يعد شارع المطاعم في ميدان التحرير، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، أشهر مكان تجتمع فيه الوجوه المختلفة من عواصم المدن، وترتسم في زواياه رائحة الماضي، لتشكل لوحة تراثية عن جمال اليمن في عيون أبنائه.
الأكل ليس هو اللافت للنظر فقط، بل يجد مرتادو الشارع نكهة اليمن وأصالة الإنسان، لذا بات ملتقى ثقافياً، ومنتدى فكرياً، ومطعماً شعبياً في آن واحد تجتمع على طاولة واحدة جميع فئات المجتمع.
كاميرا "العربي الجديد"، رصدت أجواء الشارع، الذي تميز بضم المواطنين اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم المناطقية والسياسية، بل ويزيل الشحناء التي تسببها الطائفية فيما بينهم.
يقول الدكتور أحمد قاسم العريقي، إن شارع المطاعم يعد من أحد أقدم الشوارع في العاصمة، حيث يجد المواطنون فيه متنفسا لنسيان هموم ومشاغل الحرب ولقاء الأصدقاء لمناقشة مواضيع سياسية واقتصادية وأمنية ورياضية.
ويلفت العريقي، إلى أنه هوى الأدب كما هوى الطب، وله العديد من المؤلفات، وحرص على التواجد في الشارع منذ 47 عاماً، ليلتقي بالمثقفين والأدباء وعقد ملتقيات ثقافية بين الأدباء والشعراء والفنانين.
ويضيف الستيني اليمني، أن الشارع يشتهر بالشاي العدني، والخبز التعزي، إضافة إلى تواجد مختلف المأكولات الشعبية، التي تسببت في توجه العديد من المواطنين إليه سواء كانوا ينتمون إلى شمال اليمن وجنوبه على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية.
ففي الشارع، بحسب العريقي، يجلس المواطنون على الطاولات المتراصة أمام المقاهي منهم من يرتدي ملابس تقليدية وآخرون يرتدون ملابس رسمية يتبادلون الحديت ويدلي كل منهم برأيه.
ويصف يمني آخر الشارع، بأنه لا يتجاوز طوله 100 متر وعرضه 20 متراً، وهو مغلق من جهات ثلاث ومفتوح على جهة واحدة، وهي الجهة التي يدخل منها مرتادوه، موضحاً أن المبدعين أضافوا زخما حقيقيا لهذا المكان، حيث تحول أحد المقاهي ويدعى "مدهش" إلى ملتقى إبداعي يقصده كثير من الأدباء والفنانون، يتبادلون الآراء، بل وصل الأمر إلى تنظيم أنشطة ثقافية ومعارض صور للتراث اليمني الأصيل.