وراسل حافظ قائد السبسي، الممثل القانوني لأحد تيارات "نداء تونس"، رئيس البرلمان محمد الناصر ليعلمه بإقالة قيادة التيار المخالفين له. وطلب السبسي الابن من الناصر إعفاء سفيان طوبال، المنافس له، والأمين العام للحزب، عبد العزيز القطي، ورئيس المجلس الوطني، وانس الحطاب من عضوية الكتلة البرلمانية.
بدوره، أكّد المتحدث الرسمي باسم تيار "نداء تونس"، التابع للسبسي الابن، النائب منجي الحرباوي، أنه تم إعلام مكتب رئيس مجلس نواب الشعب بالتغييرات الطارئة في كتلة نداء تونس بالبرلمان.
وأوضح الحرباوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "التغييرات تنزل في إطار تطبيق قرار المكتب السياسي لحزب نداء تونس نهاية الأسبوع الماضي"، مبيناً أنه "تم إقرار إقالة سفيان طوبال من عضوية الحزب بالإجماع، الشيء الذي يفقده عضويته بالكتلة البرلمانية للنداء وبالتالي يفقد رئاستها أيضاً"، على حد قوله.
وأضاف أن "المكتب السياسي قرر أيضاً إقالة كل من عضوي مجلس نواب الشعب أنس الحطاب وعبد العزيز القطي، وهو ما يعني فقدانهما لعضويتيهما في الكتلة البرلمانية للنداء، مع دعوة مكتب البرلمان إلى تفعيل هذا الإعلام واتخاذ القرارات والإجراءات المترتبة عنه".
في مقابل هذه القرارات، أقال طوبال بدوره أربعة نواب موالين للسبسي الابن.
وأعفى طوبال كلاً من منجي الحرباوي، المتحدث الرسمي باسم تيار السبسي الابن، وشاكر العيادي، رئيس لجنة النظام الداخلي في البرلمان، ولمياء المليح وفاطمة المسدي المدافعتين الشرستين عن تيار نجل الرئيس.
ويعتبر طوبال نفسه رئيساً للتيار "الشرعي" في "نداء تونس" بعد أن تلقى، أخيراً، اعترافاً من الحكومة بشرعيته عقب مراسلة مع مصالح وزارة العلاقة مع المجتمع المدني والهيئات الدستورية تؤكد أنها "قبلت الملف المودع من قبل طوبال بخصوص التغييرات في المسؤوليات التي أفرزها المؤتمر الأخير للحزب".
وينص القانون البرلماني على أن الإعفاء من الكتلة البرلمانية لا يكون إلا من قبل رئيس الكتلة ولا يمكن لرؤساء الأحزاب إبعاد النواب من الكتل لاعتبار أن البرلمان يتعامل مع الكتل البرلمانية وليس مع الأحزاب بما يعطي لتيار طوبال أفضلية في صراعه ضد نجل الرئيس على الرغم من قرب انقضاء العهدة البرلمانية التي تشارف على النهاية بعد أقل من ثلاثة أشهر.
ويرى مراقبون أن صراع تياري "نداء تونس" عطل عمل مجلس نواب الشعب طيلة الفترة النيابية ولم يتوقف نزيف الخلافات وحرب البيانات والإقالات، حتى بعد أن أجهز على الحزب وانعكس سلباً على هياكل الدولة ووزاراتها ومؤسساتها.