05 سبتمبر 2019
صوت مخنوق
آزاد عنز (سورية)
صوت مخنوق كُتم على صراخه في كل ركن من أركان الحافلة التي تسير بعيداً عن صخب المدينة، وعن صخب الجحيم الذي تنازع سواده مع بياض المدينة، فكانت الغلبة للسواد الفاسق لا للبياض الطاهر. صرخة مجهضة في حيرة من أمرها تستنجد بآذانٍ صماء لا يسعفها السمع، ليبقى الصوت مقيداً إلى الأبد، أيّ حيرة تدور حول نفسها في فضاء مظلم من دون مُنجدٍ يحرّر الحيرة فتتحرّر الصرخة أيضاً، وأيّ خديعةٍ استدرجت المختطفة العذراء إلى مصيدة اللعنة كطائر فقد جناحيه فكان فريسة سهلة الاستدراج إلى فخ الاغتصاب.
هو طريق طويل يحمل على عاتقه عبء الحافلة التي تعتقل في داخلها صرخاتٍِ غير منجزة، حنجرة تصرخ، لسان يصرخ، جسد بطوله يصرخ، بكارة تصرخ، فرج يصرخ بنصفه الكرديّ ونصفه العربيّ، عذرية تصرخ برمّتها، وكيف لصرخة تكون منجزة، وهي سجينة جدران تمنعها من الوصول إلى آذان محرّرة؟
حافلة تجرّ خلفها هويّة ستغتصب في غرفة طينية، تسكن ضواحي مدينة الرقة. لا مفرّ من مفترس يرمي بكامل ثقله على فريسة مقيّدة الذراعين ومحرّرة من الأسفل، لا مفرّ من معركة حاصلة بين الطريدة والصياد، ستحسم أمرها بعد دقائق لصالح الصياد المزود بمستلزمات الصيد الحديثة من الأربطة والفخاخ ومستحضرات فقدان الحس والحركة، لا مهْرَب. يا للهول! طُعنت البكارة الطاهرة من دون فمٍ صارخٍ ينجدها، فمٌ مربوط يحتضن صرخة أسيرة فعوّضت البكارة نطق اللسان وصرخة الفم المربوط لتصرخ نيابة عنهما فمُزّقت وصرخت أعلى صوتها، مُزّق الكمال فمُزّقت معه عذريتنا وأنوثتنا ورجولتنا الناقصة أيضاً، يا للخديعة.
رُميت الضحية الناقصة في الصحراء الواسعة الممتدة على الأرض السورية، استفاق الجسد المحرّر من الرباط ليجد نفسه في مأزق اجتماعي بعد أن شوّهت بكارته في زنزانة طينية، هتف الجسد بكامل قوامه يا للمحنة، وهتفت البكارة أيضاً يا للمأساة، ولا يسعف محنة الجسد المغتصب إلى الانشراح إلّا الامتحان فامتحنَ الفرد وامتحنَ الجماعة، خسر الفرد وخسرت الجماعة وانتصر الجسد الطاهر في امتحانه وفي رهانه، صوّرت المغتصبة في مرآتنا على أنها امرأة ناقصة برمّتها، امرأة من الدرجة الثانية، جسدٌ من الدرجة الثانية، روحٌ من الدرجة الثانية، بكارة مشوّهة من الدرجة الثانية، ضلعٌ أعوج وجذع مكسور من الدرجة الثالثة وصيدٌ سائغ المذاق وسهل الاستدراج إلى مصائدنا، لا كمال لأجساد ببكارات مشوّهة في مرآتنا، لا كمال.
امرأة كاملة بجسد كامل وبكارة كاملة، ميثاق شرفنا ميثاق شرف الكرديّ والعربيّ، البكارة الكاملة التي تسكن شرق المتوسط وجنوبه صك العبور إلى الطُهر وصك العبور إلى القبول داخل ذواتنا المُعاقة، نساءٌ كاملات تم نحرهن بسيوف أنصاف عقول وأنصاف صواب، لا صواب لإدراكٍ تنقصه الحكمة في برهان الخاتمة، ولا يترمّم التشويه ما لم يترمّم العقل ويتعافى من إعاقته وقبوله بالضحية على أنها كاملة، لا ناقصة.
هو طريق طويل يحمل على عاتقه عبء الحافلة التي تعتقل في داخلها صرخاتٍِ غير منجزة، حنجرة تصرخ، لسان يصرخ، جسد بطوله يصرخ، بكارة تصرخ، فرج يصرخ بنصفه الكرديّ ونصفه العربيّ، عذرية تصرخ برمّتها، وكيف لصرخة تكون منجزة، وهي سجينة جدران تمنعها من الوصول إلى آذان محرّرة؟
حافلة تجرّ خلفها هويّة ستغتصب في غرفة طينية، تسكن ضواحي مدينة الرقة. لا مفرّ من مفترس يرمي بكامل ثقله على فريسة مقيّدة الذراعين ومحرّرة من الأسفل، لا مفرّ من معركة حاصلة بين الطريدة والصياد، ستحسم أمرها بعد دقائق لصالح الصياد المزود بمستلزمات الصيد الحديثة من الأربطة والفخاخ ومستحضرات فقدان الحس والحركة، لا مهْرَب. يا للهول! طُعنت البكارة الطاهرة من دون فمٍ صارخٍ ينجدها، فمٌ مربوط يحتضن صرخة أسيرة فعوّضت البكارة نطق اللسان وصرخة الفم المربوط لتصرخ نيابة عنهما فمُزّقت وصرخت أعلى صوتها، مُزّق الكمال فمُزّقت معه عذريتنا وأنوثتنا ورجولتنا الناقصة أيضاً، يا للخديعة.
رُميت الضحية الناقصة في الصحراء الواسعة الممتدة على الأرض السورية، استفاق الجسد المحرّر من الرباط ليجد نفسه في مأزق اجتماعي بعد أن شوّهت بكارته في زنزانة طينية، هتف الجسد بكامل قوامه يا للمحنة، وهتفت البكارة أيضاً يا للمأساة، ولا يسعف محنة الجسد المغتصب إلى الانشراح إلّا الامتحان فامتحنَ الفرد وامتحنَ الجماعة، خسر الفرد وخسرت الجماعة وانتصر الجسد الطاهر في امتحانه وفي رهانه، صوّرت المغتصبة في مرآتنا على أنها امرأة ناقصة برمّتها، امرأة من الدرجة الثانية، جسدٌ من الدرجة الثانية، روحٌ من الدرجة الثانية، بكارة مشوّهة من الدرجة الثانية، ضلعٌ أعوج وجذع مكسور من الدرجة الثالثة وصيدٌ سائغ المذاق وسهل الاستدراج إلى مصائدنا، لا كمال لأجساد ببكارات مشوّهة في مرآتنا، لا كمال.
امرأة كاملة بجسد كامل وبكارة كاملة، ميثاق شرفنا ميثاق شرف الكرديّ والعربيّ، البكارة الكاملة التي تسكن شرق المتوسط وجنوبه صك العبور إلى الطُهر وصك العبور إلى القبول داخل ذواتنا المُعاقة، نساءٌ كاملات تم نحرهن بسيوف أنصاف عقول وأنصاف صواب، لا صواب لإدراكٍ تنقصه الحكمة في برهان الخاتمة، ولا يترمّم التشويه ما لم يترمّم العقل ويتعافى من إعاقته وقبوله بالضحية على أنها كاملة، لا ناقصة.
مقالات أخرى
10 مايو 2019
30 يناير 2019
04 اغسطس 2018