عدد كبير من الأطفال في مصر يعانون من جرّاء إصابتهم بمرض السكري. لمياء تبلغ من العمر 10 أعوام، وتعيش في منطقة حلوان جنوب القاهرة. تقول والدتها إنّها لاحظت رغبة ابنتها المستمرة في شرب المياه، وانخفاض وزنها، وتبوّلها بكثرة. وكانت الصدمة بعد إجراء الفحوصات الطبية التي أظهرت إصابتها بالسكري منذ 6 أشهر. وتؤكد أن مرض ابنتها أدى إلى تغيّر نمط الحياة كلياً داخل البيت، وقد مُنعت الحلويات والفاكهة.
وفي ما يتعلق بالعلاج، تقول أم لمياء: "نعاني كثيراً؛ إذ لا يوجد تأمين صحي جيّد للأطفال، والوضع الاقتصادي صعب. زوجي يعمل سائقاً في إحدى المصالح الحكومية وراتبه لا يتجاوز 1500 جنيه (نحو 83 دولاراً)، ولدينا أربعة أولاد. تحتاج لمياء إلى قياس السكّري ثلاث مرات يومياً بواسطة شرائح خاصة قبل أن تتناول جرعة الأنسولين". وتشير الأم إلى أن كلفة الشرائح تقدّر بـ 50 جنيها (نحو ثلاثة دولارات) شهرياً، فضلاً عن الأدوية والفيتامينات أخرى.
اقــرأ أيضاً
حسام سيد (8 سنوات)، القاطن في منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، مُصاب بمرض السكري، وكثيراً ما يتعرّض لحالات إغماء. يقول والده، وهو موظّف: "الصدمة كانت قاسية. طلب الطبيب إجراء فحوصات له لأن صحّته كانت ضعيفة بعض الشيء. لكن الطبيب أخبرنا أنّه مصاب بالسكري. لم أعرف ماذا أفعل. هل هو في خطر؟". يضيف أنّ ابنه يحصل على ثلاث حقن يومية من الأنسولين، مشيراً إلى أنه يعاني مثل مرضى آخرين، بسبب عدم الحصول على الأنسولين المدعوم، وعدم توفير أجهزة فحص السكري والشرائح. أحياناً، ينعته زملاؤه بألفاظ جارحة، أو يخشون اللعب معه خوفاً من انتقال المرض إليهم. من هنا، يشير إلى قلة الوعي في التعامل مع التلاميذ المرضى في المدارس. وتعمد والدته إلى تكثيف قراءاتها لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال مرضى السكري، خصوصاً من الناحية النفسية.
مُعاناة أطفال السكّري في مدارس وزارة التربية والتعليم في مصر كثيرة، من بينها غياب العيادات الطبية، وعدم وجود وعي صحي حول كيفيّة التعامل مع مرضى السكري أو تفهّم الحاجات الخاصة لمريض السكري، ما يُفاقم المشاكل الصحيّة، على الرغم من إبلاغ ذويهم إدارة المدارس بأحوال أطفالهم الصحية، إضافة إلى منع أطفال السكري من المشاركة في الرحلات المدرسية أو النشاطات الرياضية أو اللعب في حصة الرياضة، ما يؤدي إلى مشاكل نفسية. كما يتذمّر عدد من المدرسين حال تكرّر خروج الطالب لاستخدام المرحاض أو شرب المياه، أو إذا أبدى رغبته في تناول الطعام، ما دفع كثيرا من الأهالي، على الرغم من ظروفهم المادية الصعبة، إلى نقل أطفالهم إلى مدارس خاصة فيها عيادة طبية تقدّم لهم رعاية أولية في حال تعرّضهم لنوبات السكري.
ويُطالب الأهالي مديري المدارس بإعطاء أطفال السكري حقوقهم في المدارس، مثل الدخول إلى المرحاض، والقدرة على تناول وجبة طعام عند الحاجة، وتلقي جرعة الأنسولين عند الحاجة، ويشددون على ضرورة التعامل مع أطفالهم كباقي الأطفال، خصوصاً لناحية المشاركة في النشاطات والرحلات المدرسية، وعدم حرمانهم منها بحجة رفضهم تحمّل المسؤولية.
