأردن أن شكل نقطة الانطلاق المهنية والأسرية لكاغ التي بدأت مهامها الأممية في عمان كـ"المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لليونيسيف". كما تعرفت في العاصمة الأردنية على زوجها، الدبلوماسي الفلسطيني السابق، أنس القاق، الذي أنجبت منه 4 أطفال. وكانت أول ممثلة خاصة للأمم المتحدة تظهر في مجلة "فوغ" للأزياء بنسختها الهولندية. بدأت مسيرتها الأممية عام 1994، وتنقلت بين مجموعة وكالات، منها: منظمة الهجرة الدولية، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وهي حاصلة على ماجستير في العلاقات الدولية في الشرق الأوسط من جامعة إكستر، وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد.