وتضامن الصحافيين السوريين كان من خلال نشر صورهم على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد غطوا بأكفهم أعينهم اليسرى، كدليل على وقوفهم إلى جانب زميلهم.
ونشر الصحافي عبد الرزاق دياب، صورة له على "فيسبوك"، بعد أن غطى عينه اليسرى بكفه، مرفقاً إياها بعبارة "مع معاذ.. وكل العيون التي ترى الحقيقة كاملة".
وتواصلت "العربي الجديد" مع دياب، وسألته عن الدافع وراء مبادرته، مع أقرانه من الصحافيين السوريين، بالوقوف إلى جانب الصحافي الفلسطيني، فأجاب "أعتقد أنه على كل صحافي سوري حر التعاطف مع عين معاذ العمارنة، لأنه تعاضد مع الحقيقة التي يراد لها أن تكون في مكان آخر، وأما لماذا على السوري تحديداً أن يتعاطف مع العمارنة، فلأنه عانى طويلاً من غياب الحقيقة والتضييق عليه من نظام يرى الصحافة تهمة وخيانة؛ فأن تتعاطف مع العمارنة هذا يعني أنك بجانب الحقيقة وحدها".
وأرفق الصحافي مضر الأسعد صورته إلى جانب صورة معاذ العمارنة بعد إصابته على حسابه في "تويتر"، وقد كتب "من المناطق السورية المحررة إلى فلسطين الحبيبة، متضامن مع الصحافي الشجاع الفلسطيني، معاذ عمارنة، الذي تعرضت عينه اليسرى إلى الإصابة من قبل الجنود الصهاينة في فلسطين المحتلة؛ ما تركته بالنفوس سيبقى إلى الأبد، لأن #عين_الحقيقة_لن_تنطفىء".
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أضاف الأسعد على منشوره بالقول "ما تعرض له الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة هو جريمة حرب نكراء بحق رجال الإعلام والصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل عدم نقل وتصوير ما يجري في فلسطين من قبل الجنود الصهاينة، الذين ارتكبوا جرائم مروعة بحق الأهالي الأبرياء في عموم المدن الفلسطينية".
وتابع "معاذ عمارنة له نشاط ثوري نضالي كبير، وسبق أن اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطة الفلسطينية مع تضيق كامل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، لذلك نحن في الثورة السورية نتشارك مع الثورة الفلسطينية في مقارعة الظلم والقهر والاستبداد والسجون والاغتيالات، المتمثلة بنظام الأسد والاحتلال الروسي والإيراني وحزب الله والميليشيات العراقية والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وخاصة أن إسرائيل تعتبر من أكبر داعمي النظام السوري، ودائماً ما تصرح بأنها مع استقرار نظام الأسد، الذي عمل على تهدئة منطقة الجولان خلال العقود الماضية".
كذلك فعل الصحافي أنس تريسي، الذي نشر صورته مخبئاً عينه اليسرى مع ملامح غاضبة، وكتب "تضامنا مع الزميل #معاذ_عمارنة الذي فقد إحدى عينيه على يد الجيش الإسرائيلي خلال التغطية الإعلامية في فلسطين".
ويعاني الصحافيون السوريون من انتهاكات مشابهة بحقهم من قبل قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها خلال سنوات الثورة السورية، وتشير إحصاءات "المركز السوري للحريات الصحافية" إلى أن أكثر من 450 صحافياً سورياً فقدوا حياتهم خلال الثورة، إما بالاستهداف المباشر أو داخل السجون والمعتقلات، بالإضافة إلى اختطاف وإصابة العشرات من الصحافيين الآخرين.
Facebook Post |
Twitter Post
|