أعلنت العديد من الشركات السعودية عن تعرّض إنتاجها للشلل، بسبب مواجهتها نقصاً حاداً في إمدادات الوقود ومشتقاته، منذ أمس السبت، بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لعملاق النفط السعودي أرامكو، أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
وقالت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في بيان أرسلته إلى البورصة السعودية، اليوم الأحد، إنها تواجه نقصا في إمدادات بعض مواد اللقيم بنسب تقدّر بنحو 49 في المائة لبعض شركاتها التابعة في المملكة.
واللقيم هي المادة الخام المستعملة في المصانع والمعامل، ومن المواد التي تقيد تحت هذا التصنيف الغاز الطبيعي والنفط والكهرباء والسوائل مثل البيوتان والغازات مثل الإيثان.
وأشارت سابك، أكبر شركة بتروكيماويات سعودية، إلى أنها تعمل حالياً على تقويم الآثار النهائية لتحديد الأثر المالي، وسيتم الإفصاح لاحقاً عن أي تطورات جوهرية.
وهوى سهم الشركة، بنسبة 3.5 في المائة، فيما تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بنسبة 2.3 في المائة، ليغمر لون الهبوط الأحمر شاشة التداول، بعد أن هبطت أسهم 165 شركة، من إجمالي 193 شركة مقيدة، فيما لم ترتفع سوى 11 شركة.
وتواجه سابك بالأساس مأزقاً مالياً كبيراً، حيث انهارت أرباحها بنسبة 54.8 في المائة في النصف الأول من العام الجاري 2019، محققة 5.5 مليارات ريال (1.47 مليار دولار)، مقارنة مع 12.2 مليار ريال (3.25 مليارات دولار)، في الفترة المناظرة من 2018.
وسابك، رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، مملوكة للدولة، حيث يملك صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي للبلاد) 70 في المائة من الشركة، فيما وقّع اتفاقية لبيع حصته لشركة أرامكو السعودية، المملوكة للدولة أيضا، ولم يتم نقل الملكية بعد.
كما قالت شركة كيان السعودية للبتروكيماويات (كيان السعودية)، في بيان للبورصة، اليوم، إن هناك نقصا في إمدادات مواد اللقيم لمصانع الشركة بنسبة 50 بالمائة.
وذكرت شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب)، أنها تواجه هي الأخرى نقصا في إمدادات بعض مواد اللقيم بنسب متفاوتة تقدر بحوالي 30 بالمائة.
وأضحى قطاع الطاقة في السعودية في مرمى هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، حيث تقود السعودية بالتحالف مع الإمارات حربا ضدهم منذ عام 2015.
وسجل قطاع الطاقة تراجعاً حاداً وغير مسبوق في الأرباح خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بنسبة بلغت 73.7 في المائة، متأثراً بتسجيل شركة بترورابغ خسائر بنسبة 109.7 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من 2018، حيث تكبدت 51.6 مليون ريال (13.7 مليون دولار)، مقارنة بأرباح بقيمة 530.6 مليون ريال في نفس الفترة من العام الماضي.
وأمس السبت، أعلن الحوثيون عن استهداف منشأتين نفطيتين سعوديتين بـ10 طائرات مسيرة، بعد ساعات من إعلان الرياض إخماد حريق شب في معملين تابعين لشركة أرامكو. وأرامكو، تعد أكبر شركة نفط في العالم بمتوسط إنتاج يومي 9.8 ملايين برميل.
وبعد إعلان أرامكو، قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان في بيان له: "حسب التقديرات الأولية، أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام، تقدر بنحو 5.7 ملايين برميل، أو حوالي 50 بالمائة من إنتاج أرامكو".
وأعلنت أرامكو، الشهر الماضي، لأول مرة في تاريخها، عن إيراداتها النصفية، مشيرة إلى تراجع أرباحها الصافية في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.