قبل أيّام قليلة، مرّت عشرُ سنواتٍ على "أحداث الشغب" التي عاشتها منطقة كليشي سو بوا الفرنسية، والتي اصطُلح على تسميتها إعلامياً بـ "أحداث الضواحي".
خلال هذه الفترة، ضخّت الحكومات الفرنسية المتعاقبة 48 مليون يورو لإعادة تأهيل تلك الأحياء التي يقطنها مهاجرون تنحدر غالبيتهم من المغرب العربي. لكن هل تغيّر الأمر كثيراً؟
تكفي متابعة خطاب الإعلام الفرنسي، بمناسبة الأحداث، لنتأكّد ألاّ شيء تغيّر تقريباً. سمعنا مفرداتٍ من قبيل "هؤلاء" و"شعب الضواحي"، في معرض الحديث عن تلك الفئة – التي تمثّل الجيل الثالث من المهاجرين – كما لو كانوا شعباً آخر يعيش في موازاة الشعب الفرنسي.
قبل تلك الأحداث، قدّم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش فيلمه الروائي الطويل "الهروب" الذي سلّط الضوء على الحالة المزرية للضواحي الباريسية. أهمية الفيلم تكمن في أنه كان بمثابة نبوءة سينمائية لما ستعيشه فرنسا بعد ثلاث سنواتٍ من ذلك.
بعد الأحداث، شهدت فرنسا ولادة حركة أدبية لمجموعة من كتّاب الضواحي أسمت نفسها "من يصنع فرنسا؟" حاولت التنبيه إلى الشرخ الذي يتنامى، كما توالت الأفلام التي تناولت قضايا الهجرة والهوية والاندماج. مع نزوع، أحياناً، إلى إدانة العرب والأفارقة.
ستظلّ تلك المواضيع جزءاً أساسياً من السينما الفرنسية، والأوروبية بشكل عام، ما دامت المشاكل مستمرّة. ولعلّها ستتفاقم مع موجات النزوح الأخيرة.
اقرأ أيضاً: "فاطيمة": سينما التبشير بالاندماج