من جهته، يطالب الباحث القانوني والمهتم بقضايا حقوق الإنسان، فتحي عبد العزيز، بضرورة حصول الأطفال مرضى السكري على كافة حقوقهم المشروعة، ومعالجة وضعهم بشكل مشترك بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، مؤكداً على حقهم في الحصول على التعليم من دون تمييز، فضلاً عن حقهم في توفير مستلزمات الرعاية الطبية لهم. ويشدّد على ضرورة إلغاء التمييز، والمساواة بين التلاميذ، والاهتمام بالتلاميذ المرضى في الصفوف وخلال الشرح، إذا ما دعت الحاجة.
وتحتلّ مصر المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العشر الأولى لناحية معدل انتشار مرض السكري الذي كان سابقاً يعدّ مرض الأغنياء وكبار السن، لكن خلال السنوات الأخيرة، بات أكثر انتشاراً بين فئات عمرية مختلفة، وبلغ عدد مرضى السكري نحو 11 مليوناً، بحسب تقارير الجمعية المصرية لمرضى السكري. كما أن عدد الحالات التي تستعدّ للانضمام إلى القائمة بلغ 3.2 ملايين شخص، ما يعد أمراً خطيراً، نظراً لما يسببه "القاتل الصامت" من مضاعفات، وبالتالي المزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى. وهناك توقعات بأن تصل نسبة المرض بحلول عام 2040 إلى أكثر من 17 مليون مريض.
وللأطفال حصة كبيرة من المرض. وبحسب الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري، يصاب 30 طفلاً بمرض السكري من كل ألف طفل، وإصابة تلميذ أو تلميذة من كل 300 تلميذ في المدارس الحكومية بالسكري، ما يجعل عائلاتهم في حالة استنفار دائمة، لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية، ومراقبة دقيقة، ونظام غذائي صارم.
وتُشير أرقام الجمعيّة المصرية لمرضى السكري إلى عدم وجود قاعدة بيانات حول عدد الأطفال المصابين بالسكري في البلاد، مؤكّدة أن الأرقام تقترب من المليون طفل، من بينهم أكثر من 70 في المائة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
اقــرأ أيضاً
وتكثر الوفيات بين الأطفال والبالغين نتيجة الإصابة بالسكري. وتؤكد تقارير الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري أن كل مريض بالسكري معرّض للإصابة بأمراض في شبكية العين، ما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه تماماً. كما أنّ مريض السكري يعاني من مخاطر الإصابة بالجلطات أكثر من مرة ونصف المرة بالمقارنة مع غير المصابين، إضافة إلى الإصابة بضغط الدم وأمراض الكلى التي تؤدي إلى فشل كلوي حاد ومزمن، عدا عن الإصابة بأزمات قلبية وتصلب الشرايين. كما أن 60 في المائة من حالات بتر الأطراف السفلية "غير الناتجة عن الحوادث" تحدث بسبب الإصابة بمرض السكري.
وفي ما يتعلق بالعلاج، تقول أم لمياء: "نعاني كثيراً؛ إذ لا يوجد تأمين صحي جيّد للأطفال، والوضع الاقتصادي صعب. زوجي يعمل سائقاً في إحدى المصالح الحكومية وراتبه لا يتجاوز 1500 جنيه (نحو 83 دولاراً)، ولدينا أربعة أولاد. تحتاج لمياء إلى قياس السكّري ثلاث مرات يومياً بواسطة شرائح خاصة قبل أن تتناول جرعة الأنسولين". وتشير الأم إلى أن كلفة الشرائح تقدّر بـ 50 جنيها (نحو ثلاثة دولارات) شهرياً، فضلاً عن الأدوية والفيتامينات أخرى.
حسام سيد (8 سنوات)، القاطن في منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، مُصاب بمرض السكري، وكثيراً ما يتعرّض لحالات إغماء. يقول والده، وهو موظّف: "الصدمة كانت قاسية. طلب الطبيب إجراء فحوصات له لأن صحّته كانت ضعيفة بعض الشيء. لكن الطبيب أخبرنا أنّه مصاب بالسكري. لم أعرف ماذا أفعل. هل هو في خطر؟". يضيف أنّ ابنه يحصل على ثلاث حقن يومية من الأنسولين، مشيراً إلى أنه يعاني مثل مرضى آخرين، بسبب عدم الحصول على الأنسولين المدعوم، وعدم توفير أجهزة فحص السكري والشرائح. أحياناً، ينعته زملاؤه بألفاظ جارحة، أو يخشون اللعب معه خوفاً من انتقال المرض إليهم. من هنا، يشير إلى قلة الوعي في التعامل مع التلاميذ المرضى في المدارس. وتعمد والدته إلى تكثيف قراءاتها لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال مرضى السكري، خصوصاً من الناحية النفسية.
