ينتمي سيف وانلي إلى الجيل الثاني من الفنانين في مصر، الذين تمكّنوا من تكريس الحداثة ضمن موجة الأعمال التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي، بالمزاوجة بين أساليب وتقنيات غربية وموضوعات تنتمي إلى الواقع المحلي.
اهتمّ الفنان التشكيلي المصري (1906 - 1979) برسم الشوارع والأسواق والمقاهي الشعبية، والشخصيات الفلكلورية وسباقات الخيل، والألعاب الرياضية وصالات المسرح والأوبرا والسيرك، موثّقاً الحياة الاجتماعية والثقافية ومشاهد من الحياة اليومية.
ينظّم "متحف الفنون الجميلة" في مدينة الإسكتدرية معرضاً افتراضياً لوانلي على منصّاته الإلكترونية يضمّ أربعين عملاً تمثّل مراحل مختلفة من تجربته، بدءاً من تعلّمه الفن في مراسم الفنانين الأوروبيين ثم تنقلّه بين الانطباعية والتأثيرية والتكعيبية والتجريدية.
تعكس اللوحات المعروضة التفاصيل التي اهتمّ بها الفنان، سواء التي تتناول مسقط رأسه في الإسكندرية، أو التي تصوّر النوبة حيث أقام فترة طويلة ونقَل معمار المنطقة ومناظرها الطبيعة وتقاليد أهلها من أزيائهم وطقوسهم وتقاليدهم، والملاحة في نهر النيل.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "وانلي كانت لديه قدرة على استيعاب ما يراه ثم اختزاله وتلخيصه، وكانت يداه تطاوعانه لرسم ما يريد، وليس فقط ما يستطيع".
شكّلت الموسيقى موضوعاً أساسياً لدى وانلي، حيث رسم عازفين لآلات مختلفة بأساليب متنوّعة وراقصين وممثّلين في العديد من البورتريهات، إلى جانب اهتمامه بالأطفال أثناء ممارستهم لألعابهم ولهوهم في أجواء غنائية رومانسية، وتوظيف الأشكال الهندسية المبسطة مع التأثيرات المستقبلية والتكعيبية، ولوحاته التي تتناول البحر بأسلوب تجريدي يمزج بعداً تعبيرياً أحياناً بما يشبه أعمال جاكسون لولوك.