"اتلم المتعوس على خايب الرجا"، بهذا المثل المصري الساخر، استقبل الناشطون الجدل الجديد حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي أثاره المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عندما نشر على صفحتيه الرسميتين على "فيسبوك" و"تويتر" صورة له مع الصحافي المصري رامي عزيز، ضمن وفد صحافي يزور اسرائيل، على حد وصف أفيخاي.
وقال أدرعي في المنشور: "تشرفت بلقاء السيد رامي عزيز الصحافي والكاتب المصري ضمن وفد من الصحافيين وصلوا إلى إسرائيل بمبادرة IsraelArabic". وأضاف: "السيد رامي حدثني عن صديقه الأردني الذي درس معه بالجامعة ودائماً كان يقول بأن أفيخاي أدرعي شخصية خيالية، وأنه بالفعل فوجئ عندما تأكد أنني موجود".
المنشور، حاز على أكثر من ألفي إعجاب وألفي تعليق، في مناقشات شديدة السخونة حول التطبيع، وصلت للتخوين والسباب والتكفير بين مؤيديه، ورافضيه.
ورغم تنصل نقابة الصحافيين المصرية، على لسان جمال عبد الرحيم، من الصحافي والوفد، وقولها إنها ملتزمة بقرارها بحظر التطبيع مع إسرائيل، إلا أن الغزل المتبادل بين الإدارتين المصرية والإسرائيلية، ليس في نفس سياق نفي النقابة، وأضعف من موقفها ومصداقيتها.
فقبل ما يقرب من الأسبوع، دعا المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم والإعلامي عزمي مجاهد، إلى اللعب في تل أبيب، متحججاً بوجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، زاعماً أن "قطر هي الخطر على مصر وليست إسرائيل".
كما نقلت مصادر إسرائيلية عن وفد منظمات اليهود الأميركية، الذي التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إشادته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل ووصفه بـ"القائد لخير المنطقة بأكملها". ولم ترد كلمة نفي واحدة من النظام المصري لهذه التصريحات، ما اعتبر اعترافا منها بالواقعة. هذا إلى جانب تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطانيتس الأخيرة، حول إغراق الجيش المصري لأنفاق غزة بناء على طلب من إسرائيل.
منصّات التواصل رصدت الغزل الحاصل بين أدرعي والوفد، وسخر البعض وأيّد الآخر، فردّ الإعلامي عمرو عبد الحميد على تغريدة أدرعي ساخرا: "يخلق من الشبه أربعين! رامي شبهك جداً يا أفيخاي".
وسارة الحوفي كانت من ضمن مهاجمي أدرعي: "دا لو عشان فيديو أطفال فلسطين وحبهم لمصر ودفاعهم عن أهلها مش هتوقعوا بينا ارتاح وكمصريين بنحب فلسطين وتفو عليك وع الوفد وعلى كل إيد تتمد تسلم عليكم". وأيدها جون وقال: "إتكلِموا عربي براحِتكُم واسمعوا أم كلثوم وإليسا براحِتكُم، بس مهما عملتوا مش هيحصل تطبيع علاقات بينّا وبينكُم".
وجاء ذلك بعدما نشر موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، خبراً بعنوان: إسرائيل استضافت وفدًا من الصّحافيين العرب: "تغيّر موقفنا تجاهكم". وجاء في الخبر أنّ وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة دعت واستضافت أربعة صحافيّين عرب يعيشون في أوروبا، ويعملون في وسائل إعلام عربيّة منتشرة في الشّرق الأوسط، حيث هدفت الاستضافة إلى "تغيير التّغطية الإعلاميّة السّلبية لإسرائيل". وهو ما يبدو جزءا من زيارة الصحافيين المصريين إلى الأراضي المحتلة. لم تذكر "يديعوت أحرونوت" أسماء الصحافيين المشاركين "نزولاً عند رغبتهم".
اقرأ أيضاً: الشمس ترفض التعامد على وجه رمسيس الثاني.."المهم نبقى كدة"