خيم الصمت التام على النظام المصري حيال الهجوم الكيماوي، الذي استهدف بلدة خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب سورية)، اليوم الثلاثاء، وراح ضحيته 100 قتيل على الأقل، معظمهم من الأطفال، و500 مصاب.
ولم يتخذ النظام المصري عبر مؤسساته المختلفة أي موقف رسمي من مجزرة خان شيخون، فلم يصدر عن وزارة الخارجية المعنية بتوضيح الموقف الرسمي حيال القضايا الإقليمية والدولية، أي بيان لإدانة الهجوم الكيماوي.
واعتبر مراقبون أن هذا الموقف "مُخزٍ" في ظل إدانة دولية واسعة لاتخاذ موقف تجاه مجزرة "خان شيخون"، في حين سارعت المؤسسات الرسمية المصرية لإدانة التفجير الذي استهداف مترو بسانت بطرسبورغ في روسيا، أمس الإثنين.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، غداً الأربعاء، لبحث الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون، وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، عن عقد الاجتماع، بعدما دعت بريطانيا وفرنسا إلى عقده عقب مجزرة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة.
يشار إلى أن مصر تحظى بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، ولم تحرك ساكنا حيال المجزرة الأخيرة، بحسب المراقبين.
وتجاهلت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية مجزرة خان شيخون بعد مضي عدة ساعات من الهجوم الكيماوي، في حين سارعت إلى إصدار بيان لإدانة تفجير مترو سانت بطرسبورغ بعد وقت قليل.
وقال دبلوماسي مصري إن "الموقف متخاذل لأقصى درجة حيال مجزرة خان شيخون، في حين تسابقت المؤسسات المصرية، سواء وزارة الخارجية أو مجلس النواب، إلى إدانة تفجير روسيا".
وأضاف الدبلوماسي لـ"العربي الجديد"، أن "التماهي المصري مع السياسات الروسية تجاه سورية، يبعدها عن القضايا الإقليمية المحورية ويقلل من وزنها الإقليمي".
وقارن الخبير بين موقف مصر من إدانة تفجير روسيا وعدم اتخاذ أي موقف من مجزرة خان شيخون، بما يعزز عدم الرغبة في توجيه أي انتقادات لروسيا والنظام السوري.
ولفت إلى أن "مصر صوتت لصالح مشروع قرار روسي حول سورية في مجلس الأمن، وهو متعارض مع مشروع آخر تقدمته به فرنسا ووافقت عليه أيضا".
وأشار إلى أن "النظام المصري بات أقرب إلى نظيره السوري، بسبب التقارب المصري الروسي في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي".
من جهته، تساءل الخبير السياسي، محمد عز، عن سبب الصمت المصري حيال المجزرة، هل رغبة في عدم انتقاد روسيا وبشار الأسد؟ أم أن المؤسسات الرسمية لم تعرف بالقصف الكيماوي؟
وقال عز لـ "العربي الجديد"، إن مصر لم يظهر لها موقف لا على مستوى التحرك الدولي لضمان عدم تكرار القصف بالكيماوي، ولا حتى على مستوى إصدار إدانة من فقرتين.
وأضاف أن التماهي المصري مع روسيا يأتي ضد القضايا العربية، ويعمق انفصال مصر عن محيطها العربي، إذ إن إدانة مجزرة خان شيخون لا تحتاج إلى تشاور أو توازنات بل إلى تعبير عن الموقف الإنساني.
وتعجب من عدم تحرك مصر على مستوى مجلس الأمن للدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لمناقشة تدعيات الهجوم الكيماوي، في حين أن هذا الموقف خرج من دول ليست عربية.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، أمس الإثنين، بيان إدانة لتفجير روسيا، بعد وقت قليل من وقوعه، وقالت: "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، التفجير الذي وقع بمدينة سانت بطرسبورغ ثاني أكبر المدن الروسية، والذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين، معربة عن التعازي لأسر الضحايا وخالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".
وأضافت: "وتتضامن مصر حكومة وشعبا مع الحكومة والشعب الروسيين في هذه الأوقات العصيبة، مع التأكيد على الموقف المصري الثابت الذي يحذر دائما من خطورة انتشار ظاهرة الإرهاب، ومن مخاطر عدم تبني استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة بمختلف أبعادها الفكرية والمالية والتنظيمية".