مسرح الأحداث هو الجحيم، والخشبة هي الأعمال الفنية لشذى شرف الدين، أما الموضوع فمزيج نادر من الكوميديا الإلهية والمنمنمات الإسلامية. لكن الكوميديا طاغية، ولذلك حملت هذه المجموعة عنوانها.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها سلسلة "الكوميديا الإلهية" للفنانة اللبنانية، ولكنها تطلقها في كتاب بنسخ محدودة، في غاليري "مكان" في بيروت العشرين من الشهر الجاري، وقد كانت عُرضت سابقاً في غاليري "أجيال" عام 2010.
تتعرّض الأعمال إلى فكرة الهوية الجنسية للشخصيات التي تظهر فيها، فبالنسبة إلى الفنانة التي استكشفت عالم المنمنمات الفارسية والتركية والمغولية في القرنين السادس عشر والثامن عشر، فإن هناك شخصيات أساسية في الحكايات تظهر بلا هوية جنسية واضحة، وتتقاطع كثيراً في مخيّلتها مع طريقة تصوير الأحداث في الكوميديا الإلهية.
استفادت الفنانة من الاثنين، وقدّمت عملاً دمجت فيه بورتريهات لرجال ونساء من أربعينيات القرن العشرين، من إيران والهند وأفغانستان ومصر، شخصيات شعبية أو أسطورية. كما أضافت الكاتبة أيضاً، صاحبة "فلاش باك" و"حقيبة بالكاد ترى" الذي صدر هذا العام، مجموعة من كتابات بخط يدها.
ثمة الكثير من المخلوقات أيضاً، من الطواويس والحيوانات والملائكة والكائنات نصف البشرية أو الحيوانات نصف البشرية. ثمّة عناية كبيرة بحضور جمهرة الكائنات التي يمكن تخيّلها في جحيم دانتي أو منمنمات رسمها الفنان المسلم في مرحلة كفلت حرية التحليق بالخيال للرسامين.
طُبع الكتاب بتقنية "الرقائق الباردة"؛ بحيث تبدو الأعمال الحديثة وكأنها تنتمي إلى زمن المنمنمات بلمعان ذهبي يضفي عليها المزيد من القِدم والغموض.
اقرأ أيضاً: دانتي أليغييري: ثورية الكوميديا