واصلت قوات النظام، اليوم الإثنين، غاراتها، بالتزامن مع غاراتٍ جوية روسية، في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، في ظل تواصل عمليات نزوح مئات العائلات في إدلب.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن "صاروخا سقط اليوم على مدرسة في بلدة جرجناز التي تسيطر عليها المعارضة، ما تسبب في إصابة خمسة أطفال، في حين سقط عدد من الجرحى جراء استهداف بلدتي حيش والتح في ريف إدلب الجنوبي بقصف صاروخي مصدره قوات النظام".
وتعرضت بلدتا كفرزيتا واللطامنة شمالي حماة، لقصفٍ بأكثر من خمسة وعشرين برميلاً متفجراً منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ظهر اليوم، بالتزامن مع شن الطيران الحربي الروسي، لسلسلة غاراتٍ كثيفة، طاولت تحديداً، قرى البويضة، اللحايا، ومحيطهما شمالي حماة.
ولا يقتصر القصف على هذه المناطق بالغارات والبراميل، إذ إن قوات النظام المتمركزة قرب حلفايا، تقصف ذات البلدات بالمدفعية والصواريخ.
ورغم ضراوة القصف هذا، والذي كان كثيفاً أمس الأحد، في بلدة قلعة المضيق بريف حماة، ومناطق أخرى بمحيطها، وبريف إدلب الجنوبي، وأوقع قتلى وجرحى مدنيين، إلا أنه لم يُسجل حتى الآن، أي تحركاتٍ برية لقوات النظام والمليشيات المساندة، والمتمركزة على أطراف إدلب الجنوبية والغربية، لكن هذه الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية، جعلت المناخ العام في مناطق إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، وكأنه يعيش أجواء حربٍ حقيقة، خاصة مع استهداف القصف للعديد من المشافي والنقاط الطبية خلال اليومين الماضيين.
ويعيش نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون من السكان في إدلب ومحيطها، حالة قلقٍ تتصاعد، خشية أن تزداد وتيرة الهجمات، وتبدأ قوات النظام بمحاولات التقدم البرية، وهو ما سيدفع مئات آلاف السكان للنزوح من مناطقهم، وغالبيتهم ستتوجه نحو الحدود التركية، ونحو مناطق "درع الفرات" وعفرين، المكتظة أساساً بمئات آلاف السكان.
وشهد يوم أمس الأحد، تصعيداً من قبل قوات النظام بالقصف المدفعي والصاروخي والجوي، ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة ستة مدنيين في بلدة الهبيط، التي تعرضت لقصف بأكثر من ثلاثين برميلا متفجرا، بحسب "الدفاع المدني" في إدلب، والذي انتشل القتلى وأسعف المصابين.
وقصفت طائرة حربية روسية، في وقت سابق، مستشفى في مدينة اللطامنة، شمال حماة، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية كبيرة في محتوياته وخروجه من الخدمة.
وفي غضون ذلك، أعلنت مديرية الصحة التابعة لـ"الحكومة المؤقتة" أن القصف، في الأيام الثلاثة الماضية، أخرج منشأتين طبيتين من الخدمة، ما جعل نحو 20 ألف نسمة بحاجة للمساعدة الطبية.
وطالبت، في بيان لها، الأمم المتحدة، بتحمّل مسؤولياتها تجاه المرافق الصحية، ووقف القصف عليها وحماية الكوادر الطبية السورية.
كما أعلن المجلس المحلي في مدينة كفرزيتا شمال مدينة حماة، أن المدينة تعتبر منكوبة، بسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تتعرض له من قبل روسيا وقوات النظام السوري.