أعلنت كبرى شركات التجارة في العالم اليوم الأربعاء، أنها تتوقع ألا تنخفض أسعار النفط عن 65 دولارا للبرميل وربما تتجاوز 100 دولار للبرميل العام القادم، فيما تسبب العقوبات الأميركية على إيران انخفاض صادرات طهران من الخام.
وتأتي هذه التوقعات فيما تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بعدما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، لكن الأسعار تلقت دعماً فيما يتحرك الإعصار مايكل صوب فلوريدا ما تسبب في توقف نحو 40% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك.
وبحلول الساعة 04:34 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتا إلى 84.79 دولارا، بعد ارتفاعها 1.3% أمس الثلاثاء. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 34 سنتا أو 0.5% إلى 74.62 دولارا، بعدما ازداد نحو 1% في الجلسة السابقة. وعند التسوية انخفضت عقود برنت 1.91 دولاراً أو 2.25% إلى 83.09 دولاراً، والخام الأميركي 1.79 دولار أو 2.39% إلى 73.17 دولاراً.
وارتفع النفط هذا العام بفعل توقعات بأن تختبر العقوبات، التي يبدأ تطبيقها في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وآخرين على سد الفجوة في الإمدادات مع انخفاض الشحنات من إيران العضو في (أوبك).
وبلغ خام برنت الأسبوع الماضي 86.74 دولارا، وهو أعلى سعر له منذ 2014. لكن في 2019، تقول توقعات جهات مثل وكالة الطاقة الدولية، إن أزمة الأسواق الناشئة والنزاعات التجارية قد تؤثر سلبا على الطلب العالمي، بينما يتعزز المعروض جراء زيادة الإنتاج من خارج (أوبك).
احتمال تجاوز البرميل 100 دولار
وقال جيريمي وير، الرئيس التنفيذي لـ"ترافيغورا" خلال مؤتمر نفطي في لندن، إنه لن يُفاجأ إذا تجاوز النفط 100 دولار للبرميل العام القادم.
بدوره، توقع أليكس بيرد الرئيس التنفيذي للنفط والغاز لدى "غلينكور" خلال المؤتمر ذاته، أن يبلغ سعر النفط في الأجل المتوسط بين 85 و90 دولارا للبرميل، نظرا لأن السحب من مخزونات النفط الاستراتيجية للولايات المتحدة يبدو احتمالا مستبعدا وسيكون أثره محدودا في جميع الأحوال.
وأضاف بيرد: "أعتقد أن العقوبات ستكون قاسية جدا. ستكون الإعفاءات، إن وُجدت، محدودة للغاية... لا أرى أي نهاية لها إذ إن الهدف هو تغيير النظام في 2019. لا أرى أي شيء يمكن أن يؤثر على أسعار النفط بشدة في الاتجاه النزولي".
واستكمل أن "آلية السداد الأوروبية لا تحميك إن كنت تستخدم النظام المالي الأميركي"، مضيفا أن قيود البنية التحتية الأميركية ستحد من صادرات الخام الأميركية التي كان من الممكن أن تعوض النقص لولا تلك القيود، بينما تضيف طاقة إنتاج التكرير الجديدة في عام 2019 المزيد من الضغوط.
عوامل الحد من صعود النفط
لكنّ تجارا قالوا إنهم يتوقعون أن يدعم تضرر الطلب بعض الشيء في الأسواق الناشئة، الحد من ارتفاع أسعار النفط.
وقال توربغورن تورنكفيست، الرئيس التنفيذي لـ"جانفور"، إنه يتوقع أسعارا أقل العام القادم عند ما بين 70 و75 دولارا للبرميل، مشيرا إلى تباطؤ في نمو الطلب وإمدادات كافية في السوق.
وأضاف: "ستكون هناك بعض الصادرات الإيرانية، لكن الكمية ستعتمد على السعر. إذا ارتفع النفط إلى 100 دولار للبرميل إذا ستكون هناك إعفاءات. إذا ظل عند نحو 80 دولارا للبرميل فلن تكون هناك إعفاءات".
وكان لـ"فيتول" و"بي.بي" رؤى أكثر تشاؤما، إذ توقع إيان تيلور رئيس مجلس إدارة "فيتول" أن يسجل سعر النفط 65 دولارا. وقال: "خفضنا توقعاتنا لنمو الطلب في العامين الحالي والمقبل... أعتقد أن القضية الوحيدة هي: هل سينجح خط الأنابيب الأميركي في (حقل) برميان بتحقيق زيادة ضخمة في النصف الثاني من 2019؟".
(رويترز، العربي الجديد)