مُعاناة أطفال السكّري في مدارس وزارة التربية والتعليم في مصر كثيرة، من بينها غياب العيادات الطبية، وعدم وجود وعي صحي حول كيفيّة التعامل مع مرضى السكري أو تفهّم الحاجات الخاصة لمريض السكري، ما يُفاقم المشاكل الصحيّة، على الرغم من إبلاغ ذويهم إدارة المدارس بأحوال أطفالهم الصحية، إضافة إلى منع أطفال السكري من المشاركة في الرحلات المدرسية أو النشاطات الرياضية أو اللعب في حصة الرياضة، ما يؤدي إلى مشاكل نفسية. كما يتذمّر عدد من المدرسين حال تكرّر خروج الطالب لاستخدام المرحاض أو شرب المياه، أو إذا أبدى رغبته في تناول الطعام، ما دفع كثيرا من الأهالي، على الرغم من ظروفهم المادية الصعبة، إلى نقل أطفالهم إلى مدارس خاصة فيها عيادة طبية تقدّم لهم رعاية أولية في حال تعرّضهم لنوبات السكري.
ويُطالب الأهالي مديري المدارس بإعطاء أطفال السكري حقوقهم في المدارس، مثل الدخول إلى المرحاض، والقدرة على تناول وجبة طعام عند الحاجة، وتلقي جرعة الأنسولين عند الحاجة، ويشددون على ضرورة التعامل مع أطفالهم كباقي الأطفال، خصوصاً لناحية المشاركة في النشاطات والرحلات المدرسية، وعدم حرمانهم منها بحجة رفضهم تحمّل المسؤولية.
من جهته، يطالب الباحث القانوني والمهتم بقضايا حقوق الإنسان، فتحي عبد العزيز، بضرورة حصول الأطفال مرضى السكري على كافة حقوقهم المشروعة، ومعالجة وضعهم بشكل مشترك بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، مؤكداً على حقهم في الحصول على التعليم من دون تمييز، فضلاً عن حقهم في توفير مستلزمات الرعاية الطبية لهم. ويشدّد على ضرورة إلغاء التمييز، والمساواة بين التلاميذ، والاهتمام بالتلاميذ المرضى في الصفوف وخلال الشرح، إذا ما دعت الحاجة.
وتحتلّ مصر المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العشر الأولى لناحية معدل انتشار مرض السكري الذي كان سابقاً يعدّ مرض الأغنياء وكبار السن، لكن خلال السنوات الأخيرة، بات أكثر انتشاراً بين فئات عمرية مختلفة، وبلغ عدد مرضى السكري نحو 11 مليوناً، بحسب تقارير الجمعية المصرية لمرضى السكري. كما أن عدد الحالات التي تستعدّ للانضمام إلى القائمة بلغ 3.2 ملايين شخص، ما يعد أمراً خطيراً، نظراً لما يسببه "القاتل الصامت" من مضاعفات، وبالتالي المزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى. وهناك توقعات بأن تصل نسبة المرض بحلول عام 2040 إلى أكثر من 17 مليون مريض.
وللأطفال حصة كبيرة من المرض. وبحسب الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري، يصاب 30 طفلاً بمرض السكري من كل ألف طفل، وإصابة تلميذ أو تلميذة من كل 300 تلميذ في المدارس الحكومية بالسكري، ما يجعل عائلاتهم في حالة استنفار دائمة، لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية، ومراقبة دقيقة، ونظام غذائي صارم.
وتُشير أرقام الجمعيّة المصرية لمرضى السكري إلى عدم وجود قاعدة بيانات حول عدد الأطفال المصابين بالسكري في البلاد، مؤكّدة أن الأرقام تقترب من المليون طفل، من بينهم أكثر من 70 في المائة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
وتكثر الوفيات بين الأطفال والبالغين نتيجة الإصابة بالسكري. وتؤكد تقارير الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري أن كل مريض بالسكري معرّض للإصابة بأمراض في شبكية العين، ما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه تماماً. كما أنّ مريض السكري يعاني من مخاطر الإصابة بالجلطات أكثر من مرة ونصف المرة بالمقارنة مع غير المصابين، إضافة إلى الإصابة بضغط الدم وأمراض الكلى التي تؤدي إلى فشل كلوي حاد ومزمن، عدا عن الإصابة بأزمات قلبية وتصلب الشرايين. كما أن 60 في المائة من حالات بتر الأطراف السفلية "غير الناتجة عن الحوادث" تحدث بسبب الإصابة بمرض السكري.