يواصل الفنان منذ التسعينيات الاشتغال على مدينته بغداد وهو الذي نال درجة الماجستير من كلية الفنون الجميلة فيها في أطروحة حول "توظيف الفلكلور الشعبي في اللوحة التشكيلية المعاصرة في الوطن العربي"، متتبعاً الطقوس الشعبية كمضمون فكري والمفردات العمارية والمكانية التي تؤسس المساحة الفنية لمواضيع شعبية تتضمن حياة نساء من زمن معين.
ويعكس رؤيته ضمن مضامين شكلية بأسلوب خاص يستند بسماته الفنية إلى أسلوب بغدادي يشكّل امتداداً للزخارف والمنمنمات في العاصمة العراقية منذ القرن الثاني عشر، وصولاً إلى التفاعل مع ما جاءت به الحركات والتجمعات الفنية في أواسط القرن العشرين المتمثلة في جماعة الرواد وجماعة بغداد للفن الحديث اللتين تأسستا على يد فائق حسن ومحمود صبري وجواد سليم ونوري مصطفى بهجت وشاكر حسن آل سعيد وغيرهم من الرواد.
ينفّذ الألوسي رسوماته في معرضه باستخدام مادة القماش والورق الخاص وتقنية الكولاج ضمن توثيقه الدائم لحياة المرأة البغدادية ويومياتها، حيث يظهرن في اللوحة يتناولن الشاي في المطبخ أو جلسات الشاي في البيوت حيث تجتمع النساء في طقوس يومية لتبادل الحديث والأخبار، كما يصوّرهن في الشارع أو بجانب حقائبهن استعداداً للسفر أو قادمات منه.
تركز الأعمال المعروضة على نساء من طبقة اجتماعية مترفة، موضوع الفنان الأثير، في حالات متوّعة حيث قدّم سابقاً "نساء الباشوات" في أجواء تبرز نمطاً من الرفاهية في العيش مع إظهار لتفاصيل مثل الأثاث وأقمشة الملابس والستائر وديكور المنزل وحفلات السمر التي كانت تقام في أزمنة سابقة.
يعود الألوسي إلى عوالمه هذه بعد أن قدّم منذ سنتين في "الأورفلي" معرضاً بعنوان "مانشيتات أفلام لم تعرض"، وقدّم فيه وجوهاً قاسية وحزينة ووجوه سمراء كالحة، باكية تارة ومذعورة تارة أخرى تصوّر ما حدث لبلاده في السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي.