تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
كحال كلّ كتابة متأثّرة بعصرها، منفلتة من جسم العصر الجديد بمعطياته المعقّدة، تُعبّر الكتابة الجديدة عن إنسان القرن الحادي والعشرين الذي يعيش اختصارات واختزالات حضارية مربكة جعلته يحيد عن تكوين الإنسان الطبيعي.
■ هل تشعر بأن نفسك جزء من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
يوجد، بالفعل، جيلٌ أدبي بملامح معيّنة تميّزه. في اعتقادي أنه، وعلى عكس أدب القرن العشرين الذي تميّز بالهجوم على الأفكار، فإنه جيل منقسم بين مهاجم ومدافع، بين هدّام لأفكار ومدافع عن الإنسان المهدور، الذي في رأيي هو إفراز طبيعي للمرحلة الحالية. لكن عجينته متوارية لحد اللحظة بين عجائن أدبية رديئة، لا بد أنه سينفصل عن قريب ويرتفع إلى السطح. وساعتها، يمكن تحديد ملامحه جيّداً.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
حسيّاً، هي علاقة ضعيفة، غير ذلك أحاول تكوين صورة ذهنية عن أدب الأجيال السابقة عبر القراءة لهم.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
إذا كان القصد هو بيئة النشاطات الثقافية، فأنا أبعد ما يكون عنها لعدة أسباب؛ من بينها الشعور بعدم جدواها. أمّا البيئة الثقافية الاجتماعية والإنسانية فأنا متشبّع بها ولعلّني أتمادى في ذلك.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
ثلاثين سنة، صدر بعد نزيف هائل من الأفكار التي كنت أراها حقائق تكوّن أفكار أخرى بالضرورة، لأكتب شيئاً يناقضني وأنا في عمر العشرين.
■ أين تنشر؟
إلى الآن في الجزائر، مستقبلاً.. لا أحد يعلم.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
أنا قارئ نهم لكنني لا أتعمّد ذلك، ولا أبحث عن القراءة الممتعة فقط. عندما أفعل ذلك، أجد أننا في زمن متناقض يشوبه افتقار روحي وإيماني وغير مستقر ماديا، ولا علاج لذلك بالنسبة إليّ على الأقل سوى القراءة. لا توجد طقوس معيّنة ولا أوقات محدّدة لفعل القراءة. في الليل أقرأ كثيراً وقد لا أنام تماماً. يمكن اعتبارها منهجية حسب الحاجة المعرفية في فترة ما.. تتخلّلها - حسب المزاج - بعض العفوية والعشوائية. لكنني أقرأ كثيراً وهذا هو المهم.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
بالإنكليزية، والفرنسية بدرجة أقل.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟
رغم أنني أترجم نصوصاً لغرض الاستفادة الشخصية إلا أنني لا أعتقد أني سأهتم بالترجمة يوماً ما. مستوى لغاتي لا يسمح باحتراف الترجمة. أمّا أن أكون مترجَماً، فلا أعتقد أن ثمّة كاتبا لا يرغب في ذلك.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
قبل أيّام، صدرت لي رواية جديدة بعنوان "ملحمة الحُفاة"، هي مزيج من الواقعية السحرية والأدب الأميركي السريع. بطلها صبيّ يعيش في الفترة الهادئة للمدن الجزائرية أيام الاستعمار الفرنسي. متمرّد ولا تخلو مغامراته من الفكاهة والكوميديا السوداء.
بطاقة
كاتب جزائري من مواليد 1986 في "حدّ الصحاري" بمدينة الجلفة. تخرّج من الجامعة بشهادة بكالوريوس في الإعلام. نشر قصصاً قصيرة في مجلّات جزائرية، وله روايتان صدرتا عن "الجزائر تقرأ"؛ هما: "سخرية" (2017)، و"ملحمة الحفاة" (2018).