شهرة الآباء... مدخل الأبناء إلى الغناء

في سنوات زواجه الأولى، كان عاصي الحلاني من الممانعين لدخول عائلته عالم الشهرة والفن والغناء. بعد سنوات، كبر الأبناء، وتأثروا بالأجواء المنزلية والعائلية. ابنته البكر ماريتا دخلت عالم الغناء، واستطاعت أن تحصد شهرة أوتوماتيكية، لكونها ابنة عاصي الحلاني، الذي فرضها في بعض الحفلات والمهرجانات التي يحييها، مستغلاً هوايتها لتحقيق حلمها. لكن الحلم ذهب لشقيقها الوليد، لما يملكه من حسّ ودراية وصوت جميل أنقذه من تهمة "الواسطة"، والقول بأن والده كان وراء شهرته.

الشاب يحمل موهبة جيدة بحسب المتابعين والعارفين بأمور الغناء. لكن يبقى السؤال، هل ينجح الوليد في الغناء، ووالده لا يزال في عزّ عطائه الفني. سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة، وقدرة الناس على إعطاء الوليد جواز عبور متكامل من النجاح، لشق طريقه الفني بعيداً عن صورة والده، أو تأثره طوعاً بهذه الصورة. ربما يلزم الشاب البعد عن اللون الغنائي البقاعي الخاص، الذي يتميز به اللبنانيون من قرى وبلدات البقاع وبعلبك. أمام هذا الطرح، ثمَّة تساؤلات حول نجاح بعض أبناء الفنانين في العالم العربي واحترافهم للغناء أو التمثيل، وإذا ما كانت الموهبة تورّث. الإجابة محيرة، لكنها بالطبع لا توصلنا إلى جواب نهائي. إذْ يبقى النجاح نسبياً، قياساً إلى مجهود الأبناء الذين وجدوا أنفسهم ينساقون إلى الغناء والأجواء الفنية.

وتُشكل حالة نجل الفنان السوري صباح فخري، أنس، مثالاً حول التوريث الفني في العالم العربي. من الواضح أن أبناء المغنين في العالم العربي يملكون موهبة وخامة صوتية جيدة، هذا من المسلمات. لكن، هل من الضرورة أن يتحولوا إلى مغنين؟ سؤال يفتح الباب أمام بعض الوقائع، التي أثبتت أن النجاح ليس حليفاً لعدد كبير من المغنين الذي ورثوا الموهبة. لم توفق الفنانة نهاد فتوح، في تحقيق شهرة توازي شهرة والدتها الفنانة الراحلة سعاد محمد.

ولم يسعف الحظ أبناء الفنان الراحل وديع الصافي في تخطي حاجز الموهبة من الغناء والعزف. وكذلك حال وعد ملحم بركات، الذي حاول التسلق على ألحان تركها والده الموسيقار الراحل ملحم بركات، لكنه لم يوفق.