عام كامل مضى على ما يمكن وصفه "بالعدوان العسكري الروسي" على سورية، تضاعفت خلاله محنة مئات الآلاف من السوريين، وهم الذين لولا التدخل الروسي، ربما كانوا اليوم يلملمون جراحهم بعد سقوط نظام كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وفي هذه الذكرى السنوية الأليمة، ومن كونها وسيلة إعلامية سورية تُناصر الثورة وأصحابها، أطلقت "شبكة جيرون الإعلامية"، مجموعة من الفاعليات بعنوان "أوقفوا العدوان الروسي"، لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي خلّفها هذا العدوان بحق السوريين، وأثره على "النظام السوري" إذ زاده عنفاً ودموية.
وتتضمن الفاعليات ندوات في فرع مركز "حرمون للدراسات المعاصرة" في غازي عنتاب، وبعضها الآخر سيكون عبر صفحات صحيفة "جيرون"، ومن خلال الأثير الافتراضي في شبكات التواصل الاجتماعي.
وسيشارك في الحملة، مجموعة من الباحثين والمختصين، وستكون هناك محاضرات تليها نقاشات مفتوحة بين الضيوف والحضور، ومن بينهم رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، وغيره من الناشطين في الحقل الإنساني والحقوقي والإعلامي، حيث سيُقدّمون معلومات ووجهات نظر وتحليلات، حول تأثير هذا العدوان اللامحدود في تغييب الحل السياسي، ومساهمته -إلى جانب "النظام"- بتسريع تدمير سورية، وتبيان خطورته على مستقبل سورية وسيادتها ووحدتها وتماسكها، بل ووجودها أيضًا.
وعلى صعيد الخطة الإعلامية المرافقة للحدث، قال رئيس تحرير صحيفة "جيرون" باسل العودات لـ "العربي الجديد": "تم تكليف العديد من الصحافيين والإعلاميين والباحثين، لإعداد دراسات سياسية وفكرية واجتماعية حول التدخل الروسي في سورية بشكل عام، وتدخلهم الفاضح عسكرياً بشكل خاص، وسيكون موقفنا موضّحاً على صفحات صحيفتنا، في محاولة للفت النظر لهذه المناسبة المشؤومة".
وأكد العودات أن "الحملة الإعلامية ستكون موجّهة لمخاطبة الرأي العالمي بلغته، وستكون هناك كتابات ودراسات وتحليلات بأكثر من لغة، توزّع على مراكز الأبحاث العالمية". وتعتبر شبكة "جيرون" أحد برامج مركز "حرمون للدراسات المعاصرة"، وتتعاون مع بقية برامج المركز بنشر وترجمة وتوزيع دراسات حقوقية وسياسية واقتصادية وفكرية، تتعلق بالشأن السوري بشكل عام، حيث يقوم المركز بترجمتها إلى ست لغات أساسية بالإضافة للغة العربية، وتوزع على أهم مراكز القرار والأبحاث والجامعات ووسائل الإعلام المختصة في مختلف أنحاء العالم.
كما تسعى الفعالية التي تمتد لثلاثة أيام، إلى مخاطبة السوريين بكافة شرائحهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية، وستفتح باب النقاش البنّاء معهم، لمحاولة فهم كل وجهات النظر، على أمل أن تُساعد السياسيين وأصحاب الشأن في المعارضة السورية على اتخاذ خطوات عملية جدّية ومفيدة بهذا الصدد.
كذلك، سيعرض فيلم من إنتاج شبكة "جيرون" حول العدوان الروسي، كما أعلنت الشبكة عن مسابقة خاصة بهذه المناسبة، لاختيار أفضل ملصق يوثق العدوان، وسيحظى الفائز بها بمكافأة مالية، وسيتم الاستفادة من الملصق وتعميمه إعلامياً.
وتأتي الفعالية كحلقة من ضمن سلسلة من الفاعليات، التي تُنظمها شبكة "جيرون" الإعلامية دوريًا، حيث سبقتها فاعلية "المعتقلون أولًا" لدعم المعتقلين السوريين في سجون النظام، وفاعلية "المجرم طليقًا" بمناسبة مرور ثلاث سنوات على مجزرة الكيماوي، التي ارتكبها النظام السوري في غوطة دمشق، ومن المقرر أن يتبعها عدد آخر من الفاعليات السياسية والثقافية والحوارية المتنوعة، الداعمة للسوريين الباحثين عن حريتهم وكرامتهم.
وحول سؤال عن الدور الذي تحاول الشبكة لعبه، إذ يتعدى الدور الإعلامي، يقول العودات: "نُدرك جيداً أننا شبكة إعلامية وسلاحنا الكلمة، مع هذا نسعى للمساهمة في نشاطات أهلية وشعبية، لما لها من تأثير مباشر على شرائح واسعة من المجتمع، وأن نسدّ، ضمن إمكانياتنا المتواضعة، النقص في هذا المجال، الذي لم تلتف له الكيانات السياسية المعارضة، وليس الاكتفاء ببيانات سياسية وعلاقات عامة، بل الاهتمام بالنواحي الثقافية والاجتماعية والإعلامية، لما لها من دور هام في شحذ الهمم المتشائمة وفي تغيير الآراء وتقريب الأهداف".
وأضاف: "بالمقابل فإننا نُرحب بأي تعاون يضع أمام عينيه هموم السوريين ومآسيهم، وتطلعاتهم، وأحلام ثورتهم، بوعي وصدق وغيرية، دون أن يكون لها أي أهداف أخرى غير الهم السوري المباشر والعميق، على أمل أن تتحقق، بوعي السوريون وتضامنهم، أهداف الثورة بدولة ديمقراطية تعددية تداولية لا مكان فيها لأي نوع من أنواع الديكتاتوريات".
وختم العودات مؤكداً: "باتت روسيا خطراً على الشعب السوري كله، وقوة احتلال أجنبية، دخلت لقتل المزيد من الشعب المسكين، ولحماية نظام قاتل، وإطالة عمره، وتثبيت ركائزه، ودعمه في حربه ضد الحرية، ومن هذا المنطلق، لا يُلام السوريون إن تعاملوا معها كقوة احتلال، وقوة عدوان، فمن حق كل سوري، وكل وطني، أن يرفع الصوت ويطالب بإنهاء العدوان الروسي على سورية، ونحن نقوم بهذا الأمر إلى جانب غيرنا".